شدد رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، على ضرورة تهذيب العمل السياسي، وقال بأن نظام القائمة المفتوحة يعطي لكل مرشح قيمته الحقيقية في المجتمع. وألح بلعيد على ضرورة رفع يد الإدارة عن المجالس المنتخبة لتكون البلدية عبارة عن حكومة مستقلة لتتمكن من لعب دورها كقوة اقتصادية وسياسية حقيقية والسير في اتجاه تحقيق الاكتفاء اقتصاديا، وكذا حل المشاكل الاجتماعية للمواطن.
قال رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، أن حظوظ حزبه في الانتخابات المحلية قوية جدا بالنظر للالتفاف الشعبي الكبير حول قوائم المترشحين، وأوضح بلعيد خلال ندوة صحفية بمنتدى «الحوار» في آخر يوم من عمر الحملة، أن جبهة المستقبل استطاعت أن تزرع الأمل في نفوس الشباب، مشيرا إلى أن الجديد في هذا الموعد الانتخابي هو التحاق عدد هائل من المجاهدين بحزبه.
وشدد بلعيد على ضرورة أن تستعيد البلدية سلطتها وتكون عبارة عن حكومة مستقلة، وأوضح قائلا: «في السابق كانت البلدية عبارة عن جزء من الإدارة ولابد من تغيير ذلك حتى تكون قوة اقتصادية وسياسية حقيقية». وأردف بلعيد بالقول: «لابد من تحرير البلديات وهي قادرة على مساعدة بعضها وتحقيق الاكتفاء، لابد أن تكون البلدية أساس حل المشاكل الاجتماعية للمواطن. وقال بأن حزبه سيقترح برنامجا لتقييم أداء المنتخبين، مشيرا إلى أن مهمة المواطن لا تنتهي يوم الاقتراع، كون التغيير برأيه يكون بالممارسات وليس بالخطاب السياسي.
ودعا بلعيد إلى خلق مصالح اجتماعية ضخمة في البلديات لتنفيذ سياسة الدعم التي يشرف عليها مفتشون اجتماعيون، إلى جانب رفع الأجور، وبيع السلع بأسعارها العالمية الحقيقية لتفادي التهريب، معتبرا أن الطريقة الحالية للدعم كسرت الاقتصاد الوطني وشجعت التهريب وأفقرت الفقير وأغنت الغني. وأوضح قائلا: «علينا أن نكون واقعيين في عملية رفع الدعم المباشر وإيجاد الآليات المناسبة، لابد من إعطاء القيمة الحقيقية للعمل فبلعمل وحده نتقدم».
من جانب آخر، اعتبر رئيس جبهة المستقبل إنّه من المستحيل إقصاء المال من الانتخابات بل يجب العمل على تهذيبه. وأضاف بلعيد، أن الديموقراطية في الجزائر «صورية» منذ سنوات ولابد من «رفع الحواجز» التي كانت في السابق. وأردف بلعيد بالقول إن تزوير الانتخابات في السابق أدى إلى العزوف وكذلك قوائم الترشيحات في السابق والخطاب السياسي، وأضاف بلعيد أن القائمة المفتوحة تعطي لكل مرشح قيمته الحقيقية في المجتمع.
كما دعا رئيس جبهة المستقبل إلى تشكيل جبهة وطنية قوية لمواجهة التهديدات التي تتربص بالجزائر، وقال بلعيد، إنه عندما بدأت المشاكل مع الجار الغربي دعونا إلى الحكمة والتعقل والتعامل لابد أن يكون ذكيا جدا. مضيفا أن المغرب اليوم يدعمه الكيان الصهيوني الذي يريد بسط نفوذه في المنطقة. وأضاف بلعيد أن المقاومة الأولى للتهديدات تكون بجدار وطني متماسك ووحدتنا هي قوتنا، الدول التي تعيش مأساة اليوم بدأت بعدم تماسك شعبها. وأردف بلعيد أن هناك خطة للمساس بالجزائر لابد من ذكاء وقوة الشعب لمواجهتها، الوضع أخطر مما نتصور وما يحاك ضد الجزائر أخطر بكثير من هذا التصور.
أما بخصوص العلاقات الجزائرية-الفرنسية فقال الرجل الأول في جبهة المستقبل إن العلاقة مع فرنسا علاقة حتمية بسبب التاريخ والجالية إلا أنها يجب أن تسيّر وفقا لمبدأ العلاقات الدولية “المصلحة وليس الصداقة”، داعيا لتعيين إطارات كقوة قادرة على المواجهة معها . وأردف بلعيد أن التعامل مع كل الدول عادي عدا فرنسا بسبب الخلفيات التاريخية والثقافية، العلاقة مع فرنسا مستحيل أن تنتهي ولابد أن تكون لدينا إطارات قادرة على المواجهة معها.
ع سمير
