سجلت الوكالات السياحية تراجع الطلب على عمرة رمضان مقارنة بمواسم ماضية، مؤكدة بأن الإقبال على أداء مناسك العمرة في النصف الأول من الشهر الفضيل كان واضحا، مما دفع بعديد الوكلاء إلى إلغاء رحلات كانت مبرمجة بالتنسيق مع شركات الطيران.
أفاد مدير وكالة زمزم للسياحة والأسفار لطفي شعوي في تصريح "للنصر" بأن عدد المعتمرين منذ انطلاق الموسم الحالي شهد تراجعا ملحوظا خلافا لسنوات ماضية، قائلا إن نشاط الوكالات المختصة في تنظيم العمرة تراجع بشكل كبير منذ بداية رمضان عكس التوقعات، بعد أن كان الطلب على أداء المناسك في هذه الفترة من السنة يصل إلى مستويات قياسية.
وأرجع المصدر انخفاض الطلب على أداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان إلى ارتفاع تكاليف العمرة بصفة عامة، بسبب الزيادة في تسعيرة تذكرة السفر التي بلغت 140 ألف دج ذهابا وإيابا، إلى جانب ارتفاع مصاريف الإعاشة والإقامة في الفنادق بنسبة بلغت حوالي 20 بالمائة.
وأوضح مسؤول وكالة زمزم للسياحة والأسفار بأن تكلفة العمرة تراوحت ما بين 24 و30 مليون سنتيم للفرد في حال الإقامة في غرف جماعية، وما بين 40 و50 مليون بالنسبة لمن حجزوا في فنادق ذات غرف ثنائية تقع بالقرب من الحرم المكي، مبررا هذه الأسعار بالزيادة في تكاليف تأجير العمائر من قبل الوكلاء السعوديين.
وأضاف المتدخل بأن تراجع العدد الإجمالي للمعتمرين أضحى ظاهرة عامة لا تقتصر على الجزائر فقط، بل يشمل مختلف الدول المعنية بتنظيم الموسم، وهو ما أثر بشكل واضح على عدد الوافدين على البقاع المقدسة لأداء هذه المناسك، ومرد ذلك إلى ارتفاع التكاليف الإجمالية لأداء المناسك بسبب مراجعة تسعيرة الإقامة والإعاشة وتذاكر السفر.
ويرى المصدر بأن العدد الكبير للمعتمرين تم تسجيله بعد زوال جائحة كورونا، مما شكل ضغطا على الوكالات السياحية في تلك الفترة، سيما وأن العديد ممن أدوا المناسك في تلك السنة كانوا مسجلين على مستوى الوكالات، واضطروا إلى تأجيل أداء العمرة بسبب وقف الرحلات الجوية خلال الجائحة، فكان لزاما على الوكالات تلبية كافة الطلبات العالقة. وتصل مصاريف العمرة إلى أقصاها في النصف الثاني من شهر رمضان، بسبب الإقبال على أداء المناسك لما لها من فضل كبير، سيما بالنسبة للأفراد الذين لم يسعفهم الحظ في الانضمام إلى قائمة المرشحين لأداء مناسك الحج إثر إجراء عملية القرعة التي تؤطرها المجالس الشعبية البلدية.
ويضيف السيد لطفي عشوي بأنه على الرغم من تسجيل ارتفاع في عدد المسجلين لأداء العمرة في النصف الثاني من رمضان مقارنة بالنصف الأول من الشهر، إلا أن التراجع في العدد العام لطالبي العمرة في رمضان يظل السمة العامة التي تطبع هذا الشهر، في وقت كانت معظم الوكالات السياحية تعول على تدارك ما فاتها منذ بداية الموسم من أجل ضمان الاستمرار في النشاط.
ووصلت مصاريف عمرة النصف الثاني من رمضان ما بين 35 و45 مليون سنتيم بالنسبة للغرف الرباعية، وحوالي 52 مليون بالنسبة للغرف الثنائية التي لا تبعد عن الحرم المكي سوى بـ 500 م، ويؤكد مدير وكالة زمزم للسياحة والأسفار في هذا الصدد بأن قلة الطلب على أداء العمرة دفع بالكثير من الوكلاء إلى إلغاء الرحلات التي تم برمجتها سابقا، والسعي مع شركات الطيران لتعويض أسعار التذاكر ولو بنسبة 50 بالمائة.
لطيفة بلحاج
