السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

سكان قالمة يحيون الذكرى 66 لمجزرة البسباسة الدامية: جريمــــــة الحــــــرب التــــي قتلــــت فيهـــا فرنســـــــا 356 جزائريـــــــــــا


استرجع سكان قالمة، أمس الأحد، الذكرى 66 لمجزرة البسباسة التي وقعت يوم 6 مارس 1956 بالجبال و الشعاب الواقعة بين بلديتي حمام النبائل و الدهوارة، معقل الثورة و العمق الاستراتيجي للقاعدة الشرقية.
و قد تنقلت السلطات المدنية و العسكرية لولاية قالمة إلى موقع المجزرة لمشاركة السكان هذه الذكرى الأليمة التي أودت بحياة 356 مواطنا جزائريا أعزلَ بينهم أطفال و نساء لم ترحمهم الآلة العسكرية الفرنسية، و قرر قادة العدو تجميعهم بمنطقة البسباسة و إعدامهم رميا بالرصاص، انتقاما من قتلى معركة البطيحة و بعدها عملية جريئة نفذها جيش التحرير ضد قاعدة عسكرية فرنسية بمنطقة لحنانشة الواقعة اليوم بالقرب من الحدود بين ولايتي قالمة و سوق أهراس، حيث غنموا أسلحة كثيرة و فروا باتجاه جبال حمام النبائل و الدهوارة، و كان السكان في استقبالهم هناك، لكن قوات العدو واصلت مطاردتهم و اتهمت السكان المحليين بالتستر على هؤلاء المجاهدين منفذي العملية، و بأمر من الجنرال بيجار تقرر جمع أكبر عدد ممكن من الرجال و النساء و الأطفال بالمنطقة الريفية الواسعة، و من السوق الأسبوعي بحمام النبائل، و صدرت الأوامر بقتل كل المعتقلين من المدنيين العزل، و إضرام النار في المنازل و مصادرة كل الممتلكات، في واحدة من أبشع المجازر المنسية التي ارتكبها العدو الفرنسي في حق المدنيين الجزائريين خلال حرب التحرير.
و حسب المؤرخين المهتمين بتاريخ الثورة بمنطقة قالمة فإن مجزرة البسباسة تعد جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها و نسيانها، و قال الدكتور محمد شرقي أستاذ التاريخ بجامعة 8 ماي 1945 بقالمة للنصر أمس الأحد، بأن ما وقع في البسباسة مجزرة في حق المدنيين العزل، و جريمة حرب و إبادة عرقية ضد السكان المحليين، و ليست معركة كما يعتقد البعض، مضيفا بأن المعركة تكون بين فصلين مسلحين، و ما وقع في البسباسة كان تصفية انتقامية قام بها عساكر العدو الفرنسي ضد هؤلاء الضحايا انتقاما من العملية الشجاعة التي نفذها جيش التحرير ضد القاعدة العسكرية بمنطقة لحنانشة بسوق أهراس.   
و مازالت آثار المجزرة الرهيبة إلى اليوم بالمنطقة الريفية الوعرة حيث ترقد أجساد الضحايا جنبا إلى جنب بالمقبرة التي أقيمت هناك لدفن الضحايا، و مازالت أيضا آثار الاستعمار و الحرب و الدمار تخيم على المنطقة إلى اليوم، فقر و عزلة و أمل متجدد في مستقبل أفضل من خلال مشاريع تنموية هامة لتحسين الوضع المعيشي الصعب لبقايا السكان الذين فضلوا البقاء بموقع المجزرة لخدمة الأرض المسقية بدماء الشهداء.
فريد.غ      

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com