جدّد رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، مطالبة فرنسا بالاعتراف بالجرائم المرتكبة في حق الجزائريين إبان الفترة الاستعمارية، و أكد عدم التخلي عن الذاكرة وصونها والحفاظ عليها.
وقال الرئيس في خطابه للأمة، أمس، من أمام غرفتي البرلمان مخاطبا الطرف الآخر « أنا لم أطلب منك الاعتذار عما اقترفه أجدادك، ولم أطلب منك التعويض المادي لأن مال الدنيا لا يعوض شهيدا واحدا، لكن على الأقل اعترف بذلك».
وأسهب رئيس الجمهورية في الحديث عن المجازر تلو المجازر التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في حق أجيال كاملة من الجزائريين منذ بداية الاستعمار، حتى وصل عدد الشهداء إلى 5 ملايين و 630 ألف شهيد، وعليه شدد التأكيد على عدم تخلي الدولة عن الذاكرة والعمل على صونها.
وفي نفس السياق فند الرئيس الرواية الاستعمارية التي تقول إن الجزائر كانت مستنقعا، وأن الاستعمار جلب الحضارة لها، وقال إن 90 من المائة من الجزائريين كانوا متعلمين عند دخول الاستعمار باعتراف الضباط الفرنسيين، وعند خروجه كان 90 من المائة من السكان أميين، كما كانت الجزائر تقدم القمح لفرنسا ولدول أوروبية أخرى.
و شدد على أن الجزائريين لن تغريهم الأموال لكنهم لن يتخلوا عن الذاكرة وكرامة أجدادهم، لافتا إلى أن الصراع مع المستعمر السابق حول الذاكرة لا خلفيات من ورائه، لكن الجزائر ستحاسب المستعمر السابق مع التاريخ لأن الأرقام موجودة، فهناك أكثر من 500 جمجمة لمقاومين جزائريين موجودة في فرنسا ولم يسترد منها سوى 24 فقط، كما أن فرنسا التي أصبحت دولة نووية تركت لنا الإشعاعات النووية حيث ما يزال سكان الجزائر يعانون منها إلى اليوم، لذلك من الواجب على فرنسا أن «تنظف ما تركته من أوساخ»- يؤكد رئيس الجمهورية.
وبالنسبة للرئيس فإن حل موضوع الذاكرة يستوجب الجلوس حول طاولة واحدة وكشف كل ما هو موجود والاعتراف بذلك، وعند وضع نصب تذكاري للأمير عبد القادر وسط باريس، عندها يمكن القول إن الوعي قد عاد للطرف الآخر ويمكن فتح صفحة جديدة.
إ-ب