أسدى وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي تعليمات صارمة لمدراء التربية تقضي بتوجيه إعذارات للأساتذة الممتنعين عن صب العلامات على الأرضية الرقمية للوفاء بالتزاماتهم المهنية تجاه التلاميذ، مؤكدا بأن الإصرار على عدم تنفيذ الالتزامات يعتبر خطأ مهنيا جسيما يستدعي تطبيق الإجراءات المنصوص عليها في القانون.
أكد وزير التربية الوطنية خلال ترؤسه ندوة وطنية مساء يوم الأربعاء عبر تقنية التحاضر المرئي بأن مقاطعة صب العلامات يعتبر إخلالا بتنفيذ الالتزامات المهنية المرتبطة مباشرة بالتلاميذ، ولا علاقة له بالجانب المهني والاجتماعي، مشددا على ضرورة التزام الأساتذة بصب العلامات على الأرضية الرقمية لتمكين الأولياء من الحصول على كشوف نقاط أبنائهم.
وأمر المسؤول الأول عن قطاع التربية الوطنية وفق بيان للوزارة، المدراء الولائيين بتوجيه إعذارات للأساتذة الممتنعين عن صب العلامات، من أجل تنفيذ التزاماتهم المهنية، مشددا على أن الاستمرار في عدم تنفيذ الالتزامات يعد خطأ مهنيا جسيما يستدعي تطبيق الإجراءات المنصوص عليها في القانون، كما حث المؤسسات التربوية على الانضباط واستيفاء جميع الالتزامات التربوية، من بينها تصحيح مواضيع الاختبارات مع التلاميذ داخل الأقسام وتمكينهم من العلامات.
وجاءت تحذيرات سعداوي للأساتذة الممتنعين عن صب العلامات، بعد أن أثار مدراء للتربية الوطنية قضية امتناع أساتذة منضوين في نقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية «كنابست»، عن صب العلامات ومقاطعة العملية، مما خلف استياء لدى جمعيات أولياء التلاميذ التي أعلنت رفضها لهذا التصرف، ودعت إلى عدم المتاجرة بحقوق التلاميذ.
وقدم الوزير توجيهات صارمة لمديري التربية الوطنية لحماية الحق النقابي داخل المؤسسات التربوية، والمحافظة على بقاء الحوار مفتوحا وفق ما يقضي به القانون 23-02 المتعلق بممارسة الحق النقابي، ووفق نمط كل منظمة نقابية فيما إذا كانت تمثيلية، مجددا حرص الوصاية على تنفيذ التزاماتها تجاه الشركاء الاجتماعيين، سيما ما تعلق برزنامة تلقي الاقتراحات الخاصة بالقانون الأساسي والنظام التعويضي، وبداية مناقشتهما ابتداء من يوم 6 أفريل المقبل.
وذكر الوزير وفق ذات البيان بترحيب كافة التنظيمات النقابية بالإجراء، مع تقديم اقتراحاتها بهذا الشأن، من بينها نقابة الكنابست، بما لا يدع أي مبرر للإضراب أو المقاطعة، مضيفا بأنه في ظل استجابة كافة النقابات الممثلة لعمال التربية الوطنية لهذه المرافقة، وفي ظل سياسة الحوار المنتهجة من طرف الوزارة، فإن مقاطعة صب النقاط هو إخلال بالالتزامات المهنية.
ويذكر بأن عددا من أساتذة نقابة الكنابست قرروا عدم صب العلامات على الكشوف، احتجاجا على مضمون القانون الأساسي الذي جاء حسبهم مخالفا للتوقعات وما كانوا ينتظرونه من إجراءات لتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية لعمال القطاع، وأدى هذا الموقف الذي تبناه بعض الأساتذة إلى حرمان عديد التلاميذ من حقهم في الاطلاع على النتائج الفصلية، كما حال دون تمكن الأولياء من الوقوف على مستوى أداء أبنائهم لأجل مرافقتهم في معالجة الاختلالات التي قد تسجل.
ويشار إلى أن الندوة الوطنية خصصت أيضا لتقديم توجيهات وتعليمات لاستكمال ما تبقى من أعمال بيداغوجية وتربوية وإدارية للفصل الثاني المرتبطة بالموسم الدراسي الجاري، وكذا التحضير الجيد للفصل الثالث، كما استغل الوزير المناسبة ليقدم شكره للأطقم الإدارية ومدراء التربية على الجهود المبذولة لتنفيذ الآثار المهنية والمالية للقانون الأساسي والنظام التعويضي في آجالهما، الأمر الذي مكن الموظفين من تلقي الزيادات المقررة في الآجال المحددة. وختم الوزير الندوة بالتأكيد على ضرورة الحرص على إبقاء المؤسسات التعليمية مفتوحة خلال الأسبوع الأول للعطلة الربيعية لأجل تقديم دروس الدعم والمراجعة، خصوصا للتلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات المدرسية الوطنية، أي شهادتي التعليم المتوسط و البكالوريا، فضلا عن ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات الكفيلة بضمان نجاح الفصل الثالث في أحسن الظروف.
لطيفة بلحاج
