أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أول أمس، حرص قطاعه على ضرورة توظيف تكنولوجيات الإعلام والاتصال في معالجة المادة التاريخية ونشرها، لتمكين الأجيال من المساهمة في صون الذاكرة الوطنية وتعزيز وعيهم الوطني والتاريخي.
وفي كلمة ألقاها خلال ندوة تاريخية نظمت بمقر الوزارة بعنوان "مصادر التوثيق في كتابة التاريخ الوطني"، شدد ربيقة على ضرورة توظيف التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال في معالجة المادة التاريخية ونشرها لتمكين الأجيال من المساهمة في صون الذاكرة الوطنية وتعزيز وعيهم التاريخي، محذرا من أن ''العولمة ترمي لإذابة الشخصيات والخصوصيات الوطنية للدول".
وبعد أن أكد اعتزازنا كجزائريين بخصوصيتنا الوطنية والتاريخية والثقافية، أبرز الوزير أن صون ذاكرتنا الوطنية، وتحصين الأجيال بالوعي التاريخي وجب أن ترافقه روح اليقظة والمسؤولية وكذا استعمال المناهج والمقاربات العلمية الحديثة، كسبيل وحيد لمواكبة العصر المتسم بالتطور السريع والهائل لوسائل الاتصال الجماهيرية في ظل عولمة من ضمن أهدافها تهميش واستئصال الخصوصيات الوطنية.
كما اعتبر أن ''مواجهة تحديات المستقبل في العولمة وأنظمة الاتصال عن بعد، تستوجب منا إعداد أنفسنا معرفيا وتكنولوجيا وتأصيل أجيالنا في تاريخها المستنير وذلك من أجل مواكبة هذا التحول السريع بما يضمن لنا مكانة ضمن الأمم الأخرى"، مبرزا في هذا الصدد العناية التي يوليها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لملف الحفاظ على الذاكرة الوطنية.
وذكر ممثل الحكومة في هذا الصدد المكانة الهامة لهذا الملف ضمن الالتزامات الـ 54 لرئيس الجمهورية الذي اعتبر – كما ذكر - أن الاهتمام بالذاكرة الوطنية من الأولويات الملحة والأهداف الاستراتيجية للدولة الجزائرية لضمان تقوية مقومات الانتماء والاعتزاز بالخصوصية الثقافية والحضارية للأمة، مؤكدا على الدور الاستراتيجي الذي تؤديه ذاكرة الأمة.
وأشرف وزير المجاهدين على هامش هذه الندوة التي حضرها مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري، أحمد راشدي، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، ووزيرة الثقافة صورية مولوجي، على تدشين أستوديو السمعي البصري، بمقر الوزارة، باسم المجاهد والإعلامي الراحل " محمد لمين بشيشي"، ليكون صوتا للذاكرة الوطنية وفضاء لتسجيل حصص تعنى بتاريخ الجزائر تبث عبر قناة الذاكرة.
وذكر الوزير بأنه سيتم على مستوى هذا الأستوديو توثيق التاريخ ، ليكون مرافقا للوزارة التي تعكف على تجسيد أفلام روائية مطولة في شاكلة فيلم زيغود يوسف وأحمد بوقرة وسي الحواس وبلوزداد، والتي تضاف إلى سلسلة الأعمال التي يعمل قطاع المجاهدين على تجسيدها ويفوق عددها 25 عملا توثيقيا.
وفي هذا السياق أبدى ربيقة حرصه على أن تحظى كل الرموز التاريخية للثورة التحريرية بإنجازات خاصة ذات نوعية ترقى لمستوى التضحيات الجسام التي قدمتها هذه الشخصيات.
وتم بمقر الوزارة أيضا تدشين مكتبة متخصصة في التاريخ الوطني، تحمل اسم المؤرخ الراحل "بوعلام بلقاسمي" تضم أزيد من 4000 عنوان في مختلف التخصصات والمعارف ولاسيما الكتاب التاريخي وجرائد وطنية وأجنبية و أشرطة وثائقية ومقالات مستخلصة من جرائد أجنبية ووطنية وعينات من الأرشيف والرسائل.
وقد أثرى بالمناسبة، الشيخ الدكتور المجاهد تواتي بن تواتي، المكتبة الرقمية المتخصصة لوزارة المجاهدين بواحد من مؤلفاته القيمة "فقه المقاومة في عهد الأمير عبد القادر" والذي دونه بخط يده.
من جهة أخرى تم بذات المناسبة تسليم مجموعات من إصدارات وزارة المجاهدين وذوي الحقوق من الذكرى الستين لعيد الاستقلال، في إطار تشجيع المقروئية لدى الناشئة، لكل من جامعات الجزائر 1 - 2 - 3، وللمكتبة الوطنية الجزائرية، وجامعة الشهيد سي محمد بوقرة ببومرداس، والمكتبة البلدية للأبيار. ع.أسابع
