أعلنت، أمس، أحزاب سياسية، ومنظمات وطنية، وفعاليات مدنية، ونخب وطنية ومرجعيات روحية، ميلاد «المبادرة الوطنية لتعزيز التلاحم الوطني وتأمين المستقبل» والتي ترمي إلى تعزيز التلاحم الوطني، وتمتين الجبهة الداخلية، والرفع من التأهب لمواجهة المخاطر والتحديات التي تستهدف الجزائر.
وجاء الإعلان عن ميلاد هذه المبادرة التي دعت إليها حركة البناء الوطني في وقت سابق، بعد اجتماع عقد أمس بمقر هذه الأخيرة بالجزائر العاصمة، ضم 28 رئيس حزب سياسي ومنظمات وطنية ونقابات، وفعاليات مدنية أو ممثلين عنها، على غرار أمين عام جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، المكلف بتسيير شؤون التجمع الوطني الديمقراطي مصطفى ياحي، رئيس حزب صوت الشعب، لمين عصماني، رئيس حزب الكرامة محمد الداوي، القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، عبد الرحمان حمزاوي وآخرين.
وفي بيان الإعلان أوضح المجتمعون أن التحولات الجوهرية المتسارعة التي يعرفها العالم أفرزت وضعا متأزما و توترات متعددة وتناقضات للمصالح، وكانت لها انعكاسات سلبية على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية لمختلف الدول، و الجزائر ليست بمنأى عن تداعيات وانعكاسات هذه الأوضاع، ما يفرض «علينا تفعيل الإرادة الوطنية وفاء بما يقتضيه واجب تعزيز التلاحم الوطني وتمتين الجبهة الداخلية، من خلال الرفع من التأهب لمواجهة التهديدات والمخاطر التي تستهدف الجزائر في أمنها ومؤسساتها ووحدة شعبها وترابها».
وأضاف البيان ذاته بأن هذا الوضع يوجب التعبئة العامة من أجل النهوض بالوطن سياسيا واقتصاديا و اجتماعيا وتأمين مستقبل الأجيال، وتحقيق تطلعات الشعب في كنف الوحدة والانسجام والاستقرار والتطور.
كما أشار بيان المشاركين في اللقاء بأن الدافع وراء إنشاء هذه المبادرة يتمثل في تزايد حجم المخاطر التي تحيط بالجزائر في فضائها الإقليمي والدولي والتحديات التي تمس أمنها واستقرارها وسيادتها، وتماسك نسيجها المجتمعي، فضلا عن الحملات الرامية إلى تشويه مؤسساتها، وكل هذا يفرض عليهم «تقاسم أعباء هذه المرحلة»، ويفرض عليهم الاضطلاع بواجباتهم الوطنية نحو تعزيز التلاحم الوطني وتمتين الجبهة الداخلية والدفاع عن المصالح العليا للأمة الجزائرية، والتأهب الجماعي لمواجهة التهديدات.
كما اعتبر أصحاب المبادرة أن هذه الأخيرة هي بمثابة إطار جامع للتشاور والتنسيق والتعاون، ودعوا شركاء الساحة السياسية الوطنية، دون استثناء، من الأحزاب السياسية، والمنظمات والنقابات، ومكونات المجتمع المدني والنخب والمرجعيات المجتمعية «للالتفاف حول المبادرة والعمل معا على تجسيد مقاصدها وبناء خطواتها ومساراتها و إثراء أرضيتها بالمقترحات والأفكار الكفيلة بتحقيق أهدافها».
وكشف البيان عن عقد « ندوة المبادرة الوطنية لتعزيز التلاحم وتأمين المستقبل» خلال الأسابيع القادمة تزامنا وإحياء ذكرى عيدي الاستقلال والشباب، و تستهدف هذه الندوة تعبئة الطاقات الوطنية والنخب المسؤولة وقوى المجتمع الحية، والتكامل مع مؤسسات الدولة في المحافظة على وديعة الشهداء وتحصين الوطن وتمتين الجبهة الداخلية وتأمين مستقبل الأجيال واستكمال مسار التجديد وتحقيق تطلعات الشعب ورفاه المجتمع.
وبحسب البيان فإن المكونات المشاركة في إطلاق المبادرة هي المنظمة الوطنية للمجاهدين، حركة البناء الوطني، حزب جبهة التحرير الوطني، حزب التجمع الوطني الديمقراطي، جبهة المستقبل، حزب صوت الشعب، حزب الكرامة، حزب تجمع أمل الجزائر، حزب اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية، الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، الكشافة الإسلامية الجزائرية، المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل والمواطنة، النادي الاقتصادي، النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية، الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، التنسيقية العامة للزوايا والطريقة القادرية الكنتية بالجزائر وامتداداتها الجوارية، الخلافة العامة للطريقة التيجانية، نقابة الصيادلة، جمعية البيطريين الجزائريين، المنظمة الطلابية الجزائرية الحرة، المنبر الوطني للشباب الجزائري، المنظمة الجزائرية الفرنسية للحقوق والحريات، مرصد اليقظة لحقوق الإنسان، واتحاد الكتاب الجزائريين.
ونشير فقط أن رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة كان قد أعلن خلال افتتاح أشغال المؤتمر الثاني للحركة بداية شهر ماي الماضي عن هذه المبادرة من أجل تمتين الجبهة الداخلية ورص الصفوف ولم الشمل، لمواجهة التحديات التي تحيط بالبلاد من كل الجوانب.
وقبل الإعلان عن المبادرة أمس، كان ممثلو المشاركين فيها قد عقدوا ثلاثة اجتماعات تمهيدية في الأيام الماضية.
إلياس-ب