أخمدت فرق التدخل المشتركة للحماية المدنية ومصالح الغابات بولاية الطارف، أمس، الحريق المهول الذي اندلع بمنطقتي الحناية ببلدية بالريحان وسوق الرقيبات بالقالة، عقب الاستعانة، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، بطائرتي إطفاء تم تأجيرهما من دولة الشيلي، بعد أن تعذر على فرق التدخل الوصول للمواقد المشتغلة بسبب صعوبة التضاريس وبُعد المكان، فيما تسبب الحريق في إتلاف حوالي 500 هكتار من الثروة الغابية والأحراش.
وذكر مدير الحماية المدنية لولاية الطارف، الطبيب المقدم، عبد المليك بولجاج، في اتصال بالنصر، بأنه تم في إجراء احترازي وقائي، إجلاء 121 شخصا من سكان المنطقة المحاذين للحريق بقرية سوق الرقيبات نحو أماكن آمنة حفاظا على حياتهم، إضافة إلى إجلاء 53 مصطافا بحرا من شاطئ قمة روزة الغابي المعزول بالتنسيق بين الوحدة البحرية للحماية المدنية وخفر السواحل، حيث تم تحويل المعنيين نحو ميناء مدينة القالة.
وتم إخلاء الشاطئين المحروسين البلح والحناية وشاطئ البريج غير المحروس ببلدية بالريحان، مع غلق الطريق الوطني رقم 84 بين القالة وبالريحان، وأشار المصدر إلى تجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية بما فيها الرتل المتحرك للحماية المدنية والفرقة الجهوية للتدخل، من أجل إخماد النيران المشتعلة التي كانت بدايتها من منطقة الريفية، قبل أن تتنقل ألسنتها إلى منطقة الحناية ومنها إلى سوق الرقيبات وشاطئ قمة روزة.
وتطرق المتحدث إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها فرق الإنقاذ والتدخل المشتركة من الحماية المدنية وأعوان الغابات، في إحكام السيطرة على الحريق وسط ظروف مناخية صعبة، بفعل موجة الحرارة الشديدة التي تجاوزت 48 درجة وهبوب الرياح الجنوبية الساخنة التي تسببت في انتشار ألسنة الحريق إلى المساحات الغابية الأخرى.
وسارع الوالي بعد نشوب هذا الحريق المهول والظروف المناخية الصعبة، لتشكيل خلية أزمة لمتابعة الوضع، فيما وقف الوالي عن كثب في الميدان، رفقة أعضاء اللجنة الأمنية للولاية، على عملية إخماد النيران والإمكانيات المادية والبشرية المسخرة لهذا الغرض، في حين لم تسجل أي خسائر في الممتلكات أو الأرواح و المواشي، ما عدا مساحات معتبرة من الأملاك الغابية والأحراش والأدغال التي أتلفتها النيران بين منطقتي الحناية وسوق الرقيبات، هذه الأخيرة أتلف بها 400 هكتار من الغابات.
وأكد المسؤول التحكم في الوضعية، بعد أن تم إخماد جميع الحرائق التي اندلعت وعددها 5، أكبرها حريق الحناية الذي تمت السيطرة عليه نهائيا بعد التدخل الجوي، في حين أن الأخرى التي تم إخمادها، فجلها عبارة عن نيران متفرقة اندلعت بمحاصيل زراعية، مشيرا إلى الرفع من حالة التأهب القصوى تحسبا لأي طارئ، فيما تقوم فرق في الميدان بمتابعة الوضع وحراسة المواقد التي تم إخمادها تفاديا لاشتعالها مجددا، مع القيام بعمليات استطلاعية دورية، خاصة عبر النقاط السوداء.
وأعلن الوالي في تصريح صحفي خلال وقوفه على عملية الإخماد ، أن الوضع تحت السيطرة بعدما تم إطفاء كل الحرائق التي اندلعت عبر 5 مواقع بكل من بوحجار، بوقوس، الريغية، الحناية وسوق الرقيبات، أهمها حريق الحناية الذي وصلت ألسنته إلى منطقتي الحناية وسوق الرقيبات، ما تطلب دعم المكافحة الجوية لإحكام السيطرة على الوضع، في حين أن باقي الحرائق الأخرى كان أغلبها بسيطا، مشددا على أن التدخل كان في الوقت المناسب من قبل كل المصالح و أن ما تسبب في نشوب هذه الحرائق، هي موجة الحرارة التي تجاوزت 50 درجة، مردفا أن الوضعية متحكم فيها من دون وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات والأرزاق، فيما تم تسجيل أضرار في الأملاك الغابية.
نوري.ح