أكد خبراء ومحللون، أمس، أن الهدنة التي كان يرفضها الكيان الصهيوني، تعتبر بكل المعايير انتصارا للمقاومة الفلسطينية والتي فرضت شروطها على الكيان والذي لم يبق أمامه، أي خيار إلا الرضوخ لمطالبها، كما اعتبروا أن ورقة الأسرى، أصبحت ورقة هامة وأن المقاومة جاهزة لكل السيناريوهات المحتملة ويرون أن الهدنة ستستمر لأيام أخرى، لأن الكيان مجبر على ذلك، بعدما سقطت كل السيناريوهات والمخططات الصهيونية.
اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 الدكتور رابح لعروسي في تصريح للنصر، أمس، أن اتفاق الهدنة، يشكل انتصار للمقاومة الفلسطينية في غزة، كون أن مسألة الهدنة، كانت غير مطروحة إطلاقا، فالكيان الصهيوني، كان يقول عند بداية عدوانه على القطاع، أنه لن يتحاور مع المقاومة والتي سماها بالحركة الإرهابية، وأنه لا بد من تدمير بنيتها العسكرية في غزة وتحرير الأسرى عن طريق التدخل البري وكل ذلك لم يتحقق وأمام زيادة الضغط داخل المجتمع الصهيوني، لاسيما من عائلات الأسرى الموجودين لدى المقاومة ، جعل ذلك الحكومة الصهيونية في وضع حرج.
ومن جهة ثانية، أشار المتدخل، إلى الضغط الخارجي الدولي، أمام تزايد الهجمة الشرسة للكيان على القطاع وخاصة الصور البشعة و الإجرام و الدمار وصور القتلى من الأطفال والنساء والمدنيين، في المقابل لم يقدم الاحتلال صورة واحدة لعناصر المقاومة أو أسير من المقاومة و هذا ما زاد الضغط الكبير على مستوى الرأي العام العالمي، حيث تم تنظيم العديد من المظاهرات في كبريات العواصم والمدن الغربية التي دعمت حكوماتها الكيان الصهيوني، أضف إلى ذلك الاحتجاجات في الولايات المتحدة الأمريكية ، مضيفا في السياق ذاته، أن كل هذا الضغط الكبير، جعل الكيان في عزلة، حيث اهتزت مكانته على مستوى الغرب وهذا يؤكد على أن الكيان الصهيوني، ذهب إلى الهدنة وشروط المقاومة ليس خيارا منه وإنما مرغما، فلم يبق أمامه أي خيار إلا الرضوخ لمطالب المقاومة الفلسطينية وهذا يعتبر أكبر إنجاز للمقاومة.
كما اعتبر أن ورقة الأسرى، أصبحت ورقة هامة جدا وقد حاول الكيان التشويش على هذه الهدنة و خرق بعض النقاط، لكن الضغوطات عليه من طرف الوسطاء والدوليين، جعله يلتزم بالقواعد والشروط.
وأضاف أن المقاومة، جاهزة لكل السيناريوهات المحتملة ونحن نعرف أن الكيان لا عهد له ، لأن لديه سوابق في هذا المجال.
وحول إمكانية تمديد الهدنة، أوضح المتحدث، أن الهدنة تدخل يومها الرابع وأن كل السيناريوهات وكل الخبراء يقولون، أنها ستستمر لأيام أخرى، لأن الكيان مجبر على ذلك، بعدما سقطت صورة الكيان وجيش الاحتلال و كل السيناريوهات والمخططات الصهيونية وعدم قدرته على مواصلة الحرب البرية، لافتا إلا أن الكيان لم يقدم دليلا واحدا على الأنفاق أو صواريخ تأتي من المستشفيات التي حاصرها وبالتالي مخططاته فشلت ولم ينجح في تحقيق أي هدف.
وقال أنه لولا الدعم من أمريكا والكتلة الغربية لما استطاع أن يستمر كل هذه الفترة في العدوان على غزة.
من جانب آخر ، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 الدكتور رابح لعروسي، أن طريقة تعامل المقاومة مع الأسرى، زاد من صورتها لدى الرأي العام الدولي و تبين أنها على حق وأنها تدافع عن أرضها كما أوضحت الفيديوهات التي نشرتها أنها كانت تستهدف الجنود وليس المدنيين وبالتالي فقد زاد ذلك من مكانة المقاومة الفلسطينية.
ومن جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ومدير معهد الحقوق بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة الدكتور عومار بلحربي، في تصريح للنصر، أمس، أن الهدنة والتي كان يرفضها الكيان الصهيوني، تعتبر بكل المعايير الاستراتيجية انتصار للمقاومة الفلسطينية والتي فرضت شروطها .
وأضاف أن المعاملة الإنسانية للأسرى من قبل المقاومة الفلسطينية، حسنت صورة المقاومة، لافتا إلى أن الرأي العام الدولي اليوم يزيد من تأييده للقضية الفلسطينية، مع الضغط الكبير على الكيان الصهيوني وكل من يؤيده وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار في هذا السياق، إلى التحول في الرأي العام الأمريكي وتخوف الرئيس الأمريكي جو بايدن من نتائج عكسية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأضاف أن هذه الهدنة وباعتراف المحللين وكل الساسة والاستراتيجيين في الدول الغربية هي انتصار كبير للمقاومة ولخيار المقاومة وسقوط كل الخيارات الأخرى كخيار التطبيع والانبطاح.
وقال أنه كلما كان هناك صمود، كلما كان هناك تجييش وزاد ضغط الرأي العام الدولي، خاصة على الإدارات والحكومات الغربية التي ترى أن الواقع الانتخابي المستقبلي مربوط بالقضية الفلسطينية، خاصة بعد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، وبالتالي من الصعب العودة إلى الحرب وقصف المدنيين والبيوت والمدارس والمستشفيات والمخيمات والكنائس والمساجد، في ظل هذه المتغيرات.
مراد -ح