اهتزت مدينة القليعة بولاية تيبازة، صبيحة أمس الاثنين، على حادث مأساوي، أودى بحياة ثلاثة أطفال يدرسون في الطور المتوسط، على إثر انحراف حافلة لنقل المسافرين كانت تسير بسرعة مفرطة، انتهت بدهس التلاميذ الثلاثة على مستوى الطريق رقم 69 الرابط بين مدينة القليعة ووسط مدينة البليدة.
ويتعلق الأمر، بحسب مصادر محلية، بكل من قبوح لطفي 13 عاما، وسغوان زهير 15 عاما، وعبد القادر لطرش 16 عاما، يدرسون جميعهم بمتوسطة الإخوة معمري الواقعة بالقليعة، كما أصيبت سيدة في الخمسينيات من العمر، وكذا طفل آخر كان متوجها إلى نفس المؤسسة بجروح متفاوتة وبصدمة نفسية.
وقد تولى أعوان الحماية المدنية نقل جثث الضحايا والجرحى إلى مستشفى «فارس بن يحيى» التابع لمدينة القليعة. وأثارت الحادثة المأسوية غضب سكان المنطقة، الذين قاموا بإضرام النار في الحافلة وقطع الطريق احتجاجا على انعدام النقل المدرسي، والظروف الصعبة التي يتنقل في ظلها الأطفال إلى مؤسساتهم التعليمية.
وبحسب عدد من زملاء الضحايا، الذين نجوا بأعجوبة من الموت المحقق، فإن الحادثة وقعت في حدود الساعة 07 و35 دقيقة، زمن خروج التلاميذ باتجاه مؤسساتهم التعليمية، وبالضبط على مستوى الطرق رقم 69 الرابط بين حي «قصرلي أحمد» بالقليعة، ومفترق الطرق المؤدي إلى مازفران، إذ تتميز هذه المنطقة بمنعرجات خطيرة، يتولى حارس عينته مصالح البلدية مساعدة الأطفال على اجتياز الطريق، خصوصا في فترات الذروة.
وبحسب ذات المصادر، فإن حافلة لنقل المسافرين على الخط الرابط بين القليعة وبوفاريك كانت تسير بسرعة فائقة، مما أدى إلى انحرافها من الجهة اليمنى نحو الجهة اليسرى من الطريق التي كان يقف على حافتها مجموعة من أطفال الحي ينتظرون الحافلة التي تقلهم إلى المتوسطة، وأمامهم حارس البلدية الذي كان يرفع لافتة مكتوب عليها عبارة قف، لم ينتبه إليها السائق، فوقعت الكارثة، علما أن الطريق فيه ممهلات لإلزام مستعمليه بخفض السرعة.
وقد كان أحد التلاميذ الضحايا ويتعلق الأمر بعبد القادر لطرش مرفوقا بوالدته، التي حرصت على اصطحابه إلى غاية ركوب الحافلة لتجنيبه مخاطر الطريق، غير أن القدر لم يكتب لها إيصال فلذة كبدها إلى المتوسطة، بل إلى مثواه الأخير، فيما أصيبت هي بجروح وبصدمة نفسية كبيرة، وأثار الحادث استياء سكان حي قصرلي أحمد، الذين قاموا بقطع الطريق، بسبب غياب النقل المدرسي.
لطيفة/ب