باشرت عديد الوحدات الصحية استقبال المواطنين لتقديم التوضيحات والشروحات حول كيفية تنظيم حملة التلقيح ضد كوفيد 19 فور وصول اللقاح، في ظل ترجيح إمكانية الاستعانة بالرسائل النصية القصيرة لاستدعاء المعنيين بالعملية، بحسب عدد الجرعات التي تحتويها العبوات.
تشهد الكثير من الوحدات الصحية والعيادات متعددة الخدمات توافدا لفئة المسنين الأكثر من 65 عاما، وكذا المصابين بالأمراض المزمنة للاستفسار عن موعد انطلاق حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، وكذا عن كيفية التسجيل ضمن قائمة المستهدفين بهذه العملية التي من المزمع أن تنطلق خلال الأيام القليلة المقبلة وفق ما أكدته اللجنة العلمية لرصد ومتابعة انتشار وباء كورونا، التي حددت نهاية شهر جانفي الجاري موعدا لبداية دخول أولى الكميات من اللقاح.
وبحسب مصادر من ذات اللجنة فإن حملة التلقيح ستسبقها عملية تحسيسية واسعة لشرح مراحل عملية التلقيح، وكيفية استقبال المعنيين بها على مستوى الوحدات الصحية والمصالح الاستشفائية، على أن يتم يوميا استهداف عدد محدد من الأشخاص الذين سيستفيدون من اللقاح، بحسب عدد الجرعات التي تحتويها العبوة الواحدة، ويتم اولا تأكيد حضور المعني إلى المؤسسة الصحية قبل إعداد القائمة اليومية، بهدف ترشيد استعمال اللقاح وتعميمه على أكبر عدد ممكن من المعنيين بالحملة، فضلا عن تجنب تبديد وضياع كميات منه بسبب عدم التزام الشخص بالموعد المحدد له، لأنه بمجرد فتح العبوة وجب استعمال كافة الجرعات في اليوم نفسه، وإلا كان مصيرها التلف.
ولم تضبط اللجنة العلمية بعد كيفية الاتصال بالأشخاص الذين ستدرج أسماؤهم ضمن قائمة المعنيين بحملة التلقيح، في ظل ترجيح إمكانية استعمال الرسائل النصية القصيرة التي ترسل عبر الهاتف، لإعلام الشخص بضرورة الحضور إلى المؤسسة الصحية في اليوم المحدد، وهو نفس المقترح الذي تقدم به عديد الأطباء الأخصائيين لضمان التأطير الجيد والمحكم للحملة التي ينتظرها المواطن، من أجل الخروج من الوضعية الوبائية والعودة السريعة إلى الحياة العادية.
وأوضح بهذا الخصوص البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، بأنه سبق وأن اقترح على اللجنة العلمية الاعتماد على المصالح العمومية الأقرب إلى المواطن في إعداد قوائم الأشخاص الذين ستشملهم حملة التلقيح ضد كورونا، على غرار المكاتب البريدية والبلديات، لا سيما بالنسبة للقاطنين في المناطق البعيدة والنائية التي يصعب فيها بلوغ الوحدة الصحية أو المستشفى الأقرب للتسجيل في القائمة، خاصة بالنسبة للمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة.
وأضاف المصدر بأن التحضير المسبق للقوائم سيسهل المهمة على الأطقم الطبية وشبه الطبية التي ستشرف على العملية، ويحول دون اكتظاظ الوحدات الصحية والعيادات متعددة الخدمات بالعشرات من المواطنين لطلب الاستفادة من اللقاح، الذي سيخص في البداية الفئات الأكثر هشاشة من الناحية الصحية، وكذا العاملين في القطاع الصحي لتحصينهم ضد المرض، ليعمم تدريجيا على باقي الشرائح تبعا لوصول كميات أخرى من اللقاح.
وأكد من جانبه رئيس نقابة شبه الطبيين غاشي لوناس بأن عمل الممرضين سيكون تحت إشراف أطباء أخصائيين لمعاينة الشخص في حال الاشتباه في عدم قدرته على تحمل اللقاح، مع إخضاعه للفحص الطبي قبل أن يجرى له اللقاح لتجنب المضاعفات الصحية، مضيفا بأن التلقيح سيخص يوميا عددا مضبوطا من الأشخاص سيتم تحديده حسب عدد الجرعات.
ويقترح من جهته الدكتور سلامة كواش أخصائي في الصحة العمومية الاعتماد على قوائم إلكترونية لضمان تنظيم محكم لعملية التلقيح، مع تمكين المستفيد من الاتصال الدائم والمباشر مع الطبيب المعالج كإجراء احتياطي في حال تعرضه إلى مضاعفات ما بعد اللقاح، مذكرا بأن لقاح «سبوتنيك» يستثني عدة فئات، من بينهم من يعانون من حساسية بعد تناول أدوية معينة أو أغذية، ويفرض على الشخص المعني عدم القيام بأي جهد بدني، إلى جانب اعتدال مستوى السكر في الدم والضغط الدموي.
لطيفة بلحاج