أشرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، بقصر المعارض بالصنوبر البحري، على افتتاح الطبعة الـ55 لمعرض الجزائر الدولي، بمشاركة نحو 700 عارض وطني واجنبي، لا سيما من تركيا التي تشارك كضيف شرف هذه الطبعة المنظمة تحت شعار “جسر للتبادل وفرص الشراكة والاستثمار”.
واستهل رئيس الجمهورية جولته عبر أروقة المعرض بزيارة الجناح التركي، حيث استمع إلى عروض حول مختلف الشركات التركية المشاركة في المعرض، بحضور نائب رئيس جمهورية تركيا، جودت يلماز، التي تشارك بلاده كضيف شرف هذه الطبعة من معرض الجزائر الدولي، المنظمة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية. بعدها وقف رئيس الجمهورية عند جناح دولة فلسطين أين تلقى شروحات حول الصناعات الفلسطينية، لاسيما شركة جالا لصناعة الأدوية المؤسسة سنة 1944.
وتابع رئيس الجمهورية زيارته لأجنحة المعرض حيث تلقى شروحات حول المستشفى العسكري الميداني التابع لوزارة الدفاع الوطني، كما اطلع على مستجدات مؤسسة تطوير صناعة السيارات التابعة لمديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني. كما توقف رئيس الجمهورية عند مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة واطلع على جديدها، ولاسيما البنادق القناصة المصنعة محليا.
كما تنقل رئيس الجمهورية إلى جناح المؤسسات الناشئة أين استمع للشباب العارضين وتعرف على قدراتهم الابداعية وتحكمهم في أحدث التكنولوجيات. وقبيل زيارته لأجنحة المعرض، استمع رئيس الجمهورية لعرض قدمه وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، حول النتائج الأولية للسياسة الوطنية لترقية الصادرات ضمن رؤية (2020-2030)، أين لفت إلى التطور الكبير الذي حققته الصادرات الجزائرية خارج المحروقات، بانتقالها من 3،8 مليار دولار على أكثر تقدير قبل سنة 2020 إلى 7 مليار دولار هذه السنة والتي ينتظر أن تقفز إلى 29 مليار دولار بحلول سنة 2030.
كما استمع رئيس الجمهورية إلى عرض حول تطور معرض الجزائر الدولي خلال السنوات الأخيرة، حيث انتقل عدد العارضين الأجانب من 15 دولة سنة 2019 إلى أكثر من 30 دولة هذه السنة، وهو ما يعكس، حسب عرض الوزير، «جاذبية مناخ الأعمال في الجزائر نتيجة الإصلاحات العميقة التي جسدت منذ سنة 2020».
تركيا ضيف شرف المعرض الدولي
ويشارك في معرض الجزائر الدولي نحو 700 عارض وطني و أجنبي يمثلون حوالي 20 دولة على غرار تركيا التي تشارك بصفة ضيف شرف، حيث حضر مراسم افتتاح الطبعة الـ 55 وفد تركي رفيع المستوى برئاسة نائب الرئيس جودت يلماز، الذي قال في منشور عبر منصة إكس: «شاركنا، بدعوة كريمة كضيف شرف، في افتتاح الدورة الـ55 لمعرض الجزائر الدولي، برفقة فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، السيد عبد المجيد تبون». وأضاف: «شهد معرض الجزائر الدولي الـ55 إقبالاً كبيراً من أكثر من 80 شركة تركية تعمل في مجالات متنوعة مثل صناعة الدفاع، والألبسة الجاهزة والنسيج، وصناعة الماكينات، والسيارات، والمنتجات المستهلكة المتينة، بما في ذلك الشركات الناشطة في السوق الجزائري».
وتابع: «قمنا بزيارة أجنحة الشركات التي تمثل بكل فخر بلدنا في المعرض، بمرافقة وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية السيدة ماهينور أوزديمير ووزير التجارة السيد عمر بولاط، حيث أكملنا جولتنا في الاتصالات واللقاءات في الجزائر». وأردف: «نتمنى أن يسهم معرض الجزائر الدولي الـ55 في تعزيز العلاقات التجارية والثقافية بين بلدينا. نشكر فخامة الرئيس الجزائري السيد تبون وكافة المسؤولين الجزائريين على حسن استضافتهم، ونوجه مودتنا للشعب الجزائري الشقيق والصديق».
إبراز الإنتاج الوطني وترقية الاستثمار
وستعرف هذه الطبعة من المعرض، على مدار قرابة الأسبوع، برنامجا ثريا يضم عددا من الندوات واللقاءات الاقتصادية، على غرار منتديات الأعمال الثنائية بين الجزائر وكل من جمهورية التشيك وباكستان وتنزانيا، وسيضم المعرض، الذي سيميزه هذه السنة عودة كل من كندا وجمهورية التشيك، ما لا يقل عن عشرة قطاعات نشاط اقتصادي، ستكون حاضرة خلال هذه الطبعة التي من المنتظر ان تستقطب ما لا يقل عن 400 ألف زائر.
وبحسب المنظمين، تشكل هذه التظاهرة «منصة فعالة لربط علاقات أعمال مهنية على الأمد الطويل، وفرصة لاستكشاف المميزات الثقافية والسياحية للجزائر ولدول أخرى». ومن ضمن القطاعات والشُّعَب التي ستكون ممثلة في التظاهرة، قطاع الفلاحة والصناعة التحويلية والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العمومية والخدمات والصناعات البتروكيميائية.
ويستهدف المعرض إبراز قدرات الإنتاج الوطني والمساهمة في ترقية الاستثمار والتبادل في كافة المجالات، وفق مجمع صافكس، الذي يؤكد أن معرض الجزائر الدولي «مصنف من بين أهم المواعيد الدولية التي تعكس بشكل خاص التطور الاقتصادي الوطني، بما يعزز التبادلات التجارية والمهنية، من خلال تهيئة مناخ ملائم للشراكة والاستثمار الأجنبي المباشر».
و بالموازاة مع هذه الطبعة، تم إعداد برنامج ثري على مدار التظاهرة (24- 29 جوان) يتمحور بالأساس حول إبراز الروابط التي تجمع الجزائر بتركيا وثقافة وتراث هذا البلد، من خلال ندوات وعروض فنية مختلفة.
ع سمير