أكّد أول أمس، متدخلون خلال يوم تقني احتضنته جامعة قسنطينة 2 حول النمذجة والمحاكاة الرقمية والذكاء الاصطناعي في مجال النفط والغاز، أن هذه التكنولوجيا أصبحت تطبق في شتى ميادين قطاع الطاقة، مشيرين إلى جهود شركة سوناطراك في تطوير العديد من البرامج الوطنية الهادفة إلى التخلص بصفة تدريجية من التبعية والاحتكار الأجنبي لهذه الوسائل.
وعلى هامش اليوم العلمي والتقني الذي نظمته المديرية المركزية للبحث والتطوير لسوناطراك بالتعاون مع جامعة عبد الحميد مهري بمجمع كلية التكنولوجيا للمعلومات والاتصال ومعهد علم المكتبات والتوثيق، أوضح مدير الرقمنة البحث والتطوير بسوناطراك ببومرداس، فضيل شريف محمد، أن هناك العديد من برامج الذكاء الاصطناعي المتبناة من طرف المجمع، والتي يتم اختيارها بطريقة دقيقة حسب المكان والوقت ونوع المشكلة، وأضاف المتحدث، أنها تسهل كثيرا من عمل المهندس، مؤكدا وجود برامج أخرى وطنية يتم تطويرها لتحسين عملية التنقيب عن النفط والغاز.
كما أكد المدير المركزي للبحث والتطوير التكنولوجي بمجمع سوناطراك، مصطفى بن عمارة، أن سوناطراك تعد من الشركات الكبرى التي وضعت برنامجا ينبثق من أهداف واستراتيجيات ثرية تتمثل في وضع آليات أساسية لرقمنة جميع ميادين العمل وطرقها، وتابع المتحدث أن الشركة قامت بإنشاء أرضية خاصة لمعالجة ودراسة وتفسير البيانات في مجالات عدة على غرار الدراسات الزلزالية، وتصميم قدرة الإنتاج.
وأفاد بن عمارة، أن المواضيع التي تم التطرق إليها خلال اليوم العلمي، لها أهمية قصوى في ميدان العمل، والتي يتم التماسها منذ المراحل الأولى للتنقيب عن البترول إلى غاية تسويقه، مشيرا إلى أنه سيتم التدقيق في أهمية الدراسات البحثية المنتجة وتلك التي في طور الإنتاج لمحاولة استخلاص النتائج، كاشفا عن إبرام حوالي 62 اتفاقية شراكة مع مختلف جامعات ومراكز البحث الجزائرية منذ سنة 2021، وذلك لأن سوناطراك بحاجة لجميع التخصصات الجامعية وخبرات الطلبة المتميزين لتطوير إنتاجها وضمان تقديم خدمات أفضل من خلال تطبيق المحاكاة الرقمية والذكاء الاصطناعي في مجال إنتاج النفط والغاز.
وأكد المتحدث، أن قطاع الطاقة يحتاج إلى كل التخصصات الجامعية على غرار الكيمياء الرياضيات، الإعلام الآلي، البرمجة، الاقتصاد، الفيزياء، الإلكترونيك، والكهرباء، مضيفا أن مصالحه تأمل من خلال استعمال الذكاء الاصطناعي في الوصول إلى العديد من الأهداف المسطرة، كالبئر الافتراضي، الحفر الافتراضي الحي، والمتابعة الآلية لأشغال الآبار، وقال إن التقدم لا يكون دون استخدام الوسائل التكنولوجية.
وأكد المسؤول، أن استخدام هذه التكنولوجيا سمح بتحسين أداء الشركة وإنتاجيتها، وأبرز أن الذكاء الاصطناعي أصبح وسيلة هامة يزيد التركيز عليها في مجال إنتاج النفط والغاز، منوها بأن مصالحه تهدف إلى التحكم في هذا الجانب من خلال استعمال الخبرات الموجودة وتطوير برامج وطنية، من أجل تحقيق استقلالية في المجال، والتخلص بصفة تدريجية من التبعية والاحتكار الأجنبي لهذه الوسائل. دلول لينة