أكّد الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين عبد اللطيف ديلمي أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب سيكون في غضون سنة 2024، بفضل الدعم الذي يحظى به الفلاحون من ناحية وسائل الإنتاج، موضحا بأن الجزائر يمكنها القيام بدور ريادي في مجال تحقيق الأمن الغذائي على مستوى الوطن العربي.
أفاد عبد اللطيف ديلمي الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين «للنصر» بأن ضمان الاحتياجات الوطنية من الحبوب دون اللجوء إلى الاستيراد لتغطية العجز سيتجسد على أرض الواقع بحلول سنة 2024 كأقصى تقدير، ويندرج هذا الهدف في إطار تحقيق الأمن الغذائي بتوفير المواد الاستراتيجية محليا.
وأفاد المصدر بأن الدولة وضعت برنامجا لتحقيق الهدف، يتضمن دعم أسعار الأسمدة وتقريبها من الفلاحين للقضاء على المضاربة، وتخصيص إعانات للفلاحين للحصول على العتاد واستصلاح الأراضي وتوسيع المسلحات المسقية.
وتقدر المساحات الزراعية المخصصة لإنتاج الحبوب، لا سيما ما تعلق بالقمح والشعير بحوالي 3 مليون هكتار، ينتظر أن تدعم هذا الموسم ب 1 مليون هكتار إضافية، لأجل رفع الإنتاج السنوي من الحبوب من حوالي 4 مليون طن إلى ما لا يقل عن 7 ملايين طن تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، الذي شدد في عديد المناسبات على ضرورة التحكم في الأمن الغذائي.
وأكد المصدر على الجهود التي تقوم بها وزارة الفلاحة لدعم مختلف الشعب، خاصة الحبوب والحليب والبطاطا باعتبارها موادا استراتيجية تشكل القاعدة الأساسية لغذاء عامة الأسر الجزائرية، موضحا بان التجمعات التي عقدها التنظيم مؤخرا عبر عديد الولايات، أظهرت استعداد المنتجين لرفع التحدي والتخلص من التبعية في المجال الغذائي.
وأضح المصدر فيما يخص مادة الحليب، بأن الإشكالية تتمثل أساسا في ظاهرة الجفاف التي أثرت نوعا ما على المربين بسبب تقلص مساحة الأراضي الرعوية، مؤكدا بأنه في حال تحسن الظروف المناخية ستكون الجزائر من بين الدول التي لديها اكتفاء ذاتيا من مادة الحليب.
وعاد المتدخل إلى أهم محاور المجلس الاقتصادي الاجتماعي لجامعة الدول العربية التي انعقدت بالجزائر، في شقها المتعلق بتحدي الأمن الغذائي، مؤكدا بأن الجزائر لديها القدرات والإمكانيات على غرار أغلب الدول العربية لكسب الرهان، وللتعاون في إطار التبادل التجاري لتغطية احتياجات الوطن العربي.
وأوضح المتدخل بأن القطاع الفلاحي يطمح إلى رفع قدراته الإنتاجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليص فاتورة استيراد المواد الغذائية خاصة الحبوب، تم التوجه إلى التصدير مع إعطاء الأولوية للبلدان العربية، متوقعا بأن تخرج القمة العربية بتوصيات وقرارات لتجسيد هذه الأهداف لصالح الشعوب العربية.
وأضاف من جهته الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني في حديث معه، بأن المجلس الاقتصادي والاجتماعي للقمة العربية التي جرت فعالياتها مؤخرا بالجزائر، توج اجتماعه بالتوقيع على بنود تتعلق بالمجالين الاقتصادي الاجتماعي، تم رفعها إلى القمة للمصادقة عليها، مؤكدا بأن الأمن الغذائي أخذ حصة الأسد في اجتماعات هذه الدورة، لأنه أضحى رهانا حقيقيا بعد جائحة كورونا.
وأفاد الخبير الاقتصادي بأن ما لا يقل عن 120 مليون نسمة بالوطن العربي مهددين بسوء التغذية حسب تقرير منظمة «الفاو»، وأن ما يتم استيراده سنويا من الحبوب على مستوى البلدان العربية يقدر بحوالي 50 مليون طن، في حين بلغت فاتورة الغذاء 100 مليار دولار، مما يدعو إلى وضع استراتيجية موحدة لرفع تحدي الأمن الغذائي.
وأكد الأستاذ عبد القادر سليماني بأن تعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تؤكد العناية التي توليها الجزائر لهذا الملف، من خلال الحرص على إعطاء الميدان الفلاحي العناية اللازمة، عبر إنشاء بنك للبذور ومرافقة الفلاحين للتحكم في المسار التقني في الزراعة، وتوسيع الأراضي المسقية، وغيرها من الإجراءات التي تعنى بالمنتجين.
وينتظر أن ترتفع الإنتاجية من الحبوب في الهكتار الواحد من 25 قنطار إلى حوالي 30 قنطار تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، بهدف بلوغ 9 مليون طن من الحبوب سنويا وفق المتحدث، وان القمة العربية شددت على التضامن العربي لرفع مختلف التحديات، منها تحقيق الاستقلالية من حيث الأمن الغذائي.
لطيفة بلحاج