أعلنت أمس وزارة الصحة في غزة، بأن المنظومة الصحية في غزة أصبحت عاجزة عن تقديم الخدمات للجرحى أمام الظروف المأساوية التي يتواجدون فيها واستمرار الاحتلال في ارتكاب مزيد من المجازر التي يذهب ضحيتها نساء وأطفال أمام مرأى العالم، كما يفرض جيش العدو الصهيوني حصارا على سكان شمال غزة بعد التوغل البري الذي أدى إلى فصل الشمال عن الجنوب، وكل من ينجو من القصف الصهيوني الهمجي يموت جوعا وعطشا بعد الحصار المفروض على هذه المناطق، وناشدت في هذا السياق حركة المقاومة الإسلامية حماس المجتمع الدولي من أجل التدخل العاجل، وإنقاذ حياة مئات الآلاف من سكان غزة المحاصرين بشمال القطاع.
و كشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية إلى 10.468 شهيدا وأكثر من 27 ألف جريح, وأوضحت الوزارة في تقريرها اليومي حول العدوان الصهيوني اليوم أن 10305 شهداء ارتقوا في قطاع غزة وأصيب أكثر من 25 ألفا. وفي الضفة الغربية ارتفع عدد الشهداء إلى 163 والجرحى إلى نحو 2300 وذلك منذ السابع من اكتوبر الماضي. وقالت إن من بين الشهداء 4237 طفلا و2719 سيدة و631 مسنا فيما بلغ عدد المفقودين نحو 2350 مواطنا بينهم أكثر من 1300 طفل. واشارت إلى توقف 18 مستشفى عن العمل من أصل 35 يضم مرافق للمرضى الداخليين, كما تم إغلاق 71 بالمائة من جميع مرافق الرعاية الأولية في جميع أنحاء غزة بسبب الأضرار أو نقص الوقود. وأوضحت أن الأطباء ما زالوا مجبرين على إجراء العمليات الجراحية دون تخدير. وأضافت الوزارة أن 117 ألف نازح إلى جانب الطواقم الطبية والصحية وآلاف المرضى يقيمون في المرافق الصحية. وذكرت أن هناك 1.5 مليون مواطن نزحوا في غزة داخليا, ما يعادل أكثر من 70 بالمائة من سكان القطاع حيث يعيش نحو 690.400 مواطن في 149 ملجأ طوارئ مخصصا للأونروا. كما يقيم 121750 مواطنا في المستشفيات والكنائس والمباني العامة الأخرى وحوالي 99,150 في 82 مدرسة غير تابعة للأونروا ويقيم النازحون المتبقون الذين يبلغ عددهم 600 ألف شخص مع عائلات مضيفة حيث انتقل 150 ألف مواطن لمراكز الإيواء في الأيام القليلة الماضية بحثًا عن الطعام والخدمات الأساسية.
وفي هذا السياق تحدث الملخص اليومي للمكتب الإعلامي لحركة حماس بغزة ليوم أمس الثلاثاء عن نفاذ المواد الغذائية والخبز وحليب الأطفال ومياه الشرب بمناطق الشمال، وحذرت من إصابة الأطفال بالجفاف والأمراض التي قد تؤدي إلى الوفاة، وأكدت الحركة بأن معظم مناطق غزة خصوصا المدينة والشمال وصلت حد المجاعة، حيث لا يوجد لا خبز ولا ماء ولا مواد غذائية، وتوقفت جميع المخابز في مدينة غزة وشمالها بعد استهدافها من قبل الاحتلال وعدم توفر الوقود، مما يهدد بكارثة خطيرة لحياة 900 ألف فلسطيني.
وفي الإطار ذاته تحدث أمس المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد اليزم عن عدم وصول أي مساعدات لسكان مدينة غزة وشمالها منذ 32 يوما، كما أشار إلى لجوء السكان لشرب مياه ملوثة بسبب قطع الاحتلال الماء عن غزة وشمالها.
من جهة أخرى يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عمليات القصف وارتكاب المجازر في مناطق جنوب وادي غزة، وهي المناطق التي طلب الاحتلال من السكان النزوح إليها، ووفق الملخص اليومي للمكتب الإعلامي لحركة حماس بغزة فإن قرابة 50 بالمائة من عدد الشهداء هم من مناطق جنوب القطاع، كما استمرت المجازر بمناطق المغازي، والزوايدة والبريج وخانيونس ورفح وغيرها من مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، وفي نفس الوقت استمر الاحتلال الصهيوني في استهداف مقومات الحياة في القطاع من قصف للمخابز في كل أرجاء غزة، وخزانات المياه في شمال القطاع، مما دفع بالسكان إلى استخدام مياه البحر المالحة للاستحمام والتنظيف.
وفي سياق متصل أكدت حماس بأن الحملة التي يقودها الناطق باسم جيش الاحتلال الإرهابي المتعلقة باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية هي عملية تحضير للعالم لاستقبال مجازر جديدة ترتكب في المستشفيات والمدارس وأماكن النزوح، ، خصوصا وأن الاحتلال استهدف أول أمس مستشفى النصر للأطفال ومستشفى الرنتيسي، وأطلق صاروخا على سطح أحد مباني مستشفى الشفاء، بعد يوم من استهداف مستشفيي الإندونيسي والقطري، وأكدت حماس على أن الاحتلال الصهيوني يسعى من وراء استهداف المستشفيات التي تضم إلى جانب المرضى والمصابين، مئات الآلاف من النازحين الذين هدمت بيوتهم تحت وطأة القصف، والمضي في خطته التي يسعى إليها للتهجير القسري للفلسطينيين عن أرضهم، كما تأتي كل هذه الاستهدافات العسكرية للمستشفيات في ظل انهيار كامل للقطاع الصحي، ونقص المستلزمات الطبية ونفاد الوقود، وتوقف معظم المستشفيات عن العمل وخروجها عن الخدمة.
نورالدين ع