إحصـــاء أزيــــد مــن 3 مـلاييـــن مصـاب بالسكــري في الجــزائــر
كشف المكلف بالأمراض غير المتنقلة بوزارة الصحة يوسف طرفاني أمس عن وجود ما بين 3 إلى 4 ملايين مصاب بداء السكري في الجزائر، مفسرا ارتفاع هذه العدد بالنمط الغذائي غير الصحي والبدانة وقلة النشاط، موضحا بأن هذه الأرقام تستدعي التنسيق مع قطاعات عدة للتحكم في الوضع.
وأفاد يوسف طرفاني على هامش يوم دراسي تم تنظيمه بمناسبة إحياء اليوم العالمي لداء السكري، بأن وزارة الصحة أطلقت سنة 2015 دراسة ميدانية تحت إشراف المنظمة العالمية للصحة، تتعلق بالأمراض غير المنتقلة المنتشرة لدى الفئة العمرية ما بين 18 و69 عاما، وأنه مؤخرا تم التوصل إلى بعض النتائج الأولية لهذه الدراسة، المزمع انتهاؤها السنة المقبلة، ومن أهم ما تضمنته إحصاء إصابة 8.9 بالمائة من هذه الشريحة بمرض السكري، أي ما يمثل ما بين 3 ملايين إلى أربعة ملايين شخص، ما يتطلب ضرورة تنسيق الجهود من أجل تطبيق البرنامج الذي وضعته الوزارة للحفاظ على الصحة العمومية.
كما تطرقت الدراسة وفق المصدر، إلى الأسباب المؤدية إلى الإصابة بداء السكري، من بينها نظام التغذية الذي يعتمد كثيرا على السكريات والمواد الذهنية، فضلا عن قلة النشاط البدني، والسمنة المفرطة وكذا الوزن الزائد، علما أن هذا المرض يتسبب سنويا في وفاة 30 مليون شخص عبر العالم، ويمثل نسبة 63 بالمائة من مجمل الوفيات، وسط توقعات بأن ترتفع هذه النسبة إلى 73 بالمائة في أفاق 2020، ويعد مرض السكر ي، خاصة الصنف الثاني لهذا الداء، وفق وزارة الصحة من التحديات التي تواجه المنظمة العالمية للصحة، لكونه من العوامل التي تؤثر على التطور الاقتصادي والاجتماعي للدول، كما يعد تهديدا فعليا للصحة العمومية.
وتضمنت ذات الدراسة معطيات أخرى تكشف أسباب انتشار الأمراض غير المتنقلة بين أوساط المجتمع الجزائري، من بينها تناول الكحول والتدخين وقلة النشاط البدني ونوع التغذية، والضغط الدموي والسمنة، كما تم الاعتماد على التحاليل البيولوجية لكشف مستوى الكولسترول في الدم وكذا السكري، علما أن الدراسة خصت عينة تمثيلية تضم أزيد من 7 آلاف شخص، وشملت 48 ولاية.
وأوضحت النتائج الأولية إحصاء 16.05 بالمائة من ضمن الفئة التي يتراوح أعمارها ما بين 18 و69 سنة من المدمنين على السجائر، نسبة 32 بالمائة منهم من الرجال، في حين يمثل العنصر النسوي نسبة 0.4 بالمائة، في حين تقدر نسبة الأشخاص المدمنين على «الشمة» أو التدخين دون سيجارة 8.9 بالمائة، ويعد التدخين السلبي، أو الناجم عن استنشاق الدخان والمواد السامة المنبعثة من السجائر، من بين الأخطار التي تهدد صحة الأفراد، إذ أنه يمس نسبة 30 بالمائة من أفراد المحيط العائلي للمدخنين، و35 بالمائة من محيط العمل، في حين تقدر نسبة الإدمان على الكحول 0.4 بالمائة.
ويعتبر الضغط الدموي والسمنة من ضمن الأمراض غير المتنقلة التي تهدد الصحة العمومية، فقد كشفت الدراسة عن إصابة 23.3 بالمائة من الأشخاص التي تتراوح أعمارهم ما بين 18 و69 عاما بالضغط الدموي، و21 بالمائة بالسمنة، و55 بالمائة من الوزن الزائد.
وبحسب يوسف طرفاني فإن هذه الأرقام تتطلب ضرورة العمل التنسيقي ما بين قطاعات مختلفة، على رأسها وزارة التجارة لتنفيذ برنامج وزارة الصحة الممتد إلى غاية سنة 2019، لمكافحة الأمراض غير المتنقلة، والحد من استفحالها، على غرار ما حققته الجزائر في مجال مكافحة الأمراض المتنقلة التي اندثرت بشكل شبه تام.
لطيفة/ب