حذر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي من مخاطر استعمال المفرقعات والألعاب النارية في الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف، جراء ما تسببه سنويا من حوادث أليمة تؤدي كثير منها إلى إعاقات مستديمة، معلنا عن رفع حالة التأهب على مستوى المصالح الاستشفائية طيلة أسبوع كامل.
نشط وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي يوم الخميس لقاء تحسيسيا حضره ممثلون عن وزارة الشؤون الدينية والداخلية وكذا مصالح الحماية المدنية التذكير بمخاطر استعمال الألعاب النارية في الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، داعيا الأسر الجزائرية إلى المساهمة في إحياء المناسبة في ظروف آمنة خالية من الحوادث الأليمة الناجمة عن استعمال الألعاب النارية، التي تؤدي إلى إصابات خطيرة وعاهات مستديمة لاسيما لدى الأطفال.
وأعلن عبد الحق سايحي عن تجنيد مصالح الاستعجالات والجراحة عبر كافة المؤسسات الاستشفائية طيلة أسبوع كامل للتكفل بالإصابات المحتملة، فضلا عن تسخير الوسائل الطبية والأدوية لمواجهة الحالات الطارئة، مشددا على أهمية الحملات التحسيسية التي تقوم بها كل سنة وزارة الشؤون الدينية والحماية المدنية إلى جانب الوسائل الإعلامية للوقاية من أخطار الألعاب النارية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
وجدد المتدخل التأكيد على ضرورة مساهمة الجميع من أجل أن تمر هذه المناسبة التي يوليها المجتمع الجزائري أهمية قصوى في أمن وسلام، باغتنام ذكرى مولد المصطفى لتعزيز الجانب الروحي لدى الأفراد، عبر التذكير بخصال النبي وبهديه وتخليد الرسالة التي جاء بها، حتى لا تتحول الفرحة إلى مأساة.
وأفاد الوزير بأن رفع المستوى الحسي لدى المواطنين في إطار الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف يكون بتنظيم جلسات للموعظة والإرشاد الديني بين أفراد العائلة، وكذا بترسيخ العادات والتقاليد التي تنتهجها الأسر الجزائرية في الاحتفال بالذكرى، بتنظيم التجمعات العائلية وتقاسم الفرحة في أجواء هادئة.
كما نبه الوزير إلى حجم الخسائر المادية الناجمة عن الاستعمال المفرط للمفرقعات والألعاب النارية، الذي يتسبب في هدر أموال طائلة من أجل اقتناء هذه المواد الخطرة، فضلا عن المخاطر الصحية التي يتعرض لها الأشخاص كل سنة، كاشفا عن تسجيل 70 حالة إصابة ناجمة عن الألعاب النارية السنة الماضية بأحد مستشفيات العاصمة، من بينها 5 حالات أدت إلى إعاقات دائمة.
وأضاف المصدر بأن مصالح الاستعجالات الطبية تظل كل سنة في حالة استعداد تام وتأهب قصوى لاستقبال المصابين من الأطفال بسبب استخدام الألعاب النارية وذلك قبل وخلال وبعد إحياء المناسبة، من أجل التكفل بالحالات التي تصلها، وهي في الغالب صعبة ومعقدة، تتطلب القيام بالتدخلات اللازمة من قبل الفرق الطبية المختصة.
وقال الوزير إن مصالحه أعدت العدة تحسبا لهذه المناسبة ذات الطابع الاجتماعي والديني، لكنها تنتظر أن يمر الاحتفال بالمولد النبوي بعيدا عن العادات الدخيلة التي لا تمت بصلة للجانب الروحي في الاحتفال بمولد خير الخلق، مشددا في إطار الندوة التحسيسية على أهمية التوعية بمخاطر المفرقعات، وكذا بالصعوبات التي تواجه الأطقم الطبية بالاستعجالات جراء عدم التقيد بالنصائح والإرشادات التي يقدمها أهل الاختصاص.
وناشد عبد الحق سايحي الجزائريين لتكريس الممارسات الصحيحة ضمن إحياء مناسبة المولد في إطار العادات والتقاليد، عبر تنظيم التجمعات العائلية وتقاسم الأطباق التقليدية المعروفة، في أجواء روحانية، دون تشجيع الأطفال على اقتناء المفرقعات واستعمالها، مؤكدا بأنه في السنة الماضية تلقى أحد المستشفيات حالة جد خطرة أدت إلى فقدان نعمة البصر لدى أحد الأطفال، بسبب المفرقعات، وحرمانه من مواصلة المشوار الدراسي.
لطيفة بلحاج