أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، اليوم الخميس، أن الجزائر بلد "يعرف حدوده الترابية بدقة ولا يتطلع أبدا إلى التوسع وراءها"، غير أنها "ستعرف، في حال استدعى الأمر، كيف ترد بقوة على كل من تسول له نفسه المساس بحرمة حدودها ووحدتها الترابية والشعبية"، حسب ما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وفي كلمة توجيهية ألقاها خلال زيارة العمل والتفتيش التي قام بها إلى قيادة القوات البرية، أشار الفريق شنقريحة إلى أن الجيش الوطني الشعبي "يواصل تنفيذ برنامج واسع وطموح لعصرنة وتجديد قدرات قوام المعركة لديه، ينبثق من قناعة راسخة أن الجزائر، بالنسبة لنا في الجيش الوطني الشعبي، أكبر من مجرد رقعة جغرافية، بل هي وجود حضاري، ضاربة جذوره في أعماق التاريخ، وبلد يعرف حدوده الترابية بدقة ولا يتطلع أبدا إلى التوسع وراءها لأن عقيدته دفاعية بالأساس".
كما أكد في كلمته التي تابعها مستخدمو وحدات قيادة القوات البرية عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، أن "مواصلة الجيش الوطني الشعبي لتجسيد هذا البرنامج على أرض الواقع، بتوجيه من السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وفي مهامه الدستورية، يصب في خانة التواجد في أحسن ظروف الكفاءة والجاهزية العملياتية التي من شأنها رفع تحديات الدفاع الوطني وأداء مهامه على الوجه الأمثل".
غير أنه شدد على أن الجزائر "ستعرف، في المقابل، كيف ترد وبقوة على كل من تسول له نفسه المساس بحرمة حدودها ووحدتها الترابية والشعبية وسيادتها الوطنية"، كما أنها "ستواصل بخطى ثابتة مسارها المظفر ومشروعها الأصيل وهو أن تكون كما تريد هي لنفسها،لا كما يراد لها أن تكون".
واسترسل يقول في هذا السياق: "نحن على يقين بأن الجزائر الشامخة بمواقفها الثابتة لم ولن تعجب بعض الجهات المتربصة وأن محاولات الابتزاز والزعزعة والاستنزاف التي تتعرض لها إنما تستهدف تعطيل مؤهلاتها وتجميد ثوابت قوتها الذاتية".
وفي معرض تأكيده على المؤهلات التي تجعل الجزائر مرشحة لاحتلال موقع هام على كافة الأصعدة، لفت رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى أن هذه المؤهلات "تمنح الجزائر أيضا هامشا معتبرا على الصعيد الدولي".
ولتحقيق ذلك، يبقى الرهان الحقيقي هو "بناء مؤسسات صلبة ومتينة، تستطيع أن تدرك بسرعة المطالب الحقيقية للمجتمع وقادرة على توجيه حركيته الطبيعية وتنظيمها لصالح الأهداف الكبرى للمجموعة الوطنية وتعكس خصائص شعبنا كما هو عليه في الواقع، صامدا أمام العواصف، وعلى استعداد للتضحية ومواجهة كافة التحديات الكبرى المعترضة أو التي تلوح في الأفق"، يضيف الفريق شنقريحة.
وفي ختام اللقاء، أسدى السيد الفريق جملة من التوجيهات والتعليمات الرامية الى الرفع من مستوى أداء القوات البرية، كما استمع مطولا الى تدخلات واقتراحات الإطارات.
للتذكير، تأتي هذه الزيارة --حسب بيان وزارة الدفاع الوطني-- "مواصلة لسلسلة الزيارات الميدانية إلى مختلف مكونات الجيش الوطني الشعبي خلال شهر رمضان الفضيل"، كما تندرج في إطار "تكريس القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لنهج التواصل المباشر مع الأفراد والمستخدمين بهدف الوقوف على مدى تنفيذ برنامج التحضير القتالي للقوات والاطلاع عن كثب على الظروف المهنية والمعيشية للأفراد والقوات وجاهزيتها لمجابهة مختلف التحديات الحالية والمستقبلية''.
للإشارة، وفي مستهل هذه الزيارة، كان الفريق شنقريحة قد وقف، رفقة اللواء عمار عثامنية، قائد القوات البرية، وقفة ترحم على روح الشهيد البطل ديدوش مراد الذي يحمل مقر قيادة القوات البرية اسمه، حيث وضع باقة من الزهور عند النصب المخلد للشهيد وتلا فاتحة الكتاب ترحما على روحه الطاهرة وعلى أرواح الشهداء الأبرار.