وجود 252 فضائية عربية دينية فتح المجال للشعوذة و الخرافة
قال عميد معهد الإعلام الأردني الدكتور باسم الطويسي، أمس الثلاثاء بالعاصمة، أن الخبرة الجزائرية في مجال الاعلام خطت خطوات مهمة في السنوات الأخيرة، سواء في حرية التعبير والصحافة أو في التنظيم، أو في التأثير داخل المجتمعات المحلية، مشيدا بالتجربة الاعلامية الجزائرية وبالخبرات الكبيرة التي تتوفر عليها الجزائر في هذا المجال. وأشار باسم الطويسي، خلال تنشيطه لدورة تكوينية لفائدة مهنيي الصحافة، تحت عنوان المهنية والمصداقية في العالم العربي، إلى التجارب الرائدة للجزائر في مجال الإعلام المحلي والتي ساهمت - كما قال- بشكل أو بآخر في الحفاظ على استقرار الجزائر وسط اللهيب العربي المحيط بالبلاد من كل الجهات. كما أبرز عميد معهد الإعلام الأردني، التطور المهم الذي حققته الإذاعات المحلية الـ 48، وقال أن الدول العربية عليها أن تتعلم العمل بالإعلام المحلي الذي يساهم بشكل كبير في إرساء قاعدة متينة للديمقراطية المحلية على مستوى البلديات والمجالس المحلية لتتوسع بعدها على المستوى الوطني، حيث نوه بالتجربة الجزائرية في مجال الاعلام المحلي، معربا عن أمله في أن تستفيد المجتمعات المحلية العربية من هذه التجربة المهمة جدا .
من جانب آخر أكد الطويسي، أن الجزائر تندرج ضمن المجموعة الأفضل في الدول العربية من حيث حرية الصحافة خلال فترة التحولات التي عرفها الوطن العربي أو ما يسمى بالربيع العربي، حيث أشار إلى الفجوة المهنية التي كشفتها هذه التحولات والاحداث، و دعا إلى تجاوزها من خلال العودة إلى مؤسسات التكوين والتدريب والتعليم من أجل إعداد جيل جديد من الصحفيين يكونون أكثر التزاما بالمعايير المهنية والصالح العام، والعودة أيضا إلى التقاليد المهنية الصحفية الأولى وإعطاء الأولوية لثقافة الدقة والتحقق، مؤكدا أن التكوين والتدريب يسمح ببلوغ المهنية والمصداقية. و أوضح المحاضر، أن التحولات التي شهدها العالم العربي بعد فترة ما يسمى بثورات الربيع العربي، كشفت عن فجوة هائلة في أداء الإعلام العربي، حيث تحولت الكثير من المنابر الإعلامية إلى أدوات لإدارة الصراع بين مراكز القوى كما تحولت هذه المنابر - يضيف نفس المتحدث - إلى منابر تنشر الكراهية والاستقطاب والتطرف. وأشار إلى أن وسائل الإعلام العربية أصبحت رهينة رأس المال واتجاهات رجال الأعمال الجدد، حيث اهتزت مصداقيتها بسبب انحيازها لأحد أطراف الصراع على السلطة. و أوضح المحاضر أن عدد الفضائيات العربية تضاعف في السنوات الأخيرة، حيث بلغ 1400 قناة في العام الحالي، بعدما كان يقدر عددها بـ 400 في 2009 و توجد من بينها 252 قناة دينية ما يمثل 15 بالمئة من إجمالي الفضائيات وهو ما يفتح المجال للشعوذة والخرافة.
وأضاف نفس المصدر، أن 92 بالمئة من هذه القنوات تابعة للقطاع الخاص، حيث قدر ، حجم الاستثمار في هذا المجال بـ 20 مليار دولار فيما لا تتجاوز عائدات الاعلانات 2 مليار دولار، معتبرا أن هذه المشاريع الاستثمارية تستخدم في التوظيف السياسي .
مراد ح