كشف أمس وزير الإتصال السيد حميد قرين بأنه يستحيل على بعض الجرائد ووسائل الإعلام الوطنية ولوج عالم الاحترافية من دون تكوين الصحفيين العاملين بها، حيث أرجع الاحترافية الحقة إلى التكوين السوي، مطمئنا مختلف وسائل الإعلام بأن باب الاحتراف الصحفي مفتوح أمام الجميع، وأن تأخر الوزارة في خلق مجلس أخلاقيات المهنة يرجع إلى تريثها بانتظار اندماج صحف و قنوات مع الاحترافية، مؤكدا بأن السنة القادمة ستكون من دون مناطق ظل فيما تعلق بالتغطية الإذاعية، معتبرا بأن القضاء على تشويش دول الجوار على الإذاعات بالمناطق الحدودية انتصار للدبلوماسية الجزائرية.
الوزير حميد قرين في زيارته الميدانية لولاية أم البواقي، أشرف على تسمية الساحة المحاذية لمقر بلدية أم البواقي باسم «ساحة ينار» وهي الساحة التي احتضنت خيمة عملاقة ضمت الطبعة الثالثة لتظاهرة «جبن بوهزة» المحلية، و التي نالت إعجاب الوزير، الذي تذوق الجبنة وتعرف عليها عن قرب، ليعاين بعدها مقر وكالة الأنباء الجزائرية.
وبمقر إذاعة أم البواقي المحلية أكد السيد حميد قرين بأن التكوين اليوم هو باب الاحترافية للكثير من الصحفيين، مشيرا بأن الكثير من ممتهني الصحافة لا يدركون قوة ما ينشرونه من كتابات وصور وفيديوهات ذات تأثير كبير، مشيرا بأن هذا التأثير يجعل القائمين على تسيير هذه المؤسسات يبادرون للتكوين، الذي يتحكم في الرسالة الإعلامية الموجهة لملتقطيها، داعيا الصحفيين إلى تأكيد الأخبار التي تنشر يوميا لتجنب الوقوع في التأثير على المتلقي سلبا.
و فيما تعلق بالاحترافية التي تسعى وزارة الاتصال لتجسيدها، أكد الوزير بأن الوصول إلى نسبة 100 بالمائة احترافية أمر خيالي، مشيرا بأن الوزارة تجاوزت نسبة 90 بالمائة، مضيفا بأنه وحتى في الدول المتقدمة لم تصل الصحافة إلى احترافية كاملة، ودليل ذلك ما أوضحته رئيسة مجلس الصحافة الكندية التي أكدت تخبط الصحافة في بلادها في بعض الإشكاليات، مبينا بأن المعنية أكدت له بأنها لم ترد زيارة الجزائر بالنظر للصورة السوداء التي وصلتها عبر وسائل الإعلام الأجنبية، غير أنها عبرت عن إعجابها بمجرد حلولها بأرض الوطن. حميد قرين في حديثه عن برنامج الوزارة للقضاء على التشويش الذي يمس بث قنوات إذاعية حدودية، أكد بأنه خلال أول زيارة له لولاية بشار اكتشف بأن بلدان الجوار تشوش وتغطي المناطق الجوارية الحدودية إذاعيا، وانطلاقا مما اكتشفه وضعت الوزارة إستراتيجية انطلقت من مبدأ تدعيم الصوت القوي للدبلوماسية الجزائرية، وقد نجحت وزارة الاتصال في كسب الرهان والتأكيد على أنه لا سيادة من دون دبلوماسية قوية، مشيرا بأنه و بعد رجوعه مرة ثانية لبشار تأكد من تجسيد تعليماته في الميدان.وفي ندوة صحفية نشطها ببهو مركز التكوين الإذاعي، كشف قرين بأن مركز التدريب العصري يعد ثانيا بعد مركز تيبازة في انتظار تدشين مراكز تدريب أخرى بكل من أدرار و ورقلة و وهران، مبينا بأن التكوين هو محور هام في الاحترافية التي تصبو إليها الوزارة، وعن اعتماد القنوات الخاصة أكد بأن الفضاء السمعي البصري يضم 45 قناة، منها فقط 5 مكاتب معتمدة، مؤكدا بأن الوزارة ستعتمد فقط القنوات القابلة لذلك والتي تحترم دفتر الشروط الذي وضعته الوزارة، فأي قناة هدفها الشتم والقذف لا تنتظر اعتمادها.وعن انتخاب مجلس أخلاقيات مهنة الصحافة، أكد الوزير بأن التأخر في تأسيس هذا المجلس راجع إلى أن عدد الصحفيين المحترفين كان غير كاف خلال الأشهر الماضية، مبينا بأن الساحة الإعلامية اليوم تضم 4500 صحفي محترف، مؤكدا بأن الوزارة كان باستطاعتها تأسيس المجلس عند بلوغها رقم 500 صحفي محترف غير أنها لم تشأ تهميش البقية وتركت الباب مفتوحا أمامهم للاحتراف.
وبخصوص الديون التي تواجه عددا من العناوين الصحفية، كشف قرين بأن الديون صنفين، أولها ديون كبيرة المبالغ و صنف ثاني يتعلق بديون معقولة، وقال أن الأمر كله يرجع لمسؤولية مدراء المطابع المتواجدة بالمناطق الخمس للوطن وليست مسألة الوزارة، و ذكر أن بعض المسيرين وضعوا جدولة لديونهم غير أنهم لم يلتزموا بها، ولم يتمكنوا من تسديدها فالمسألة إذن تجارية محضة. وكشف الوزير بأن وزارته سطرت في شهر سبتمبر من سنة 2014 رفع نسبة تغطية مختلف مناطق الوطن بأجهزة التقاط المحطات الإذاعية كهدف لها، ونجحت بعد تجسيدها الإستراتيجية التي وضعتها في الميدان حيث قفزت النسبة من 71 بالمائة إلى 90 بالمائة، وأضاف الوزير بأن هذا الأمر يستحيل تحقيقه والوصول إليه دون تضافر جهد الجميع، و أكد حميد قرين بأن المكتسبات التي ظفرت بها أم البواقي امتدت لتشمل ولايات أخرى عبر الوطن على غرار بشار و أدرار و ورقلة.
وكشف الوزير خلال تلقيه عرضا مفصلا حول توسع التغطية الإذاعية بأم البواقي بمحطة البث الإذاعي بفكيرينة بأنه وخلال السنة الجارية سيتم القضاء على مناطق الظل، أما سنة 2017 القادمة فستعرف تعميم استعمال جهاز «أر.دي.أس» عبر عديد المناطق بالوطن و منها أم البواقي، بعد أن تم خلال السنة الماضية تدعيم الجزائر العاصمة بهذا الجهاز العصري و المتطور.
أحمد ذيب