- مناورات - بمجمع سيدار تُهدّد استقرار عملاق الحديد
طالبت نقابة مركب الحجار للحديد والصلب بعنابة، من المديرية العامة لمجمع « ايميتال» بالجزائر العاصمة، وضع حد للتدخلات غير المسؤولة لمسؤولين بمجمع سيدار الكائن بمنطقة الشعيبة بعنابة، على خلفية الضغوط التي يتعرض لها الرئيس المدير العام لمركب الحجار، لإزاحته من منصبه في الأيام الأخيرة، في مؤشر خطير يضع عملاق الحديد و مصير 6000 عامل و مداخيل معتبرة من العملة الصعبة، في يد أشخاص يتصرفون «بصبيانية» لا يدركون حجم ثقل المركب على الاقتصاد الوطني .
و وصف رياض جامعي الأمين العام لنقابة مركب الحجار في اتصال بالنصر، أمس، ما يقع في الأيام الأخيرة، «بالتخلاط» الذي يحركه مسؤولون سابقون في النقابة و كذا أصحاب مصالح، يريدون العودة عبر بوابة خلق الفوضى، لم يعجبهم – حسبه- الاستقرار الذي يعرفه المركب و التفاهم بين الإدارة و النقابة في هذا الظرف الحساس، لإخراج عملاق الحديد من الوضعية التي عاشها في السنوات الماضية و فشله في الشراكة مع الأجانب.
و أكد جامعي، أن «التخلاط» بدأه مدير الاتصال بمجمع سيدار، الذي اتصل بالأمين الولائي لنقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين و أبلغه بأن المدير العام لمجمع «ايميتال» الذي يُسير المجمعات الصناعية الخاصة بالتعدين و البناء، كلفه بالتشاور مع النقابة لاختيار المدير العام الجديد لمركب الحجار، تمهيدا لإنهاء مهام المدير العام الحالي معطا الله شمس الدين.
و أضاف جامعي، بأنه علم بالموضوع من الأمين الولائي لنقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين و في اليوم الموالي اتصل به مدير الاتصال بمجمع سيدار و طلب لقاءه بمكتبه بالشعيبة و خلال اللقاء قدم نفس العرض لنقابة المؤسسة بصفته الأمين العام و أخبره بأن الرئيس المدير العام لمجمع «ايميتال»، يريد إنهاء مهام معطا الله و تعيين إطار بدل عنه من داخل المركب.
و أوضح جامعي، بأنه أبلغ معطا الله بالأمر، إذا كان قد تلقى مراسلات رسمية حول إنهاء مهامه، بدوره معطا الله نفى تلقيه أي قرار من وزارة الصناعة و لا من مجمع ايميتال.
و على خلفية وقوع حالة من الغليان وسط العمال، قررت النقابة تنظيم اعتصام أمام مجمع سيدار بالشعيبة، شارك فيه 1000 عامل، طالبوا المدير العام للمجمع بتقديم توضيحات، فيما تمت مراسلة مجمع ايميتال لتحديد المسؤوليات في موضوع مدير الاتصال و المناورات التي كان يقوم بها، في انتظار رد هذه الأخيرة حسب جامعي.
من جهته نفى الرئيس المدير العام لمجمع سيدار، شمس الدين معطا الله في اتصال بالنصر، أمس، تلقيه أي مراسلات أو مكالمات هاتفية من مسؤولين من مجمع «ايميتال» أو وزارة الصناعة، حول إنهاء مهامه و أكد على اتصال نقابة المؤسسة به حول الموضوع و بدوره نقل نفس المعلومات لمسؤولين بوزارة الصناعة، أين نفوا أي قرار للوزيرة، عكس ذلك كانت المؤشرات إيجابية حول المردود الذي يُحققه المركب.
و حمل المدير العام للمركب «التخلاط» لمدير الاتصال بمجمع سيدار و الممنوع دخوله إلى المركب منذ 7 أشهر، يحركه أشخاص لهم مصالح على رأسهم المسؤول السابق للنقابة، الذين يريدون العودة بشتى الطرق، غير أنهم اصطدموا بوعي العمال و توحدهم لحماية المكاسب المُحققة.
و كشف معطا الله عن كون المركب مستهدف أيضا من لوبيات استيراد الحديد، بعد الانتعاش الأخير الذي عرفه الإنتاج و لم يتحقق منذ 2007 ، و الذي يدر مداخل بـ 450 مليار سنتيم في الشهر، رغم التوقفات التي وقعت بسبب الفيضانات و اقتحام المركب و كذا توقف الإمداد بالمواد الخام من منجمي بوخضرة و الونزة، حيث تعرف المداخيل زيادة مع استقرار الإنتاج و عدم وقوع اضطرابات.
و أضاف المتحدث، بأن المركب حقق مداخيل بالعملة الصعبة قدرت بـ 22.5 مليون دولار منذ شهر جانفي، من عمليات تصدير اللفائف و الصفائح الحديدية لعدة بلدان، منها إيطاليا، إسبانيا و سوريا، في انتظار تحضير تصدير شحنتين من الحديد المسطح و اللفائف خلال الشهر الجاري.
و دعا معطا الله إلى التصدي بحزم لجميع المحاولات التي من شأنها إفشال الديناميكية الجيدة التي يعرفها المركب.
حسين دريدح