قال أمس، وزير المجاهدين و ذوي الحقوق، العيد ربيقة، إنه أصبح من الواجب تنويع آليات الحفاظ على الذاكرة الوطنية، و إشراك مختلف القطاعات التي لها علاقة بالأمر، داعيا الشباب إلى مواصلة السير على خطى من قدموا حياتهم فداء للوطن.
و قال الوزير على هامش إشرافه على الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى الـ61 لعيد النصر 19 مارس 1962، و التي احتضنتها ولاية بومرداس، أنه وجب الآن في الوقت الذي تعيشه الجزائر في ظل رهانات كثيرة داخليا و خارجيا، تنويع آليات الحفاظ على الذاكرة الوطنية.
و قال الوزير أن مصالحه تعمل بالتنسيق مع عديد القطاعات التي تتقاطع مهامها مع مهام وزارة المجاهدين في موضوع التراث التاريخي و الثقافي، على مواصلة مختلف البرامج التي تشكل في مجملها استراتيجية وطنية لحفظ الذاكرة الوطنية، مضيفا أن الأجيال القادمة مطالبة بالمواصلة على ذلك المسار و التضحية من أجل الوطن من خلال المضي في كل الأعمال، و ذلك من خلال تجسيد كافة المشاريع التي فحواها هو الجزائر و المضي بها نحو مستقبل واعد من خلال روح وطنية تنقل سير شهداء الوطن لأجيال اليوم.
كما دعا الوزير على هامش الاحتفالات التي جاءت تحت شعار "ذكرى النصر.. عزم، إتحاد و انتصار"، الأجيال الجديدة للمحافظة و العناية الكاملة بالذاكرة الوطنية، مشددا على ضرورة الاعتناء بالشباب و غرس الروح الوطنية فيه، و كذا العمل على تجسيد الجزائر الجديدة بالاستثمار في هذه الفئة، من خلال إشراك المجاهدين في مختلف المناسبات و كذا الشباب حتى يتم إيصال الرسالة مباشرة بين جيلي الثورة و جيل الإستقلال لشباب اليوم، لنقلها بدوره للأجيال القادمة. من جانب آخر، أكد ربيقة أن الجزائر ما تزال إلى اليوم تحصي شهداءها، أين كشف رئيس الجمهورية عن إحصاء أزيد من 5 ملاين و 630 ألف شهيدا، كان ثمنا غاليا لاسترجاع السيادة الوطنية و هذا ما يجب أن يعيه شباب اليوم، معتبرا أن الذاكرة الوطنية أعطت قطاع المجاهدين و كل قطاعات الدولة دفعا قويا حتى يعطي للذاكرة حقها، و ذلك بتجسيد كل القرارات بداية بإنشاء قناة خاصة هي قناة الذاكرة الوطنية.
أما عن اختيار ولاية بومرداس لاحتضان الاحتفالات الرسمية بذكرى عيد النصر، فقد جاء بحسب الوزير بقرار من اللجنة الوطنية للاحتفالات بالأعياد الوطنية و ذلك للعديد من الاعتبارات خاصة و أنها تعد ولاية تاريخية بامتياز، ارتبط اسمها بالكثير من الأسماء و الشهداء، موضحا أن بومرداس و على غرار كل الولايات الأخرى ما تزال تحصي شهداءها إلى اليوم، من خلال آبار الشهداء التي تكتشف في مختلف الولايات كبقايا غطرسة فرنسا، و هي أيضا الولاية التي احتضنت الهيئة التنفيذية التي كلفت بإدارة شؤون الجزائر، أين تم الوقوف عند مقر هذه الهيئة الذي سيتم ترميمه، حسب ما كشف عنه الوزير، من خلال إنشاء معلم تذكاري لتخليد هذه المحطة التذكارية.
و أشرف الوزير خلال هذه الزيارة على إطلاق مشروع إنشاء متحف للمجاهد ببومرداس، و ذلك بعد رفع التجميد عن هذا المشروع، أين تحدث عن رموز و معالم الولاية التاريخية البارزة، بحيث تحصي 42 معتقلا للتعذيب و الاستنطاق، و هو العدد الذي قال أنه يفوق كل ما هو موجود بباقي ولايات الوطن، من معتقلات استعملها المستعمر الفرنسي لتعذيب و استنطاق الجزائريين إبان الثورة التحريرية. إ.زياري
