وصف رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أمس الجمعة، من يريدون إقبار بيان أول نوفمبر بالخونة، معتبرا التمسك به وفاء للثورة ولعهد الشهداء.
اعتبر مقري في خطابه خلال التجمع الجهوي لـ 8 ولايات بغرب البلاد، بفندق الموحدين في وهران، أن التيار العلماني المتطرف الذي تحدث عنه الأسبوع الماضي، ليس التيار العلماني الديموقراطي المتمثل في أحزاب سياسية سبق لحمس التعامل معها بشكل ديموقراطي، في إطار تقبل الرأي المخالف، معتبرا هذا التيار حر في توجهه العلماني، الذي يسعى لترسيخ مبادئ الديموقراطية، وأن التطرف موجود في كل التيارات السياسية، سواء الدينية، مثل ما حدث في التسعينات، أو الوطنية وهو التطرف الذي كان عنوانه، يؤكد مقري، الفساد والتزوير، ودمر بلدا بكامله باسم الوطنية.
و أضاف مقري، بأن حمس ضد كل أنواع التطرف، مهما كان شكلها، وإنما التطرف العلماني، الذي كان يقصده هو أقرب للوبيات المال منه إلى الأحزاب، و يتمثل وفق مقري في أولئك الذين يتسللون لدواليب السلطة لقضاء مصالحهم وفي الظاهر يتموقعون ضد النظام كمعارضة، ويتحكمون في وسائل الإعلام ولهم نفوذ في مختلف المؤسسات، والأهم حسب المتحدث، فإن هؤلاء يتحكمون في المال بشراء الذمم لجزء كبير من التيار الوطني، مشيرا إلى أنهم كانوا سيملكون البلاد بأكملها، لولا تفطن الرجال، بأن محور الحكم في عهد بوتفليقة كان سيتغير.
كما أوضح رئيس حمس، بأن الحركة دائما تدعو لدولة مدنية، لأن السياسة حسبه، يجب أن يتكفل بها المدنيون، والمؤسسة العسكرية هي ملك لكل الجزائريين ومهمتها الدستورية واضحة، مؤكدا بأن حزبه يسعى لترقية العمل السياسي، وذلك بتحويل الأحزاب لمدارس لتأهيل القادة لجزائر الغد، وأن يعطي المعنى الحقيقي للأحزاب، بالخروج من ذهنية العدمية المتطرفة، كما قال بأنه ليس من هؤلاء الداعين لإلغاء الأحزاب وأن تكون الحياة السياسية دونهم، مشيرا إلى أن نظام بوتفليقة عمل على تكسير كل الوسائط الاجتماعية، و أن الفكر العلماني المتطرف، تمت تغذيته في الحراك، الذي حاولوا استعماله لتكسير كل الأحزاب، وهؤلاء هم النظام السياسي الذي كان قائما، حسبه.
وبخصوص الحراك، أوضح رئيس حركة مجتمع السلم، أنه من الضروري أن يتواصل، فهو حاليا، ميزان قوة لغاية تحقيق الانتقال الديموقراطي، حسب تأكيده، مثمنا هذه الهبة الشعبية التي قال إنها ساهمت في صد نفوذ المال الفاسد وتغيير السلطة لوجهتها وكذا إسقاط المخطط، مذكرا في الوقت نفسه أن حركته شاركت في الحراك منذ البداية وشبابها لازال يسير كل جمعة، ولكن وفق الطريقة المرسومة من طرف الحزب، و التي ترتكز، كما قال، على السلمية وعدم الدخول في صراع مع المتطرفين، الذين قال بأنهم يريدون السيطرة على الحراك، الذي اعتبره ليس عرقيا أو دينيا أو سياسيا، بل شعبي جزائري، وأنه جاء من أجل تحرير الجزائر وحقق جزءا من أهدافه ولازال السير متواصل لغاية تحقيق بقية الأهداف، مثل ما أضاف.
وتحدث مقري عن محطات التزوير التي طالت حزبه منذ 1995 لغاية التشريعيات الماضية، وكانت وهران، حسبه، رمزا لهذا التزوير، لأنها كما أضاف، الولاية التي كانت تسيطر عليها العصابة، مبرزا أن اللقاءات الجهوية ستستمر لغاية شهر رمضان الذي ستتغير خلاله النشاطات لتكون أكثر تلاحما مع الشعب حسب رئيس حركة مجتمع السلم.
بن ودان خيرة