* محطة تحلية مياه البحر بوهران تدخل الخدمة بداية فيفري
كشف وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة محمد عرقاب، أمس، أن محطة تحلية مياه البحر الرأس الأبيض بوهران، ستدخل الخدمة وإنتاج المياه في الأسبوع الأول من شهر فيفري المقبل، وأن نسبة الإنجاز الإجمالية بها وصلت 91,7 بالمئة، على أن تدخل باقي المحطات الخمس عبر الساحل الجزائري الإنتاج تواليا بما أنها تشهد تقدما في الانجاز، كما أعلن عن الانطلاق في إنجاز 6 محطات جديدة للتحلية في غضون سنة 2025.
وقال الوزير، أمس، عقب عرض مفصل عن مشروع محطة التحلية «كابلون» بوهران، خلال زيارته التفقدية للمحطة ومشاريع أخرى، أن الدولة سخرت إمكانيات ضخمة لإنجاز هذه المحطات من أجل تجسيد الخدمة العمومية للمياه لصالح المواطنين، وأنه وفقا للتعهدات ستصل مياه محطة الرأس الأبيض للمواطنين في وهران وبعض المناطق المجاورة قبل شهر رمضان، مضيفا «وصلنا لنتيجة كبيرة جدا وذات قيمة إضافية للاقتصاد الوطني». و دعا عرقاب القائمين على الإنجاز والتشغيل لضرورة وضع خطة دقيقة تتمثل في ضرورة تعديل برنامج توزيع الكهرباء على المحطات الثانوية الـ 7 حتى يتسنى تدارك أي خلل في الأسبوعين الثاني والثالث من فيفري، علما أن تشغيل الكهرباء وتزويد المحطة الرئيسية بدأ منذ الأحد المنصرم، مبرزا أن هذه التدابير تسمح بإنتاج الماء وفق المواعيد المذكورة، كما أشار وزير الدولة إلى أن سوناطراك سخرت 288 طائرة لجلب معدات كبيرة من عدة دول. و استهل محمد عرقاب زيارته لوهران أمس، بتفقد مشروع محطة تحلية مياه البحر «الرأس الأبيض» الواقعة ببلدية عين الكرمة، وهو المشروع الذي وضع حجر أساسه رئيس الجمهورية في جوان 2022، عشية انطلاق فعاليات الألعاب المتوسطية، حيث تمتد المحطة على مساحة 13 هكتارًا وتصل طاقة إنتاجها 300 ألف متر مكعب يوميًا، و تعد واحدة من المحطات الخاصة بالبرنامج التكميلي الوطني لتحلية مياه البحر الذي أقره رئيس الجمهورية، لتعزيز الأمن المائي الوطني من خلال إنشاء خمس محطات كبرى موزعة عبر ولايات الطارف، بجاية، بومرداس، تيبازة، ووهران، بهدف توفير 1,5 مليون متر مكعب يوميًا من المياه الصالحة للشرب، وأشرفت على المشروع مؤسسات فرعية لسوناطراك على رأسها الشركة الجزائرية للطاقة.
وأثناء الزيارة الميدانية، عاين عرقاب والوفد المرافق له، بعض مشاريع قطاع الري بالمنطقة، والتي ستزود بمياه البحر المحلاة انطلاقا من محطة «كابلون» على غرار محطة ضخ المياه ومشروع خزان المياه بطاقة استيعاب تبلغ 50000 متر مكعب بعين تاسة التابعة لمقاطعة عين الكرمة. وأشرف الوزير على وضع حيز الخدمة محطة توليد الكهرباء في دائرة بوتليليس، وتعد هذه المحطة إحدى أكبر مشاريع توليد الطاقة الكهربائية في الجزائر، حيث تتربع على مساحة 20 هكتارا وبطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى (2×232) ميغاواط، وتعتمد على أحدث التقنيات في مجال انتاج الطاقة، وسيساهم في دعم استقرار شبكة الكهرباء الوطنية وتعزيز قدرة التوليد لتلبية الاحتياجات المستقبلية، وهي جزء من رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما تفقد وزير الدولة عدة نقاط أخرى.
دربال: رئيس الجمهورية يتابع مشاريع محطات التحلية بدقة
من جهته، اعتبر وزير الري طه دربال محطة تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض، أنها مشروع استراتيجي ومشروع من المشاريع الضخمة التي تترجم الإرادة السياسية والمجهودات الجبارة التي بذلتها الدولة لتحسين الخدمة العمومية، مؤكدا أن تعليمات رئيس الجمهورية كانت واضحة لتقديم خدمة عمومية للمياه التي ترضي المواطن، خاصة في ظل شح الأمطار والتغييرات المناخية ، وهو ما جعل السلطات العمومية – يضيف الوزير - تتجه نحو تعميم محطات تحلية مياه البحر، مردفا أن رئيس الجمهورية يتابع مشاريع محطات التحلية بدقة ويوما بيوم، من أجل رفاه المواطن والتكفل بمختلف جوانب التنمية التي لا تكون إلا بوفرة المياه لصالح كل القطاعات. ونوه وزير الري خلال مرافقته لوزير الطاقة، بالتقدم الكبير لأشغال المشروع، لأن «هذه الإنجازات تطلبت تضحيات ومجهودات كبيرة ، خاصة وأن انجاز محطة تحلية المياه عموما يستغرق 36 شهرا، بينما في محطة وهران تم إنجازه في 24 شهرا وهو تحدي كبير جدا، وهذا ما يدفع السلطات العمومية للتوجه لتعميم إنشاء محطات التحلية من أجل التكفل بالنقائص في هذه المادة الحيوية، هذا بالإضافة لمشاريع أخرى لإعادة استعمال المياه المصفاة، و استغلال المياه السطحية ومياه السدود في تموين الساكنة بالمياه الصالحة للشرب، عوض ما كانت توجه للسقي الفلاحي أو للصناعة». و أشاد دربال بمرافقة وزارة الطاقة للعديد من مشاريع قطاع الري «الذي يحتاج تشغيله للتيار الكهربائي، وهي خدمة عمومية مهمة جدا أيضا لمختلف التحويلات»، مشيرا أن ملف المياه حساس ويعكس الإنجازات الكبرى للدولة التي تتطلب التجند والمواصلة في التحويلات الكبرى والربط البيني بين السدود والمحطات الجديدة المبرمجة لتحلية مياه البحر، داعيا للمحافظة على هذه المكتسبات، خاصة أن وزارة الري ستقوم بعمل استشرافي لآفاق 2050 بالنظر للنمو الديموغرافي وتطور التنمية والتغييرات المناخية.
بن ودان خيرة
