جدّد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، رفض الجزائر المطلق أي تدخل في شؤونها الداخلية، وقال إنها ليست بحاجة لدروس من أي كان في مجال حقوق الإنسان، وحرية التعبير، أو في مجال العدالة، ولا تقبل وصاية أحد.
وقال صالح قوجيل في كلمة له أمس بعد المصادقة على ثلاثة مشاريع قوانين تتعلق بالمالية والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، أن جزائر اليوم لا تساعد الكثير من الأطراف وأعداؤها كثيرون خاصة في الخارج، ومنهم على وجه الخصوص الذين ألفوا ممارسة الوصايات على الشعوب.
وأضاف أنه قبل الحديث عن حقوق الإنسان لابد من التحدث عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وذلك هو الأهم، قبل أن يضيف قائلا "ليس بمقدور أحد أن يعطينا دروسا لا في حقوق الإنسان ولا في حرية التعبير و لا في العدالة الجزائرية".
وتابع بأن المرجعية الوحيدة للجزائر اليوم في كل الميادين، والتي من خلالها نقرأ وضع البلاد اليوم وفي المستقبل هي «الدستور»، هذا الأخير قال إنهم يتجاهلونه ولا يعطونه الأهمية اللازمة، مضيفا بأن الدستور الحالي يختلف عن كل الدساتير التي عرفتها البلاد، ومن خلال قراءته نفهم ما هي الديمقراطية وما هي الممارسة الديمقراطية الحقيقية؟ وما هي حقوق حرية التعبير وليس حقوق التهريج، وما هي كلمة الجزائر في المحافل الدولية ومواقفها من كل القضايا العالمية ؟.
وجدد رئيس مجلس الأمة مرة أخرى التنديد بما صدر عن البرلمان الأوروبي حول حرية التعبير والصحافة في الجزائر، وقال إن هذا الأمر «لن نكست عنه» لأن لائحة البرلمان ذهبت بعيدا وتدخلت في الشؤون الداخلية للجزائر بشكل مباشر لما طالبوا بتعديل قوانين البلاد، ووعد بمتابعة هذا الملف عن قرب، ودعا إلى المزيد من اليقظة.
ومنه شدد المتحدث على أن « الجزائر ليست أي دولة ولابد أن تحترم وأن يحترم دستورها»، مثمنا في السياق مواقف كل من البرلمان العربي، و البرلمان الأفريقي واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي نددت بلائحة البرلمان الأوروبي و وقفت مع الجزائر بحكم الروابط التي بينهم، داعيا البرلمان الأوروبي إلى مراجعة موقفه من الجزائر ومن جميع الدول.قوجيل الذي حث على الحفاظ على الاستقلال السياسي و الاقتصادي للبلاد أكد أنه لا يوجد من بإمكانه أن يملي على الجزائر اليوم وبخاصة وأنها تخلصت من المديونية الخارجية، وهو الأمر الذي لم تستسغه العديد من الأطراف في الخارج.كما جدد موقف الجزائر الثابت والمبدئي مع القضايا العادلة للشعوب، خاصة الشعب الفلسطيني الذي يحيي الذكرى الـ 75 للنكبة في ظل اعتداءات همجية للكيان الصهيوني عليه هذه الأيام، ونفس الموقف بالنسبة للشعب الصحراوي، وقال إنها مواقف قديمة ولم ولن تتغير.
إلياس –ب