• لدينا خزّان كبير من الكفاءات العالية في مجال الصناعة الصيدلانية
ثمّن خبراء في الصحة توجّه الجزائر نحو تصنيع لقاح «سبوتنيك V»، الروسي بالجزائر، بعد الموافقة المبدئية التي تحصّلت عليها الجزائر من السلطات في موسكو للشروع في نقل التكنولوجيا الخاصة بذلك، مؤكدين توفّر الجزائر على كل الإمكانيات المادية والبشرية والتقنية للنجاح في إنتاج اللقاح الروسي، وتغطية احتياجات السوق الوطنية.
وأكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام"، مصطفى خياطي، للنصر أن الجزائر تتوفر على بنية تحتية متطوّرة وكفاءات عالية المستوى، ما يمكنها ليس فقط من تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا اللقاح الهام، ولكن لتسويقه مستقبلا في بلدان الجوار ودخول أسواق بلدان الأخرى في القارة الإفريقية.
واعتبر خياطي أن تصنيع لقاح "سبوتنيك V"، في الجزائر، خطوة هامة وإيجابية، باعتبار أن العملية ستمكن من الحصول على خزانات كبيرة من هذا اللقاح، لتعليبها في الجزائر ما يمكن من ربح الوقت المتعلق بحملة التلقيح، وتحقيق أهدافها في الحد من انتشار فيروس كوفيد- 19، والحماية من الأعراض الخطيرة لهذه الجائحة.
كما أبرز أهمية الدخول في سلسلة تصنيع هذا اللقاح في توظيف الكفاءات الجزائرية التي اختارت البقاء داخل أرض الوطن رغم شح فرص التوظيف.
من جهة أخرى أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، أهمية التوجه مستقبلا نحو تصنيع الجزائر لمختلف اللقاحات لما تتوفر عليه من طاقات بشرية مؤهلة وإمكانات تقنية ومادية، داعيا إلى ضرورة سد الفراغ القانوني المتعلق بإجراء التجارب السريرية لأي لقاح داخل أرض الوطن.
من جهته أكد الدكتور محمد ملهاق، البيولوجي السابق بمخابر التحليلات الطبية والباحث في علم الفيروسات للنصر، على الأهمية الكبرى لتصنيع لقاح "سبوتنيك V"، في الجزائر، باعتبار أن المصانع المنتجة لهذا اللقاح - كما قال - تعتمد على تكنولوجيا عالية، ما سيساهم في نقل هذه التكنولوجية وهو ما سيسمح - يضيف - بتطوير البحث في ميدان الصناعة الصيدلانية في بلادنا وامتصاص اليد العاملة ذات الكفاءات العليا في مجالات الصناعة الصيدلانية والكيمياء والبيولوجيا، التي تعاني من البطالة أو تلك التي تعمل في مجالات بعيدة عن تخصصها.
كما أكد الدكتور ملهاق بدوره بأن للجزائر كل الإمكانيات المادية والبشرية والتقنية لإنتاج لقاح "سبوتنيك" من خلال مجمع صيدال أومن خلال شركات خاصة أخرى، مبرزا بأن ''صناعة اللقاحات والأمصال والكواشف التي تعتمد عليها المخابر في عملها، سيمكن مستقبلا من تلبية الطلب المحلي وتزويد السوق المغاربية والإفريقية، فضلا على كون أن هذه الأنواع من المنتوجات سيحد من اللجوء لاستيرادها وبالتالي توفير العملة الصعبة".
واعتبر الدكتور إلياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية في تصريح للنصر، أن نقل التكنولوجيا الخاصة بصناعة اللقاح الروسي "سبوتنيك" إلى الجزائر، سيمكن من توفير كل احتياجاتنا من هذا اللقاح لمواجهة الوضع الوبائي من جهة، وتمكين كل الجزائريين المعنيين من التلقيح في الوقت المطلوب.
أما على المستوى البعيد - يضيف مرابط - فإن الجزائر ستتمكن من خلال هذه التجربة من الدخول في معترك صناعة اللقاحات والأمصال، ما من شأنه تخليص المنظومة الصحية في بلادنا من اللجوء للاستيراد في مثل هكذا وضعية.
كما من شأن هذه التجربة حسب رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، التحفيز على إعطاء قوة دفع للبحث العلمي في المجال الطبي والصناعة الصيدلانية، ما من شانه أن يجعل بلادنا تتوجه بخطى واثقة ولو على مدى متوسط أو طويل للانخراط في المشهد العالمي الخاص بتوفير مستلزمات ووسائل مواجهة الأوبئة ومختلف الطوارئ في الميدان الصحي.
ع.أسابع