كشف المجاهد محمد بوالثلج بأن أسطورة المخابرات الجزائرية المجاهد الراحل عبد الحفيظ بوالصوف، أوصاهم في لقاء له بهم بمدينة ميلة صيف 1962، بعدم التورط أو التسبب في إراقة وسفك دماء الجزائريين، ودعاهم إلى ترك المتناطحين عن السلطة وشأنهم مؤكدا لهم بأن هؤلاء برغم ما هو واقع بينهم أفضل من فرنسا.
المجاهد بوالثلج الذي شغل أيام ثورة التحرير منصب نائب مسؤول الاقتصاد، بالقسم الثالث، بالناحية الثالثة، بالولاية الثانية، أكد في تصريح للنصر، أول أمس، على هامش الملتقى التاريخي المنظم بالمتحف الولائي للمجاهد حول المسار النضالي للراحل بوالصوف في ذكرى رحيله 41، أن هذه الوصية تكشف عن عظمة الرجل ومواقفه الرفيعة ، وعزوفه عن السلطة .
أما الباحث في التاريخ الأستاذ نور الدين بوعروج فأبرز في مداخلته خلال ذات الملتقى، الكثير من المحطات التاريخية في حياة مؤسس المخابرات الجزائرية التي لم يتم تدارسها من قبل، منها حرصه على التأطير والتكوين ، وبحثه الدائم بوصفه صانع الرجال عن الكفاءة في الشباب وتقديمها ، وهي، حسب المتدخل، ميزة متقدمة جدا في القيادة عند بوالصوف المعروف باسمه الثوري سي مبروك، مضيفا بأن كفاءته برزت أيضا في الهيكل التنظيمي للوزارة التي أشرف عليها في الحكومة الأولى شهر سبتمبر 1958، التي هي وزارة الاتصالات العامة والمواصلات بتشكيله لثلاث مديريات هي مديرية الاتصالات العامة ، مديرية اليقظة ومحاربة التجسس ، ومديرية التوثيق والبحث وهو الهيكل المعتمد حاليا بوزارة الدفاع ، دون نسيان الدور الذي لعبه في ضمان وصول السلاح للمجاهدين بالجزائر ، والسبق في ربح معركة اكتساب المعلومة الأمنية والمخابراتية في وقتها ، في الوقت الذي شددت فيه فرنسا الخناق على البلاد عبر خطي شارل وموريس شرقا وغربا ، وبواسطة متفجرات البحار شمالا ، ناهيك عن تشغيلها لترسانتها المخابراتية ومخبريها الفرنسيين وعملائهم الجزائريين ، الذين عمدوا لضرب الثورة الجزائرية في الداخل كما في الخارج بغية إفشالها، حسب ما أكده ذات المتحدث.
تجدر الإشارة في الأخير أن والي ميلة كان قد وضع صبيحة أول أمس رفقة السلطات المدنية والعسكرية اكليلا من الزهور عند تمثال بوالصوف المقام بمدخل المدينة الشرقي.
إبراهيم شليغم