• الخسائر المادية للفيضانات تقدر بحوالي 20 مليار دينار سنويا
تحصي الجزائر 865 نقطة سوداء مهدّدة بأخطار الفيضانات، 30 منها تقع بولاية المدية وتتوزع على جل بلدياتها، وتقدر الخسائر الناجمة عن هذه الظاهرة الطبيعية سنويا بحوالي 20 مليار دج، ويمثل هذا المبلغ نسبة 70 بالمائة من مجمل الخسائر التي تسببها الكوارث الطبيعية التي تتكرر سنويا.
كشف مندوب المخاطر الكبرى بوزارة الداخلية والجماعات المحلية عبد الحميد عفرة في تصريح خص به "النصر"، عن إحصاء 865 منطقة معرضة لأخطار الفيضانات عبر الوطن، 30 منها رصدت بولاية المدية التي عرفت مؤخرا أمطارا طوفانية تسببت في خسائر مادية وبشرية.
ويقدر معدل الخسائر الناجمة سنويا عن أخطار الفيضانات بـ 20 مليار دينار، وهي تمثل نسبة 70 بالمائة من مجمل الخسائر التي تسببها الظواهر الطبيعية الثلاث التي تتكرر سنويا في الجزائر، وهي الحرائق والفيضانات والزلازل.
ويرجع مندوب المخاطر الكبرى الفيضانات التي تسجل في عديد المناطق، إلى التغيرات المناخية التي تعرفها مختلف الدول، التي تتسبب بدورها في حدوث ظواهر طبيعية ذات شدة عالية، كالتساقط الكثيف للأمطار في زمن قياسي وعلى مساحة محدودة، التي تتحول إلى فيضانات عارمة في حال توفر بعض الشروط، من بينها التفاوت بين كميات المياه المتدفقة وأحجام قنوات الصرف، التي كثيرا ما تتراكم النفايات الصلبة بداخلها، ويؤدي انسدادها الى انحراف مياه الأمطار عن المسلك المخصص لها، سواء كانت قنوات الصرف، أو المسالك الطبيعية، إذ المعروف عن الطبيعة أنها تسترجع حقوقها مع الوقت.
ويضيف المختص في مجال المخاطر الكبرى بأن قنوات الصرف مصممة على أساس الكثافة المتوسطة للمياه، وليس تحسبا للطوارئ أو الحالات الاستثنائية، مؤكدا بأن أغلب الفيضانات تكون بسبب انسداد قوات الصرف الصحي، مما يدعو المواطنين إلى ضرورة الانضباط، وتفادي رمي النفايات في غير الأماكن المخصصة لها، للتقليل من أسباب حدوث الفيضانات.
ولأجل رفع الحس المدني لدى المواطنين تعتزم مندوبية المخاطر الكبرى إطلاق حملة تحسيسية ابتداء من يوم 25 جوان القادم عبر المساجد، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية، ستدوم أسبوعا كاملا، بمساهمة المجتمع المدني أيضا، وستتضمن دعوة المواطن للمساهمة في الحفاظ على الطبيعة، والعمل على الوقاية من المخاطر الكبرى، لا سيما الفيضانات، عبر المشاركة في تنظيف ضفاف الوديان، والمسالك التي تتراكم فيها النفايات.
وتهدف هذه المبادرة إلى الوقاية المبكرة من مخاطر الفيضانات، وتقليص احتمالات حدوثها، لا سيما تلك التي يشهدها عدد من الولايات مع نهاية شهر أوت وبداية شهر سبتمبر، وسيتم التمهيد لهذه الحملة التوعوية، بالترويج لها عبر وسائل الإعلام، للتحسيس بأهمية التقليص من خطر الفيضانات عبر إزاحة أسباب وقوعها.
وبغرض مساعدة السلطات المحلية على مواجهة هذه المخاطر، وتجنب وقوعها، سيتم وضع أرضية رقمية تحت تصرف الولاة، لاعتمادها في مجال الوقاية من مخاطر الفيضانات استنادا على ما تقدمه النشرات الجوية الخاصة من توقعات حول كميات الأمطار المرتقب سقوطها والمناطق المعنية بها، بهدف لتدخل الفوري على مستوى المناطق المصنفة ضمن النقاط السوداء، أو الأكثر عرضة للفيضانات، عن طريق الولوج إلى الأرضية للاطلاع على المواقع المهددة بهده الظاهرة. وتسمح النشرات الجوية الخاصة بتحويل المعلومة الجوية إلى إجراءات على أرض الميدان، اعتمادا على النماذج الرقمية المتحصل عليها من قبل مصالح الأرصاد الجوية، علما أن النشرات الجوية الخاصة يتم تحيينها في كل ساعة، وهي تتوقع كميات الأمطار المتوقع هطولها، على غرار النشرة التي نبهت إلى تساقط أمطار بولاية المدية تتراوح ما بين 30 و40 ملم من خلال ما يعرف بخارطة اليقظة. ويضيف مندوب المخاطر الكبرى بأن المنصة الرقمية توضح أيضا شبكة الطرقات، وهي تمكن المسؤولين المحليين من متابعة وضعيتها خلال التقلبات الجوية، على أن يتم تخصيص دورات تكوينية على مستوى كل ولاية لفائدة الإطارات المختصة في مجال المخاطر الكبرى، للتحكم في تقنيات استغلال المنصة الرقمية.
لطيفة بلحاج