دعا أمس أعضاء الأكاديميات الإفريقية للعلوم، من الجزائر إلى ضرورة تعبئة المهارات العلمية والتكنولوجية في مختلف بلدان القارة واستثمارها في تسريع التنمية، مشددين على ضرورة وضع كل الوسائل البحثية في متناول الباحثين الأفارقة وإشراكهم في وضع السياسات وبرامج التنمية المستدامة، وتسخير المناخ الملائم والجاذبية الكافية لمقاومة الاستراتيجيات الأجنبية لتحويل النخب نحو البلدان المتقدمة.
وفي هذا الصدد دعا رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات، محمد هشام قارة، خلال إشرافه بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" على افتتاح أشغال الاجتماع السنوي للأكاديميات الإفريقية للعلوم (أماسا 2024)، تحت شعار "الموارد والعلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية في إفريقيا"، إلى بناء قاعدة بحثية محلية مستقلة تخدم اقتصاد القارة أكثر من أي وقت مضى أمام التحولات العالمية الراهنة.
وشدد السيد قارة في هذا الصدد على ضرورة أن تعول إفريقيا على قدراتها الخاصة، "الكثيرة والمتنوعة بالنظر لما تزخر به من موارد طبيعية وقدرات بشرية''، من أجل تحقيق إقلاع اقتصادي وتنموي بكفاءات محلية، سيما وأن القارة السمراء تمتلك كما قال حوالي 30 بالمائة من احتياطيات العالم من المعادن، كما تمتلك 24 بالمائة من الأراضي الصالحة للزراعة و10 بالمائة من المصادر القارية للمياه العذبة المتجددة.
كما أكد على ضخ الأموال الضرورية والكافية لبعث بحث مستدام ذو مستوى عالمي و استقطاب أكبر عدد ممكن من الباحثين والمبتكرين، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مختلف بلدان القارة، مسجلا بأن تمويل مشاريع البحث في القارة الأفريقية لا يتجاوز 0.42 بالمائة فقط، في تناقض صارخ مقارنة مع المتوسط العالمي الذي يبلغ1.7 بالمائة. وأشار إلى أن لقاء الأكاديميات الإفريقية للعلوم يسعى إلى تسليط الضوء على الفرص المتاحة لقارتنا من خلال التحول الرقمي و الذكاء الاصطناعي و العلم المفتوح والتمويل المتعلق بالمناخ وذلك بالاستخدام الذكي للدبلوماسية العلمية لإقناع صناع القرار بآفاق العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل التنمية سواء في المفاوضات الدولية أو على المستوى القاري أو الوطني.
وفي سياق ذي صلة أكد الدكتور قارة بأن الجزائر التي تدرك جيدا إمكانيات أفريقيا "لطالما التزمت بالعمل على إنعاشها كما تبينه المشاريع الحيوية المشتركة مع القارة، مثل أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يربط نيجيريا بأوروبا، ومشروع الألياف البصرية الذي يربط الجزائر بنيجيريا، وإنشاء خطوط جوية جديدة مع عدة عواصم إفريقية، وتخصيص مليار دولار للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي الموجهة لأفريقيا. وكذا المساهمة في تكوين النخبة الإفريقية بما يفوق 65 ألف طالب أفريقي منذ استقلالها.
واعتبر بأن كل هذه الإنجازات تعزز مشروع التكامل الإقليمي و تقربنا من تحقيق الرؤية الشاملة التي يسعى إليها اتحادنا الأفريقي في أجندته لمطلع 2063 و التي توفر إطارا متينا لإصلاح مظالم الماضي وجعل القرن الحادي والعشرين قرن أفريقيا.
من جهته شدد رئيس شبكة الأكاديميات الإفريقية ماهوتون نوربرت هونكونو، على ضرورة إشراك أصحاب القرار السياسي، للباحثين الأكاديميين في وضع السياسات التنموية، وإزالة كل العقبات أمام برامج البحث والتطوير من أجل الوصول إلى استغلال كل موارد القارة من طرف أبنائها.
و تم التأكيد خلال مختلف المداخلات التي تم تقديمها إلى ضرورة إقامة جسور تعاون بين العلماء والباحثين الأفارقة من خلال الأكاديميات الإفريقية الـ 30 للعلوم من أجل بلورة حلول محلية لمختلف المشاكل المطروحة، سعيا لتحقيق تنمية مستدامة في القارة الإفريقية بواسطة أبنائها.
ع.أسابع