تتسابق أكثر من 500 وكالة سياحية على استقطاب الراغبين في أداء عمرة شعبان ورمضان، بتقديم أفضل الخدمات مقابل تسديد مصاريف إضافية لتتجاوز التكلفة الإجمالية لأداء العمرة 32 مليون سنتيم كأقل تقدير، وقد تتجاوز 150 مليون سنتيم لمن يطلبون خدمات مميزة.
كشف الديوان الوطني للحج والعمرة أمس عن ترشيح أكثر من 530 وكالة سياحية لتنظيم موسم العمرة، تم انتقاؤها وفق دفتر شروط يتضمن جملة من المعايير، من بينها مشاركة سابقة في تنظيم العمرة أو الحج أو رحلات سياحية من طرف الوكالة، وذلك بهدف ضمان أحسن تكفل بالمعتمرين.
وباشرت الوكالات المعنية في عرض خدماتها على الراغبين في السفر إلى البقاع المقدسة لأداء العمرة، مع تحديد المصاريف التي تتراوح ما بين 28 و32 مليون سنتيم بالنسبة لمن يطلبون خدمات عادية من إطعام ونقل وسكن، وقد تفوق 150 مليون سنتيم في حال اختار المعتمر الإقامة في أبراج تطل على الحرم المكي.
وأفاد في هذا السياق صاحب وكالة « ترافل» حمزة زرقاط في تصريح للنصر، بأن تكاليف العمرة تحددها نوعية الخدمات وكذا مستوى الطلب على العمرة، مسجلا بعض التراجع في عدد المرشحين لأداء عمرة شعبان، موضحا بأن جل من قصدوا الوكالات السياحية فضلوا تأجيل أداء مناسك العمرة إلى غاية بداية شهر رمضان، مع تسديد مبلغ اضافي يقدر بحوالي 4 ملايين سنتيم عن الشخص الواحد، نظرا لفضائل عمرة رمضان، لا سيما في النصف الثاني من هذا الشهر.
وتنطلق عمرة رمضان يوم 3 مارس المقبل، أي حوالي أسبوع قبل بداية الشهر الفضيل، وبحسب المصدر فإن أغلب المرشحين لأداء العمرة أصروا على الانتظار إلى غاية حلول شهر رمضان من أجل السفر إلى البقاع المقدسة رغم ارتفاع المصاريف الإجمالية التي قد تتعدى سقف 40 مليون سنتيم إذا كان الفندق يقع غير بعيد عن الحرم المكي.
وأضاف المتدخل بأن الوكالات السياحية اعتادت في السنوات الأخيرة تنظيم رحلات خاصة برجال الأعمال والميسورين مقابل تكاليف وصلت هذه السنة إلى 200 مليون سنتيم للشخص الواحد، وهي تتضمن خدمات مميزة من بينها الإقامة في الأبراج، مع تسخير سائق خاص بالزبون، وسيارة فارهة من أجل ضمان راحة المعتمر طيلة فترة السفر إلى غاية العودة إلى أرض الوطن.
كما تسهر الوكالات على تجنيد عدد من المرشدين لتأطير المعتمرين، سيما وأن أغلبهم من كبار السن، وتتعرض الوكالات المخالفة لدفتر الشروط إلى عقوبات صارمة من قبل الديوان الوطني للحج والعمرة، قد تصل إلى غاية الاقصاء من المشاركة في تنظيم الموسم، علما أن الوكالة يربطها عقد مع الزبون يتضمن جملة من البنود وجب التقيد بها.
ويفسر أصحاب وكالات السياحة والسفر كثرة الإقبال على عمرة رمضان، بصعوبة الفوز في قرعة الحج، لذلك يفضل عديد الأفراد أداء مناسك العمرة في الشهر الفضيل، مع الإصرار على النصف الثاني منه، مما جعل الوكالات السياحية تواجه بعض الصعوبات في تأطير المعتمرين، وتوزيعهم على برنامج الرحلات بطريقة متوازنة بين شهري شعبان ورمضان.
ويقتصر دور ديوان الحج والعمرة على مرافقة الوكالات السياحية، دون التدخل في تنظيم الرحلات والتكفل بالمعتمرين عكس موسم الحج، حيث يعود إليه النصيب الأكبر من الحجاج الجزائريين مقارنة بالوكالات الخاصة.
كما يقوم ديوان الحج والعمرة بتقييم موسم العمرة وتتبع نشاط كل وكالة، ومدى التزامها ببنود دفتر الشروط، وذلك تحسبا للمواسم القادمة من أجل تفادي النقائص التي قد تسجل، سيما في حال تلقي شكاوى من المعتمرين.
لطيفة بلحاج