الجمعة 20 ديسمبر 2024 الموافق لـ 18 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

خلال جلسة إحاطة رفيعة المستوى في مجلس الأمن الدولي: الجزائر تدعو إلى منع سوء استخدام الذكاء الاصطناعي العسكري

دعا ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أول أمس الخميس، إلى وضع إطار ملزم يمنع سوء استخدام الذكاء الاصطناعي العسكري بما ينتهك القانون الدولي والقانون الإنساني.

وقال السفير عمار بن جامع في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي ، خلال جلسة إحاطة رفيعة المستوى حول الذكاء الاصطناعي في إطار بند "صون السلم والأمن الدوليين"، أن "الأوان قد آن من أجل وضع إطار ملزم يمنع سوء استخدام الذكاء الاصطناعي العسكري بما ينتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وشدد على أن "القانون الدولي ليس اختياريا في هذا المجال الجديد، فإن ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ العمل الإنساني وحقوق الإنسان ليست اقتراحات، فهي لا تزال الأساس لأي تطبيق عسكري للذكاء الاصطناعي".

وتابع قائلا: "فلننظر إلى ما حققناه باعتمادنا خلال هذه السنة، اتفاقية دولية شاملة بشأن مكافحة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض إجرامية، بقيادة الجزائر بلادي، وهذا يثبت أن العمل متعدد الأطراف المجدي، ليس ممكنا فحسب وإنما هو حتمي، فالخيار أمامنا لا يمكن أن يكون متحيزا، يمكن أن نترك للذكاء الاصطناعي أن يعمق عدم المساواة والتسبب في كوابيس أمنية أو أن نستفيد منه من أجل السلام والأمن و التنمية في كل الدول".

وأشار بن جامع، إلى أن "استراتيجية الذكاء الاصطناعي في القارة الإفريقية والاتفاق الإفريقي ليست مجرد سياسات وإنما رؤية لكي يستغل الذكاء الاصطناعي كقوة من أجل السلام والأمن والتحول الإيجابي".

وأضاف، أنه من أجل هذه الرؤية والاستجابة للتحديات، "هناك خمسة تدابير بالغة الأهمية وهي: إنشاء آليات دورية شاملة للجميع تعتني بالخبرة الأمنية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث الدول النامية ليست مجرد مراقبة وإنما مشارك متكافئ في صنع المستقبل، وإنشاء إطار عالمي لذكاء اصطناعي مسؤول يوازن بين السيادة الوطنية والتعاون الدولي وليس أحدهما على حساب الآخر، إطلاق برامج بناء قدرات محددة الهدف في الذكاء الاصطناعي، لأن المعرفة ليست مجرد قوة وإنما هي النجاة والبقاء على قيد الحياة، بالإضافة إلى وضع بروتوكولات ذات شفافية من أجل سلامة الذكاء الاصطناعي، لأنه في عصر الرقمية، الشفافية ليست اختيارا، وكذا بناء بنية تحتية رقمية متينة ودعم الدول النامية في وضع استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، لأنه ما من دولة ينبغي لها أن تتخلف عن هذه الثورة".

وذكر ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، أن "الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يتنبأ بنزاعات وينهض بحفظ السلام ويحسن الاستجابة الإنسانية ويعجل بالتنمية المستدامة، ولكن رغم ذلك فالمخاطر على نفس درجة الضخامة" ، لافتا إلى أن "هناك ثلاثة تحديات أساسية أمامنا وهي: تنامي الفجوة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتي تهدد بترك الدول النامية خلفها، فهذا لا يتعلق بالأجهزة والخوارزميات فحسب وإنما يتعلق بالسيادة والأمن و بالحق المقدس للدول في أن ترسم مسارها بنفسها، وكذا المشهد الجديد الذي يحمل التهديدات الجديدة، حيث الذكاء الاصطناعي يمكن الهجمات العابرة للحدود، إذ يمكن أن يضر بالمجتمعات ويتلاعب بالمعلومات وأن يسمم العقول، بالإضافة إلى أن نشر نظم الذكاء الاصطناعي بدون ضمانات كافية يمكن أن يصعد النزاعات ويهدد سلام الأمن الدولي".

وذكر بن جامع، أن "الجزائر تتعامل مع هذه التحديات من خلال مبادرات استراتيجية تجمع بين الأمن والتنمية، فالاستراتيجية الوطنية للبحث والابتكار المتعلقين بالذكاء الاصطناعي 2020 / 2030، تعطينا إطارا شاملا لتطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول، بدعم من المجلس العلمي الوطني المعني بالذكاء الاصطناعي ومعاهد التعليم ومؤسسات التعليم العالي المتخصصة" ، مشيرا إلى أن "الجزائر استضافت مطلع هذا الشهر، المؤتمر الإفريقي الثالث للشركات الناشئة، الذي جمع بين أكثر من 500 شركة ناشئة من 50 دولة إفريقية بما برهن على التزام قارتنا بنظم الذكاء الاصطناعي التي تخدم احتياجات الشعوب مع احترام الضروريات الأمنية في آن واحد".

تجديد الدعوة إلى إدانة قوية لأي تدخل خارجي في السودان

على صعيد آخر، جدد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، أول أمس، في نيويورك، باسم مجموعة أ3+ (الجزائر وسيراليون والموزمبيق وغيانا)، الدعوة إلى إدانة قوية وصريحة لأي تدخل خارجي في السودان.

وقال بن جامع في تصريح مشترك باسم مجموعة أ3+ ، خلال اجتماع لمجلس الأمن مخصص للسودان، إنه "من الضروري وضع حد نهائي للتدخلات الخارجية، وبالتالي نكرر دعوتنا لإدانة قوية وصريحة لأي تدخل أجنبي في السودان ونطالب بالاحترام الكامل لنظام العقوبات المعمول به وحظر الأسلحة من قبل جميع الدول الأعضاء".

وذكر بن جامع، أنه رغم الجهود التي بذلها مجلس الأمن، خلال سنة 2024 للمساهمة في تخفيف حدة التوترات وجمع الأطراف حول اتفاق وقف إطلاق النار، لا يزال العالم "يشهد تدهورا مستمرا للوضع على أرض الواقع".

وتابع قائلا: "حان الوقت لجميع أطراف النزاع للمشاركة في مسار سياسي هادف وشفاف يقوده السودانيون تحت رعاية الأمم المتحدة، مع وضع حماية المدنيين كهدف رئيسي ومشترك"، مؤكدا ضرورة أن يقدم المجلس دعما أكبر للجهود الدبلوماسية.

وأشار بن جامع إلى أن "المشاركة في الجهود الدبلوماسية بنية صادقة لتحقيق وقف إطلاق النار تعتمد أولا على إرادة الأطراف السودانية، وكذلك على دعم الشركاء على المستوى الإقليمي والدولي".

من جهة أخرى، أشاد بن جامع بإعلان الحكومة السودانية، نيتها فتح المطارات للرحلات الإنسانية، وكذلك إنشاء جسر جوي إلى المناطق المتضررة، إضافة إلى المساعدة التي قدمها برنامج الأغذية العالمي في 22 نوفمبر الماضي، ما سمح بإيصال مساعدات غذائية إلى مخيمات النازحين في زمزم.

وفي هذا الصدد، قال ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة "ندعو الحكومة السودانية إلى مواصلة هذه الإجراءات الإيجابية، والاستمرار في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لصالح جميع المتضررين من هذه المأساة"، مؤكدا أن هذا المجلس مطالب "بالالتزام الإيجابي والبناء تجاه الوضع في السودان لدعم جهود السلام في هذا البلد المهم ومنع انتشار النزاع و تأجيجه في المنطقة وعلى مستوى القارة".

م -ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com