ثمن أمس المشاركون في أشغال الجلسة الرابعة في برنامج منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك والتي جاءت تحت عنوان « البعد الشعبي في إصلاح و تطوير منظومة العمل العربي المشترك»، ما حققته الجزائر اليوم من إنجازات داخلية وخارجية جعلتها تستعيد دورها العربي التاريخي المرتكز على الوحدة والتضامن العربي.
بن ودان خيرة
جاء هذا خلال التدخل التلخيصي لمنسق جلسة أمس حول « البعد الشعبي في إصلاح و تطوير منظومة العمل العربي المشترك» الدكتور محسن بوعزيزي الباحث بالمركز العربي لدراسات السياسات في تونس، الذي قال إن هذه الجلسة تعد من أهم الجلسات خلال المنتدى لأنها قدمت مقاربة على نحو مختلف، بحيث حاولت رؤية العمل العربي المشترك من الأسفل بإشراك البعد الشعبي الاجتماعي على أساس الانطلاق من الأشياء الصغيرة والنظر من كل الزوايا. وشدد البوعزيزي في تصريحه الصحفي على هامش الجلسة، أن المشاركين تجاوزوا «تشاؤم الذكاء» إلى «تفاؤل الإرادة»، فالجميع يعرف الوضع العربي وما يشوبه من تمزق ولكن لا يجب الوقوف هنا بل تعدي المرحلة لدخول مرحلة بناء القوة «قوة الهامش» أي البحث عن عناصر القوة من داخل الأمة العربية. للعلم، فإن البعد الشعبي يعد من أولويات الجامعة العربية في إطار تطوير وانفتاح عمل الجامعة، والجزائر هي التي ترأس الفريق الذي يعكف على إعداد الصياغة النهائية لمعايير موحدة تلتزم بها منظمات المجتمع المدني العربية حتى تمنحها صفة مراقب في أجهزة وآليات الجامعة العربية.
رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية و الإجتماعية بجنيف، للنصر
«أينما يتواجد مجتمع مدني له ثوابت تواكبه حرب ضد التطبيع»
أكد الأستاذ الباحث رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف، أن المجتمع المدني هو كتلة وسيطة بين الدولة والمجتمع، ولكن مستوياته مختلفة في الوطن العربي بالنظر لمنسوب الحرية والديموقراطية في كل دولة، حيث هناك دول فيها مجتمع مدني متجذر ومؤثر وله ثوابت مثل ما يحدث في الجزائر وتونس وبعض الدول العربية، وأينما يوجد مثل هذا المجتمع المدني، إلا ونجد من يواكبه في حرب ضروس ضد التطبيع، ونجده أيضا معبرا حقيقيا عن نبض الشارع.
واعتبر الأستاذ رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف ومن أكبر المؤثرين، في تصريح للنصر على هامش مشاركته في مجريات أشغال منتدى تواصل الأجيال بوهران، أنه يمكن اعتبار المؤثرين كتلة وسيطة بين الشعب والدولة، فهم جزء من المجتمع المدني، والعديد من الدول ومنها بعض الدول العربية تحضر حاليا ترسانة قوانين لمواجهة طفرة الأنترنيت، لأن العالم تغير وتغيرت المفاهيم وقلبت المشهد الإعلامي، فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي خطيرة بشكل كبير جدا وهي اليوم تجاوزت الإعلام التقليدي كثيرا، فثورة تكنولوجيا الاتصال أدت لتغيير مفاهيم عملية التواصل.
وعرج المتحدث على بعض النقاط من مداخلته في اليوم الثاني من المنتدى والمتمحورة حول “التغيرات الدولية وانعكاساتها على العالم العربي المشترك”، حيث قال إنه تناول ثلاث فقرات أولاها عن تغير العالم بالأرقام فوفق معطيات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، فإن ارتفاع الناتج الداخلي الخام للصين سيجعلها القوة الأولى عالميا في 2030، والهند ستتجاوز بريطانيا وفرنسا وهذه الأخيرة ستتقهقر إلى المرتبة 10، أما الفقرة الثانية فتناول مسألة الاستغراب أو محاولة فهم الغرب وتم خلال المداخلة التطرق لما حدث في سوريا وليبيا والذي لم يكن عبارة عن ثورة داخلية بل عدوانا خارجيا مخطط له بناء على تصريحات لعدة قادة في الغرب الذين مهدوا لضرب الأنظمة التي ترفض التطبيع، مبرزا أن القانون الدولي يمنع إسقاط الأنظمة من الخارج ويقر ترك الشعوب تقرر مصيرها، وأضاف الأستاذ الصيداوي أن الفقرة الثالثة من تدخله حملت اقتراحات وآفاق، منها حرية تنقل الأفراد والبضائع، أي أن يتنقل المواطن العربي بحرية ودون تعقيدات بين مختلف الدول العربية، وكذا العمل المشترك من أجل مساعدة الدول الغنية للدول الفقيرة لدعمها والاستثمار فيها بما ينتج نهضة اقتصادية عربية، كما دعا لضرورة الإقتداء بالجزائر فيما يتعلق بالسيادة الوطنية، واعتبر أن الدول التي تطبع مع الكيان الصهيوني هي دول غير ديموقراطية لأنها تعمل ضد إرادة شعوبها.
وفيما يتعلق بما يحدث في تونس، أوضح محدثنا وهو من أصل تونسي،أن الرئيس قيس سعيد منتخب بالشرعية الشعبية، واختلاف السلطة التنفيذية مع التشريعية أمر عادي ويحدث في كل أنحاء العالم، كما أن الدستور الجديد سيخرج تونس من نظام برلماني عاجز إلى نظام رئاسي فعال وناجح ومن أجل هذا تتعرض البلاد والرئيس سعيد لهجمات خارجية.
نزار فاطمة الزهراء للنصر
المجلس الأعلى للشباب بصمة جزائرية ألهمت الشباب العربي
قالت عضو المجلس الأعلى للشباب نزار فاطمة الزهراء، إنه على مدار أيام منتدى تواصل الأجيال بوهران، تمكنت من الاحتكاك والتعارف مع العديد من الشباب العربي المشارك في الفعاليات والذي ثمن كثيرا هذه الهيئة أي المجلس الأعلى الشباب وصفته الاستشارية لدى رئاسة الجمهورية وهذا ما ألهم هؤلاء الشباب، كونه الهيئة الأولى من نوعها عربيا والنموذج الذي يحتذى به لبناء مستقبل شباب المنطقة العربية، فهو بصمة جزائرية تشرف البلاد.وأضافت عضو المجلس الأعلى للشباب نزار فاطمة الزهراء المنتخبة عن ولاية الشلف، أن الشباب العربي غالبا إما منضو تحت إطار جمعيات أو منظمات ولكن ليس له هيئة مؤسساتية، بينما المجلس الأعلى للشباب هو إضافة نوعية للمسار الشباني واندماجه في المسائل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها بما يخدم الصالح العام، مبرزة أن تقريرها الذي ستعرضه أمام أعضاء المجلس الأعلى لاحقا، سيركز على أنها لمست تشارك الشباب العربي في الرؤى و الاهتمامات والطموحات، وتطابق كبير في الأفكاروالتحديات الشبابية، وهذا رغم وجود اختلافات حسب معطيات كل مجتمع، ولكن وفق محدثتنا، تبقى الرغبة الكبيرة في التغيير وإرساء نظرة وطرح جديد يتجاوز الخلافات والاختلافات، عاملا أساسيا مشتركا بين الشباب العربي، مثلما هو شغفهم كبيرا لرؤية العالم العربي متطورا مع عودة الحضارة والرقي، معتبرة أن رؤية الشباب العربي هي شاملة و كاملة لتخطي الجمود في بعض القضايا العربية وأن هذا لن يتحقق إلا بمواصلة النضال والبناء من القاعدة أي بناء الفرد وبالتالي عندما يكون لدينا مجتمع عربي قوي يمكن عدها بناء وبسهولة هرم عربي قوي.وأردفت محدثتنا، أن مشاركتها في المنتدى ممثلة للمجلس الأعلى للشباب والتي تعد الثانية بالنسبة لها في تظاهرة دولية، هو فرصة لترسيخ العلاقات وإيجاد الحلول لمشاكل المجتمع العربي،والوصول لرؤية تشمل العالم العربي ولم الشمل العربي.
وليد التميمي فنان تشكيلي من الأردن
نواة تجمع الفنانين التشكيليين العرب وضعت بالجزائر
أكد الفنان التشكيلي وليد التميمي عضو رابطة الفنانين التشكيليين بالأردن، أن نواة تجمعا لفنانين التشكيليين العرب تأسست في سطيف سنة 2015 خلال ملتقى فني عربي كبير، ونجمت عنه وحدة اللون والخط والإشعاع الفني، مشيرا أن هذا التجمع نظم عدة ملتقيات في بلدان عربية ولا زال ينشط، لأن الفن التشكيلي يحاكي كل مشاكل المجتمع في العالم العربي وتأملاته وأمانيه.
وقال الفنان وليد التميمي في تصريح للنصر على هامش حضوره لمنتدى تواصل الأجيال بوهران، أن الفنان هو جزء من المجتمع المدني، وفي كل تجمع مدني يجب أن يتواجد بمختلف ميولاته الفنية، كما اعتبر أن وجود الفن في أي مجتمع أو في أي تظاهرة هو مؤشر نجاح لها، فلا يجب أن تقتصر التظاهرات على الرؤى السياسية والاقتصادية ولكن أن ترافقها دائما ريشة الفنان لتظفي عليها ألوان الأمل وفق محدثنا الذي دعا بأن يتمكن الفنان من التواجد والحضور أكثر في الهيئات الوطنية والإقليمية ويشارك بفعالية في ترقية الأمة.
كما أوضح مؤسس وعضو جمعية “لونها بالأمل” الأردنية التي تعنى بأطفال التوحد ومتلازمة “داون” ومرضى السرطان، أن هذه الفئات من المجتمع وخاصة المصابون بالتوحد، يتعاملون مع الألوان بنظرتهم الخاصة ويعبرون عن مكنوناتهم وخيالهم ونظراتهم من خلال كل لون، وعليه يجب تفهم توجهاتهم الخاصة مع كل لون ويتم بعد كل ورشة تدريب تنظيم معرض خاص بتلك الألواح التي شكلوا رسوماتها التي أثناء إنجازها تبعث طاقة تجديدية لخلايا الدماغ ويشعرون براحة نفسية وعليه تعتبر الريشة والألوان علاج لهذه الفئات المجتمعية.