مبادرة الأفافاس لا تُوفّر شروط نجاحها
قال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح، أمس السبت، بأن مبادرة جبهة القوى الإشتراكية لا توفر شروط نجاحها،و قال أن أي مبادرة لا يمكنها أن تتحقق وتنجح بعيدا عن رعاية المؤسسات الشرعية للدولة التي يجب أن تتولى هي الإشراف عليها، وأضاف بن صالح أن الأرندي نقل هذا الكلام لقياديي الأفافاس و ينقله اليوم من معسكر للرأي العام الوطني.
وأضاف عبد القادر بن صالح، خلال كلمته التي ألقاها أمام مناضلي الأرندي بالجهة الغربية بمناسبة الذكرى 18 لتأسيس الحزب والتي احتضنتها القاعة متعددة الرياضات ببوحنيفية في معسكر، أنه من خلال الإجتماعين اللذين جمعا الأرندي والأفافاس ورغم العديد من الأسئلة التي طرحها التجمع الوطني الديمقراطي لرفع اللبس والغموض، غير أن الرؤية لم تتضح بما فيه الكفاية، وقال الأمين العام للأرندي أن اللقاءين كانا بطلب من قيادة الأفافاس التي دعت لإجماع وطني مع الفاعلين السياسيين، ففي اللقاء الأول حسب بن صالح، جاءت قيادة الأفافاس بورقة بيضاء طالبة من الأحزاب السياسية المشاركة في ملئها، بينما في اللقاء الثاني مثلما أشار المتحدث، عادت جبهة القوى الإشتراكية للإجتماع مع الأرندي حاملة معها ملخصا لمضمون اللقاءات التشاورية التي أجرتها مع الفعاليات السياسية والوطنية الأخرى، ودعت التجمع الوطني الديمقراطي للمشاركة في وضع جدول أعمال الندوة، وهذا ما جعل الرؤية بحسب بن صالح، غامضة وغير واضحة، لذلك ورغم إعتراف التجمع الوطني الديمقراطي بنبل مسعى جبهة القوى الإشتراكية، إلا أن مستقبل المبادرة يبقى مرهونا بالعديد من الأسئلة التي تبقى دون إجابة والتعقيدات التي تبرز تناقضات الطبقة السياسية، مشيرا إلى أن الأرندي يعتبر كل المبادرات المطروحة في الساحة السياسية حاليا، لن تأتي بالجديد ولن تقدم الإضافة أكثر من المبادرة التي تقدمها المراجعة الدستورية المرتقبة.
وفي هذا الخصوص، ذكّر بن صالح الحاضرين بأن الأرندي أقرَّ في الدورة الثالثة للمجلس الوطني للحزب، بعدم إزدواجية المواقف، مما يجعله يلتزم بما تم تداوله خلال ذات الدورة فيما يتعلق بالإنخراط في مبادرة رئيس الجمهورية الرامية لمراجعة الدستور بإعتبارها الخيار الأنسب لحل المشاكل التي تتخبط فيها البلاد.
وفي سياق آخر، عرج الأمين العام للأرندي على مسألة الغاز الصخري، حيث قال أنها خيار من خيارات الحكومة، ويتطلب قبل إعتماده نهائيا إعداد دراسات تقنية وأبحاث علمية دقيقة، تستند عليها الحكومة لإتخاذ الموقف والوصول للقرار النهائي، موضحا أنه يجب تفهم تخوفات سكان الجنوب، ولكن الحكومة كانت واضحة في تصريحاتها التي ركزت فيها على أن هذا الخيار الطاقوي ليس نهائيا.
كما حذر بن صالح من الإنسياق وراء المعارضة الداعية للخروج للشارع يوم 24 فيفري، مؤكدا أن الجزائريين تلقحوا من التجارب المرّة التي عرفتها البلاد، فهم واعون اليوم بما يحيط بهم من مخاطر وبإمكانهم الدفاع عن مصلحتهم ومصلحة الوطن، مشيرا إلى أن الأرندي له الثقة الكاملة بأن هذه الدعوات اليوم لن تجد لها صدى وسط الشعب الجزائري الذي استفاد من التجارب السابقة خاصة الأزمة الأمنية التي عاشها في التسعينيات، وذلك بفضل وعيه وحسه الوطني الذي يجعله اليوم جاهزا أكثر من أي وقت مضى للتصدي لدعوات الزجّ به في الفوضى المؤدية إلى المجهول.
هوارية ب