تعرف أسعار عمرة شهر رمضان، ارتفاعا مقارنة بما كان عليه الوضع قبل سنتين، حيث فاقت نسبة الزيادات 30 بالمئة نتيجة ارتفاع أسعار الحصول على التأشيرة وثمن التذاكر، فيما تطالب وكالات سياحية بضرورة زيادة عدد الرحلات الجوية لاسيما من مطار قسنطينة.
وذكر لنا صاحب الوكالة السياحية «يارا تور»، حبيب بلخوني، بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، والذي تحصل مؤخرا على الاعتماد من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة، أن أسعار عمرة رمضان ارتفعت بشكل محسوس خلال هذا الموسم، وذلك بعد أزيد من عامين من الغلق، حيث يتراوح سعر العمرة العادية لمدة 15 يوما ما بين 30 إلى 36 مليون سنتيم، في حين أنه كان قبل سنتين لا يتجاوز 26 مليون سنتيم بالنسبة لـ 15 يوما الأخيرة من الشهر الفضيل.
ولفت المتحدث، إلى تسجيل ارتفاع في أسعار التأشيرة و الحجز في الفنادق بسبب تداعيات الجائحة وتوقفها عن النشاط لفترة طويلة، مع فرض ضرائب إضافية من طرف السلطات السعودية على غرار ضريبة كورونا، وهي كلها عوامل، مثلما قال، أدت إلى ارتفاع في الأسعار، كما سجل أيضا قفزة من 10 إلى 13 مليون سنتيم في ثمن تذاكر الطيران، وهو ما أحدث فارقا كبيرا في الأسعار مقارنة بآخر عمرة لشهر رمضان في موسم 2019، كما أكد على ضرورة فتح رحلات إضافية لاسيما من مطار قسنطينة.
و وفق ما أكده لنا صاحب وكالة سياحية بمدينة قسنطينة، فإن مستوى الإقبال من طرف المواطنين ضعيف جدا، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وتداعيات أزمة كورونا التي ما تزال، بحسبه، تسيطر على مشهد النشاط السياحي بشكل عام، كما لفت إلى أن الكثير من المواطنين لم يحضروا أنفسهم لأداء العمرة، إذ يتطلب هذا الأمر وفق محدثينا تخطيطا مسبقا من طرف الأشخاص والعائلات، كما أشار إلى أن نقص عدد الرحلات قد أثر بشكل كبير على العملية .
ومما زاد الوضع سوءا على مستوى ولاية قسنطينة فضلا عن مختلف الولايات الشرقية هو عدم توفر الرحلات الجوية بمطار محمد بوضياف، إذ أن جل الرحلات المتاحة تتعلق بمطار هواري بومدين بالعاصمة، وهو ما تسبب في عزوف لدى فئة معتبرة من المواطنين، وفق صاحب الوكالة السياحية.
وأبرز صاحب الوكالة السياحة «نوميديا ترافل سرفيس»، بلحاج مصطفى نذير، أن أسعار العمرة ارتفعت بأكثر من 30 بالمئة مقارنة بآخر موسم عمرة، حيث أن تكلفة التأشيرة قد ارتفعت من مليون ونصف إلى 5.4 ملايين سنتيم، في حين أن تذكرة السفر كانت تقدر بـ 7.8 ملايين سنتيم وأصبحت اليوم، مثلما أكد، تتراوح ما بين 12.5 و 13 مليون سنتيم لعدة عوامل من بينها قصر فترة العمرة، مضيفا أنها مرشحة للارتفاع إلى 14 مليونا في الرحلات الإضافية، كون الطائرات تذهب ممتلئة، ثم تعود شاغرة ونفس الشيء في رحلة العودة.
وذكر المتحدث، أن نقص عدد الرحلات يعود إلى إجراءات الغلق، حيث تم بعدها فتح الرحلات تدريجيا، إذ كانت العديد من الخطوط الجوية الخارجية على غرار التونسية والقطرية، فضلا عن الخطوط التركية تساعد في تنظيم رحلات عمرة، مشيرا إلى أن وكالته متعاقدة مع شركة طيران سعودية، وهي التي تتكفل بنقل المعتمرين، إذ يتم الآن انتظار الاستفادة من طائرات إضافية، فضلا عن رخصة وزارة النقل لتلبية طلبات الزبائن وحتى طلبات بقية الوكالات الأخرى.
وبالنسبة لعدد الرحلات على مستوى ولاية قسنطينة، أوضح المتحدث أنه توجد 6 رحلات مقسمة على مطاري عنابة وقسنطينة إذ تغطيان جل الولايات الشرقية، لتقوم بعدها الخطوط الجوية الجزائرية بانتقاء 20 وكالة وفقا لمعايير النشاط و اقتناء عدد التذاكر ورقم الأعمال في العمرة، لتتحصل كل وكالة على 50 مقعدا، في حين أن بقية الرحلات الأخرى ستكون من الجزائر العاصمة.
وأكد صاحب الوكالة، أن مستوى الإقبال كبير جدا ولا يمكن في أي حال من الأحوال تلبيته، حيث أن العرض أقل بكثير من الطلب، إذ تم حسبه، تقديم طلب إلى الطيران المدني من أجل تمكينه من رحلات إضافية لتلبية طلبات المواطنين، مشيرا إلى أن وكالته بإمكانها نقل 1500 معتمر خلال هذا الشهر، في حين أن الاحتياجات تقدر بـ 10 أضعاف الأماكن المتوفرة.
و وفقا للأسعار المعروضة بمختلف الوكالات التي تحصلت على الاعتماد، فإن عمرة بإقامة تبعد عن الحرم بـ 1800 متر ولمدة 15 يوما الأولى في غرفة خماسية، يقدر ثمنها بـ 25 مليون سنتيم، علما أن سعرها كان لا يتعدى 17 مليون سنتيم، أما في حال أراد الشخص أن يعتمر في 15 يوما الأخيرة فإن ثمنها يقدر بـ 30 مليون سنتيم، علما أن ثمن نفس العمرة قبل سنتين كان لا يتجاوز 20 مليون سنتيم.
وبالنسبة للغرفة الثنائية في ذات الإقامة، فإن سعرها وصل إلى 32 مليون سنتيم في 15 يوما الأولى، أما في ما يتعلق بالنصف الأخير من الشهر فتقدر بـ 37 مليون سنتيم، حيث وصف أصحاب وكالات هذه الأسعار بالمرتفعة مقارنة بالقدرات المالية للطبقة المتوسطة التي عادة ما تكون هي الفئة الأولى التي تقصد هذا النوع من العروض العادية.
وبلغت أسعار العمرة بالفنادق القريبة من الحرم أرقاما قياسية، فقد وصل سعر عمرة بغرفة ثنائية بفندق يبعد عن الحرم بـ 600 متر دون دفع وجبتي السحور والفطور، إلى 47 مليون في النصف الأخير من الشهر، أما بالنسبة لفندق يبعد بـ 400 متر فقد وصلت إلى 48 مليون سنتيم مع إلزام المعتمر بدفع مبلغ مليوني سنتيم لوجبة الإفطار.
وبالنسبة لعمرة في فندق 4 نجوم مع إقامة بغرفة ثنائية وصلت التكلفة إلى 61 مليون سنتيم، كما وصلت بفندق خمس نجوم خلال النصف الأخير من شهر رمضان إلى 86 مليون سنتيم في غرفة ثنائية و 60 مليون في غرفة ثلاثية، وتجدر الإشارة إلى تحصل 13 وكالة سياحية على الترخيص بتنظيم العمرة على مستوى ولاية قسنطينة.
وقد منح الديوان الوطني للحج والعمرة ترخيصا لتنظيم العمرة لـ 345 وكالة سياحية، كما دعا المواطنين الراغبين في أداء مناسك العمرة إلى التعامل، مع وكالات السياحة والأسفار المتحصلة على ترخيص والواردة في القائمة المنشورة في الموقع الرسمي للديوان.
لقمان/ق
