أكد أمس، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات محمد ميراوي، بتيزي وزو، أن مشكلة ندرة الأدوية أو ضغط الطلب على بعض الأنواع على مستوى المستشفيات، غير مطروح، بل هو موجود عبر الصيدليات التابعة للخواص نتيجة بعض الممارسات التي وصفها بغير المقبولة، مشيرا إلى أنه تم تشكيل «لجنة يقظة» من أجل متابعة الوضعية أسبوعيا على مستوى ولايات الوطن، كاشفا في سياق آخر عن تشكيل لجنة مشتركة مع وزارة الدفاع لتعزيز الأمن داخل المستشفيات و وقف الاعتداءات.
وقال وزير الصحة على هامش إشرافه على الانطلاق الرسمي للدخول المدرسي الجديد من إكمالية مولود فرعون، إنّ البرنامج السنوي الوطني لتوزيع الأدوية الذي صرحت به الوزارة في بداية السنة، سيكون كاف وسيغطي احتياجات المستشفيات والصيدليات على المستوى الوطني، مشيرا إلى وجود بعض الممارسات غير المقبولة، حيث قال في ذات السياق أنّ وزارته قد بعثت لجان تفتيش لمعرفة الخلل في سلسلة التوزيع، في انتظار نتائج عملها التي ستسمح باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المتسببين في ندرة الأدوية.
و أكد ميراوي بأن وزارته ستضع مخططا لمحاربة هذا الوضع، مضيفا بالقول «الشيء غير المقبول هو احتكار الأدوية، لأنها موجهة للمرضى والوزارة سطرت برنامجا كاف، لدينا مخزون من الدواء يكفي لثلاثة أشهر لتغطية الطلب أو إذا كان هناك نقص»، كما تطرق الوزير إلى سحب أدوية من السوق «وقائيا» لأنها تسبب أعراضا جانبية.
وبخصوص الاعتداءات التي يمارسها بعض الأشخاص على أفراد الطاقم الطبي عبر مستشفيات الوطن، ندد الوزير بهذه الظاهرة التي أكد بأنها عالمية وهي في تزايد مستمر، مضيفا بأن تحسين وضعية القطاع في بلادنا مسؤولية الجميع، ليكشف في هذا الخصوص عن تنصيب لجنة وزارية مشتركة بين وزارة الداخلية والجماعات المحلية، ووزارة الدفاع الوطني من أجل تحسين الوضع الأمني داخل المستشفيات، مع تعزيز عمل رجال الأمن على مستوى الهياكل الصحية و مصالح الاستعجالات الطبية، و كذا توفير شبكة للرعاية الطبية وتخفيف الضغط على المستشفيات من أجل التكفل الجيد بالمريض، مثمنا عمل الطاقم الطبي والإدارة وشبه الطبيين الذين يقدمون خدمة نوعية ورعاية صحية جيدة، رغم النقائص الموجودة على مستوى الهياكل الصحية في بلادنا.
من جهة أخرى، شدّد الوزير على أهمية أنسنة قطاع الصحة لتأهيله وتقويمه وتحقيق نقلة نوعية، مشيرا إلى أن لقاء سيجمعه السبت المقبل مع مدراء الصحة لولايات الوطن، من أجل وضع خارطة صحية لكل ولاية لمعرفة احتياجاتها وتسجيلها، مع وضع ورقة طريق لتحسين ظروف التكفل بالمرضى وتجاوز السلبيات ومعالجة النقائص التي يشهدها القطاع بالتعاون مع المواطنين والمسؤولين والمنتخبين المحليين وحتى الأسرة الإعلامية لأنها مهمة الجميع مثلما أكّده.
و علق الوزير في ذات السياق «نحاول من خلال قانون الصحة القادم وضع ورقة طريق ستسمح لنا بتحسين الخدمات، لأننا نعتبر أن تقديم خدمة عمومية ليس سهلا وكلنا مسؤولون حتى نعطي صورة إيجابية للمواطنين»، كما أكد ميراوي أن الدولة وضعت إمكانيات مادية هامة وهياكل صحية تم تدعيمها بالتجهيزات الضرورية، إضافة إلى الموارد البشرية لتحسين ظروف التكفل بالمرضى. وخلال تفقده مركز مكافحة السرطان ببلدية ذراع بن خدة غرب تيزي وزو، قال الوزير بأنّه قد تم الوضع حيز الخدمة مصلحة العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي فيما سيتم تشغيل الخدمات الأخرى تدريجيا، مؤكدا بأن المركز يعتبر قطبا وطنيا لأن المصالح والتجهيزات التي استفاد منها ستقدم خدمات ورعاية صحية لكل المواطنين على المستوى الوطني.
سامية إخليف