توقفت سهرة أمس مسيرة المنتخب الوطني في النسخة 30 من العرس الكروي الإفريقي عند ربع النهائي عقب إنهزامه أمام نظيره الإيفواري في قمة وفت بكامل وعودها من حيث الإثارة و التنافس بين عملاقي القارة، و قدمت خلالها التشكيلة الجزائرية مردودا جيدا، لكن النجاعة الهجومية كانت من جانب «الفيلة»، التي عرف نجومها إستغلال أخطاء في المراقبة على مستوى دفاع الخضر لتسجيل أهداف، ليخرج أشبال غوركوف من هذه الدورة دون النجاح في بلوغ المربع الذهبي الذي كان مسطرا، و تبخر معه حلم ملايين الجزائريين في إمكانية الإستثمار في روح مونديال البرازيل لإحراز اللقب الإفريقي لثاني مرة في التاريخ.
المباراة كانت قمة في الإثارة و التنافس، و شهدت صراعا تكتيكيا كبيرا بهندسة فرنسية بين المدربين غوركوف و رونار، و لو أن النخبة الوطنية كانت الأحسن تنظيما و إنتشارا فوق أرضية الميدان منذ إعطاء الحكم الغامبي غاساما إشارة الإنطلاقة، على إعتبار أن بوقرة و رفاقه فرضوا ريتما سريعا و أحكموا سيطرتهم المطلقة على منطقة وسط الميدان، الأمر الذي أجبر الإيفواريين على التراجع كلية إلى الدفاع لسد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى حارسهم غبوهو، و سوداني فوت على «الخضر» فرصة إفتتاح مجال التهديف في الدقيقة 8 بعد توغل براهيمي على الجهة اليمنى من دفاع المنافس، و سوداني لم يحسن إستغلال الكرة المرتدة، حيث أن قذفته كانت ضعيفة و إستقرت من خلالها الكرة بين أحضان الحارس غبوهو.
تخوف «الفيلة» من المنتخب الجزائري تجلى في تحفظها الكبير في الهجوم، بدليل أن أول حملة هجومية جادة للإيفواريين كانت في الدقيقة 13 بعمل فردي قاده جيرفينيو على الجهة اليسرى، دون تشكيل خطورة على مرمى مبولحي، رغم أن مردود العناصر الوطنية تراجع نسبيا بعد الدقيقة 20، لأن قذفة محرز التي مرت جانبية كانت آخر فرصة للتشكيلة الجزائرية في هذا الشوط، على إعتبار أن منتخب كوت ديفوار سجل إستفاقة ملحوظة، بخروجه من قوقعته و محاولة نقل الخطر صوب مرمى مبولحي، و ذلك بالإعتماد على الفتحات العرضية الطويلة، و التي كاد أوريي على إثر إحداها أن يفتح باب التسجيل في الدقيقة 23، لولا أن الكرة إصطدمت بالقائم الأيسر لمرمى مبولحي، و هي اللقطة التي كانت بمثابة إنذار للدفاع الجزائري، غير أن بوقرة و مجاني لم يأخذا العبرة من هذه اللقطة، بدليل أن الدقيقة 26 عرفت نجاح الإيفواريين في الوصول إلى الشباك بنفس الطريقة، بعد كرة عرضية من غرادال صوب ويلفريد بونيي الذي تخلص من المراقبة في القائم الثاني، و أسكن الكرة برأسية محكمة في شباك مبولحي.
هذا الهدف و الذي جاء عكس مجرى اللعب، أثر نسبيا على معنويات العناصر الوطنية، رغم أن براهيمي و فغولي حاولا تقديم الإضافة لسوداني في القاطرة الأمامية، لكن من دون النجاح في تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الحارس غبوهو، لأن تحكم «الخضر» في الكرة قابله تجمع «الفيلة» في منطقتها، مع فرض داي سيري رقابة لصيقة على براهيمي لشل مساهمته في بناء الهجمات.
«فيزيونومية» المباراة لم تختلف في بداية الشوط الثاني، لأن المنتخب الجزائري واصل فرض إيقاع لعبه، و قد تمكن سوداني من تعديل النتيجة بعد عمل جماعي ختمه محرز بتمريرة على طبق صوب سوداني الذي أحسن إستغلال سوء تموقع المدافعين الإيفواريين و اسكن الكرة في الزاوية البعيدة لمرمى غبوهو.
إلى ذلك فقد تواصلت السيطرة الجزائرية على أطوار المباراة بالتحكم في منطقة وسط الميدان، لكن و في الوقت الذي أهدر فيه سوداني فرصة مضاعفة النتيجة إستفاد الإيفواريون من مخالفة نفذها يايا توري بكرة ميليمترية صوب زميله ويلفريد بونيي الذي إستغل خطأ في المراقبة من مجاني و أسكن الكرة برأسية محكمة في القائم الأول لمرمى مبولحي، و كان ذلك في الدقيقة 68. باقي أطوار المباراة عرفت رمي الخضر بكامل ثقلهم في الهجوم في محاولة للعودة في النتيجة، لأن أمل تكرار سيناريو «موقعة كابيندا» ظل يراود الجزائريين»، سيما بعد إقحام الثنائي بلفوضيل و سليماني لتفعيل القاطرة الأمامية، غير أن التكتل الكلي للمنافس في منطقته أحبط كل المحاولات الجزائرية، لتشهد الوقت بدل الضائع إطلاق جيرفينيو رصاصة الرحمة و قضاءه على آمال الجزائريين من هجمة مرتدة سريعة ختمها بقذفة إستقرت في شباك مبولحي، و تتوقف بالتالي مسيرة «الخضر» في هذه الدورة عند ربع النهائي وسط خيبة أمل كبيرة و تأثر اللاعبين بالإقصاء، رغم الآداء المقدم في هذه القمة. ص / فرطــاس