لجأ مركب سيدار الحجار، إلى وضع خطة بديلة لتسيير أزمة نفاذ الفحم الحجري وتوقف الفرن العالي، القلب النابض للمركب والذي يعمل على إمداد جميع الوحدات بالحديد الزهري، الموجه لصناعة المواد الحديدية الطويلة والمسطحة.
وحل المدير العام للشركة الوطنية لصناعة الحديد عادل خمان، صبيحة أمس، بمركب الحجار في زيارة ميدانية للاطلاع على سير عمل الورشات، وخطة العمل الذي يجري العمل عليها بعد توقف الفرن العالي عن النشاط منذ 22 ديسمبر الماضي، بسبب نفاذ مخزون الفحم الحجري الذي يشغل الفرن، باعتباره وقودا تقليديا، لصهر وإنتاج الحديد الزهري.
وقد اطلع خمان على سير العمل في عدة وحدات إنتاجية رئيسية، لضمان استمرار الإنتاج في ورشات التصنيع، وفي هذا الشأن أكدت المديرية العامة للمركب في بيان، على استمرارية أنشطة وحدات الدرفلة الرئيسية، بفضل توفر المنتجات نصف الجاهزة المصنوعة، حيث يسمح المخزون الحالي من المنتجات نصف المصنع للفائف الحديد، عروق، وسبائك، باستمرار تشغيل الوحدات الرئيسية الأخرى، منها وحدة الدرفلة دون لحام، حيث يسمح المخزون الحالي بتلبية الطلبيات مجمعي نفطال وسوناطراك إلى غاية نهاية شهر فيفري 2025، وفقا للاتفاقية الموقعة معهما، بشأن تزويدهما بالأنابيب غير الملحمة.
وذكرت إدارة المركب، بأن وحدة الدرفلة على البارد، يسمح مخزون اللفائف المتواجد حاليا باستمرار عملها خلال هذه الفترة، إلى جانب خط (الجلفنة) على الساخن، حيث يضمن مخزون المنتجات نصف المصنعة باستمرار عمل خط (الجلفنة)، وفقاً للبرنامج حتى نهاية جانفي 2025.
أما وحدة الدرفلة لحديد الخرسانة، فهي قادرة على الإنتاج في الفترة المقبلة، مع وجود مخزون يغطي احتياجاتها من المقاسات المختلفة ، وفي نفس السياق، تم إطلاق استشارة لشراء 20,000 طن من المنتجات نصف المصنعة، لتلبية طلبات العملاء.
وأوضحت المديرية العامة لمركب سيدار الحجار، أن وحدات المركب توقفت اضطراريا نتيجة لتأخر إمدادات الفحم الحجري «الكوك»، الذي يعتبر مادة أساسية في تشغيله، وهي مادة غير متوفرة محليا، حيث تعتمد المؤسسة على الاستيراد الكلي لها، حيث تُعرض هذه الوضعية المؤسسة لتقلبات التزويد والتموين، لارتباطها بالسوق الدولية لهذا المنتج.
ويرتبط توفير الفحم «الكوك» بتحديات لوجستيكية، تتعلق بعدم توفر السفن وقدرة الموردين على الوفاء بالمواعيد المحددة، فعلى الرغم من التزاماتهم الثابتة، فإن مواعيد التسليم المتفق عليها لم تُحترم، وقد اضطرت مؤسسة الصلب (سيدار الحجار)، بسبب التأخيرات المتكررة في وصول المادة الخام إلى إيقاف الفرن العالي بشكل مؤقت، اعتباراً من 22 ديسمبر 2024 بعد نفاذ مخزونه من الفحم، استغل بالمقابل لإجراء أعمال صيانة كبرى للمعدات الإستراتيجية، وهو ما سيسمح باستئناف الإنتاج في ظروف جيدة.
وتؤكد إدارة مؤسسة الصلب «سيدار» الحجار سابقا، بأنها تنتظر وصول أول شحنة بداية شهر جانفي، تليها شحنتان في الأيام الموالية، حيث أدى هذا التأخير في تسليم الفحم الحجري، إلى فرض واقع صعب للمركب.
ويتجه مركب سيدار الحجار إلى اعتماد برنامج جديد للإنتاج، لا يعتمد كليا على إنتاج الحديد الزهري عبر الفرن العالي، الذي يشتغل بالفحم وخام الحديد القادم من منجمي الونزة وبوخضرة في ولاية تبسة، بل الاعتماد على تقنية استيراد حبيبات الحديد الخام، كما هو معمول به في مركبي بلارة بجيجل وبطيوة في توسيالي بوهران، حتى لا تتوقف سلسلة الإنتاج، ويتم ضمان إنتاج الحديد في حال عدم توفر الفحم والاعتماد على الغاز الطبيعي، في صهر الحديد لإمداد باقي الوحدات، تمهيدا لتحول جزئي، ليصبح المركب يعمل بالفرن الكهربائي، وكذا الفحم في نفس الوقت.وذكرت مصادر للنصر، أن إبقاء اعتماد مركب سيدار الحجار للحديد والصلب على الفرن الذي يشتغل بالفحم الحجري، مرتبط بالمحافظة على ديمومة نشاط واستغلال منجمي بوخضرة والونزة في تبسة، اللذين يوفران الحديد الخام، على اعتبار قيام الدولة باستثمارات ضخمة في هذا الشأن، منها خط السكة الحديدية، وفق تصور شامل لتنمية تلك المناطق اقتصاديا والمحافظة على مناصب الشغل ودمج المسار الجديد للسكة الحديدية، مع المشروع الضخم، لاستغلال الفوسفات بمنطقة بلاد الحدبة بتبسة.
حسين دريدح