توجه الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، أمس، رفقة وفد وزاري هام، إلى موريتانيا، في إطار انعقاد الدورة التاسعة عشرة للجنة الكبرى المشتركة الجزائرية الموريتانية للتعاون التي تحتضنها نواكشوط اليوم الأربعاء.
وجاء في بيان للوزارة الأولى: يقوم الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، رفقة وفد وزاري هام، بزيارة عمل إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، في إطار انعقاد الدورة التاسعة عشرة للجنة الكبرى المشتركة الجزائرية الموريتانية للتعاون التي تحتضنها نواكشوط اليوم الأربعاء 14 سبتمبر 2022.
وأضاف: يرافق السيد الوزير الأول في زيارته، وفد وزاري يضم كلا من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، السيد إبراهيم مراد، وزير العدل حافظ الأختام، السيد عبد الرشيد طبي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد كمال بداري، وزير التكوين والتعليم المهنيين، السيد ياسين مرابي، وزير الأشغال العمومية والري والمنشآت القاعدية، السيد لخضر رخروخ، وزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية، السيد هشام سفيان صلواتشي.
ويأتي انعقاد اللجنة المشتركة الكبرى للتعاون الجزائرية-الموريتانية, بنواكشوط, في دورتها الـ19, كلبنة أخرى تضاف إلى مسار العلاقات الثنائية المتميزة التي تشهد ديناميكية قوية في التعاون بين البلدين شملت مختلف المجالات. حيث يعرف التعاون الجزائري-الموريتاني انتعاشا ملحوظا تترجمه جملة من الآليات المتمثلة في لجنة التشاور السياسي ولجنة المتابعة واللجنة المشتركة الكبرى للتعاون, والتي يسعى من خلالها البلدان إلى تعزيز ما تم تحقيقه لحد الآن.
وضمن هذا المسعى, جاءت زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الموريتاني, محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى الجزائر في ديسمبر الماضي, لتعكس مدى متانة العلاقات الثنائية الراسخة, وهي الزيارة التي توجت بالتوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تعاون تجسد إرادة البلدين في بناء شراكة إستراتيجية شاملة.
وبذات المناسبة, حرص الرئيس تبون على التذكير بعراقة العلاقات الجزائرية-الموريتانية التي تعرف تطورا لافتا, فيما وصف الرئيس الموريتاني زيارته إلى الجزائر بـ»المثمرة والبناءة», لكونها ستسمح --مثلما قال-- بالارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين إلى «مستوى الأخوة والصداقة التي تربط الشعبين الشقيقين».
وتعد الجزائر أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لموريتانيا, وهو واقع من شأنه أن يتعزز أكثر مستقبلا, استنادا إلى الأرقام التي تشير إلى ارتفاع قيمة الصادرات الجزائرية نحو موريتانيا بـ205 بالمائة خلال الثلاثي الأول من سنة 2021 مقارنة بنفس الفترة من السنة التي سبقتها.
ومن المتوقع أن يحافظ التعاون الاقتصادي بين البلدين على منحناه التصاعدي, خاصة بعد فتح خط تجاري بحري يربط بين البلدين, بأمر من رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, وكذا إنجاز الطريق الرابط بين تندوف (الجزائر) والزويرات (موريتانيا), مما يسمح بخلق حركية اقتصادية تساهم في تنمية المناطق الحدودية بين البلدين الشقيقين.
وتوصف آفاق التعاون المتاحة في مجالات الطاقة والمناجم بالمتنوعة والواعدة, حيث أكد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب, خلال زيارة العمل التي أداها إلى موريتانيا في يونيو المنصرم, الاستعداد التام للطرف الجزائري لإقامة شراكة إستراتيجية من شأنها فتح آفاق جديدة على الصعيد الإقليمي من خلال توسيع نشاط المؤسسات الجزائرية إلى البلدان الإفريقية المجاورة ولعب دور فعال في ضمان التزود بالطاقة.
تعزيز التعاون الأمني لمواجهة التحديات
من جانب آخر، اتفقت الجزائر وموريتانيا على مضاعفة الجهود وتوحيد المواقف لمواجهة الأخطار المشتركة وحماية الحدود من الجرائم العابرة للأوطان من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة ثنائية حدودية تعكس الإرادة السامية لقيادتي البلدين في الارتقاء بالعلاقات الثنائية نحو الأفضل. ويعمل البلدان على تعزيز تعاونهما لمواجهة التحديات الأمنية المفروضة على المنطقة من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الأعمال على طول الحدود المشتركة. كما ظل الجانب التضامني حاضرا في العلاقات بين البلدين, وهو ما تجلى بكل وضوح من خلال إرسال مساعدات إنسانية مؤخرا إلى موريتانيا لمساعدتها على مواجهة آثار الفيضانات التي اجتاحت مناطق عدة بهذا البلد الشقيق.
وتجلى هذا التضامن أيضا أثناء تفشي وباء كوفيد- 19, حيث بادرت الجزائر بإرسال بعثة طبية تضم مختصين في الإنعاش والتخدير وخبراء في التكوين والصيدلة والمراقبة الوبائية إلى موريتانيا, علاوة على إرسال مساعدات تضم عتادا ومستلزمات طبية وقائية.
ق و