دعا وزير التعليم العالي و البحث العلمي عبد الباقي بن زيان، أول أمس الخميس، الجامعات الجزائرية إلى إنشاء فروع للإنتاج و تطبيق نتائج البحوث العلمية، و تحقيق مداخيل مالية تسهم في تمويل نفقات البحث و تغطية أعباء التسيير و تجهيز المخابر.
و أضاف وزير التعليم العالي لدى زيارته إلى جامعة 8 ماي 1945 بقالمة، بأن هدف قطاعه هو انفتاح البحث العلمي على المحيط، و فتح فروع انتاج لها محاسبة تجارية و موارد مالية، مؤكدا بأن هذا المسعى هو توجيه من رئيس الجمهورية الذي أمر بالاستثمار في نتائج البحوث العلمية، و مساهمة الجامعة في الاقتصاد الوطني، بمقابل مادي، يتيح لها فرصة تحقيق موارد مالية خارج إعانات الدولة.
و قال بن زيان متحدثا أمام طلبة و أساتذة جامعة قالمة، بأن الجامعة الجزائرية فتحت 7 فروع للإنتاج و الاستثمار في نتائج البحث العلمي، داعيا الباحثين الجزائريين في مختلف التخصصات إلى إنجاز مشروع مؤسسة لتحويل نتائج البحوث إلى مورد منتج للثروة و مناصب العمل.
و تحدث الوزير عن رؤية جديدة للتكوين في الدكتوراه مؤكدا بأن مشاريع البحوث المقترحة يجب أن تتوفر مستقبلا على معايير الجودة و الجدوى، و لا يمكن الإبقاء على الوضع القديم الذي أنتج أعدادا هائلة من حملة الدكتوراه، دون تحقيق الجدوى الاقتصادية و العلمية من هذه البحوث، و إيجاد فرص عمل لهؤلاء الحاصلين على أعلى شهادة في التعليم العالي.
و أوضح عبد الباقي بن زيان بأن جودة البحث و التكوين في الدكتوراه يجب ان ترتكز مستقبلا على واحدة من أربعة قواعد أساسية، أن يكون مشروع الدكتوراه مشروعا تكوينيا، أو مشروعا للتطوير، و مشروع مؤسسة منتجة، و أخيرا مشروعا مبنيا على التعاون الخارجي.
و أرجع الوزير مشاكل توظيف حملة الدكتوراه في الجزائر إلى عدم التوفيق بين مشروع البحث و المحيط الاقتصادي و الاجتماعي المعاش، مؤكدا بأن أعدادا كبيرة من حملة الدكتوراه تتخرج كل سنة من الجامعات الجزائرية، و يواجه هؤلاء الدكاترة واقعا صعبا بعد ذلك، و لذا فإنه بات من الضروري اليوم، مثلما قال، إحداث تغيير جذري في مشاريع الدكتوراه، و تكييفها مع الواقع الاقتصادي و الاجتماعي المعاش.
و لم يستبعد وزير التعليم العالي إغلاق بعض التخصصات لأنها لم تعد مجدية كما قال، و بقيت عبئا على الجامعة، مضيفا بأن التوجه اليوم سيكون نحو المهن الجديدة التي تتلاءم مع المحيط الاقتصادي و الاجتماعي، و تفتح آفاق العمل للخريجين، مؤكدا بأن فتح تخصصات و كليات، و مدارس عليا جديدة سيكون مستقبلا وفق معايير دقيقة حتى لا تتكرر ما وصفها بأخطاء الماضي، مؤكدا بأن بعض التخصصات لم تعد تلقى الإقبال من حملة البكالوريا الجدد، و لا يمكن الإبقاء عليها.
و بخصوص الانشغالات التي طرحها طلبة جامعة 8 ماي 1945 بقالمة حول نظام التدريس المعتمد منذ بداية جائحة كورونا، و صعوبة الدراسة عن بعد، قال الوزير بأنه منح الاستقلالية الكاملة للمؤسسات الجامعية لتطبيق النظام الذي تراه مناسبا، و ملائما للوضعية الصحية السائدة، موضحا بأن دائرته الوزارية لم تفرض أي نظام موحد للتدريس منذ بداية الجائحة، و تركت الحرية لرؤساء المؤسسات الجامعية للتكيف مع تطور الوضعية الوبائية بالتنسيق مع الهيئات المختصة.
و في رده على انشغالات أساتذة الجامعة حول ملف السكن، أوضح عبد الباقي بن زيان بأن مطلب التنازل عن السكنات الوظيفية يتجاوز صلاحية وزارة التعليم العالي، موضحا بأن قطاعه أبدى موافقته المبدئية لإيجاد حل لهذا المطلب الاجتماعي، لكن القرار الأخير يعود إلى عدة وزارات بينها المالية و السكن و الداخلية ممثلة بولاة الجمهورية. فريد.غ