غســـــان ســــلامــــة يبحـــث بالجــزائـــر تطـــــــورات الوضـــــع في ليبــيـــــــا
* لزهر ماروك: استمرار الوضع الحالي في ليبيا يشكل خطرا على الدول المجاورة
يجري الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا، غسان سلامة زيارة عمل إلى الجزائر يومي 7و 8 جانفي 2019، و سيستقبل خلالها من طرف وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، بحيث سيتمحور اللقاء حول تطورات الوضع في ليبيا على المستويين السياسي و الأمني و تطبيق الإجراءات المتخذة في إطار مخطط عمل الأمم المتحدة من أجل تسوية الأزمة الليبية.
أوضحت وزارة الشؤون الخارجية ، أمس، في بيان لها أنه «في إطار التشاور الدائم بين الجزائر و الأمم المتحدة حول الوضع في ليبيا، يقوم غسان سلامة، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا بزيارة عمل إلى الجزائر يومي 7 و 8 جانفي 2019».
وأضاف المصدر ذاته، أنه «خلال هذه الزيارة، سيستقبل غسان سلامة من طرف وزير الشؤون الخارجية ، عبدالقادر مساهل»، مشيرا إلى أن « هذا اللقاء سيتمحور حول التطورات المسجلة في ليبيا على المستوى السياسي و الأمني و تطبيق الإجراءات المتخذة في إطار مخطط عمل الأمم المتحدة من أجل تسوية الأزمة الليبية».
وللإشارة، كان وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، قد أشاد مؤخرا بالإجراءات الأخيرة التي اتخذها الليبيون للتنسيق الأمني، معتبرا ذلك خطوة إيجابية لتوحيد مؤسسات الدولة الليبية، وأوضح مساهل غداة إعلان وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية عن تشكيل غرفة أمنية مشتركة للمنطقة الوسطى وجنوب ليبيا ووضع خطة موحدة لمتابعة الخروقات الأمنية في الجنوب، أن «الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الليبيون للتنسيق الأمني تعد خطوة إيجابية لتوحيد مؤسسات الدولة الليبية، و لذا نشجعهم على المثابرة على طريق الحوار، السبيل الوحيد للسماح بعودة الاستقرار في ليبيا»
و للتذكير، تواصل الجزائر بذل جهودها للدفع نحو حل سياسي للأزمة الليبية ودعم المسار الأممي في ليبيا ، مبرزة مقاربتها التي تقوم على ضرورة انتهاج الحوار الشامل كوسيلة وحيدة للتسوية تحت أشراف الأمم المتحدة، حيث لم تتوقف مساعي الجزائر الرامية للتقريب بين مختلف الفاعليين الليبيين ومرافقة الممثل الخاص للأمين العام الأممي إلى ليبيا في مسعاه.
ويرى المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك ، أن زيارة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا ، إلى الجزائر بداية من اليوم، لها دلالات كثير ة ومهمة جدا، أولها أن الجزائر تعتبر عاصمة محورية بخصوص التنسيق والتشاور على المستوى الإقليمي والدولي لتسوية الوضع في ليبيا، كما أن هذه الزيارة تؤكد -كما أضاف -أهمية المقاربة الجزائرية بخصوص حل الأزمة الليبية وهو التركيز على البعد السياسي وحوار كل الأطراف الليبية للخروج بورقة طريق من شأنها وضع حد لهذا الوضع المأساوي الذي يعيشه هذا البلد.
وأوضح ماروك في تصريح للنصر ، أمس، أن هناك تعثر ومعوقات أمام المبعوث الأممي بخصوص إيجاد توافق ليبي لتنظيم الانتخابات التي تأجلت في غياب الحد الأدنى من التوافق بين الأطراف الليبية، وبالتالي لابد من وضع أجندة جديدة ومواعيد زمنية جديدة بهدف تنظيم انتخابات للخروج من الفراغ السياسي الذي تعيشه ليبيا -كما قال-، مضيفا أن الزيارة التي يقوم بها غسان سلامة للجزائر، مهمة جدا وتعكس تطابق وجهات النظر بين الجزائر ومنظمة الأمم المتحدة والشرعية الدولية ، كما أنها تعكس ضرورة الإسراع في إيجاد حل لهذه الأزمة التي باتت تهدد كل دول شمال إفريقيا، بعدما طال أمدها وبدأت تداعياتها السلبية تضر بالجميع، مؤكدا على ضرورة تكاثف الجميع لإيجاد الحل، خاصة دعم المبعوث الأممي غسان سلامة بكل الإمكانيات لإنجاح مهامه وبالتالي إيجاد الحل السلمي لهذه الأزمة .
وأعتبر ماروك في السياق ذاته، أن الوضع في ليبيا خطير جدا في ظل الانفلات الأمني الموجود و انتشار السلاح في كل مكان و انتشار الميليشيات وغياب الأمن التام وعجز السلطات القائمة في الشرق والغرب عن ضبط الأمن، مشيرا إلى أن الهجوم الأخير على مقر وزارة الخارجية الليبية، مؤشر على أن الوضع الأمني لا يتحكم فيه أحد بما في ذلك الأطراف المتصارعة .
وأشار إلى أن بعض القوى الإقليمية تغذي هذا الصراع وقال أن الوضع الأمني يحتاج إلى معجزة لإعادة ترتيب الأوضاع وإعادة مؤسسات الدولة والنظام وتوحيد الجيش والشرطة وحل هذه الميليشيات وسحب الأسلحة المنتشرة بطريقة غير شرعية ، مضيفا في السياق ذاته أن الوضع خطير جدا ويحتاج إلى تعاون وثيق جدا بين كل الدول المعنية بهذه الأزمة والأطراف الليبية في الداخل و الأطراف الإقليمية والدولية، وأوضح أن استمرار الوضع الحالي يشكل خطرا على كل الدول المجاورة وحتى على الدول الأوروبية، على اعتبار أن الانفلات الأمني ولد جماعات مسلحة وشبكات الهجرة غير الشرعية التي باتت تهدد الأمن لدول جنوب أوروبا، مؤكدا أن الجزائر سعت وبذلت كل ما في وسعها على كافة المستويات السياسية والدبلوماسية، وحاولت بكل جهودها لحل الأزمة بالطرق التي تعود بالفائدة على الشعب الليبي ، وأضاف في نفس الصدد أن الجزائر حاولت قدر المستطاع أن يكون الحل ليبي – ليبي؛ أي بين الليبيين، لكن هناك أطراف دولية وحتى إقليمية أحيانا تعرقل الدور الجزائري، على حد تعبيره، موضحا في هذا الإطار، أن هذه الأطراف تسعى لعدم عودة ليبيا إلى سابق عهدها، كدولة موحدة، حيث تريد هذه القوى واللوبيات الدولية أن تغامر بتفكيك ليبيا.
وأضاف أنه على الجزائر، أن تقوم بالتنسيق المحكم مع دول الجوار الجغرافي لليبيا ومع المنظمات الشرعية، و خاصة مع القوى الكبرى الفاعلة في مجلس الأمن، حتى يتمكن الليبيون من إيجاد حل بأنفسهم لهذه الأزمة .
مراد - ح