يعد صعود شباب باتنة إلى الرابطة المحترفة الأولى تأكيدا على قوة وطموح الفريق الأول لعاصمة الأوراس، في نفض الغبار و استعادة مجده الضائع، بعد أن نجح في الظفر بالورقة الثانية وراء أولمبي المدية، رغم محاولة نادي بارادو تضييق الخناق عليه.
وما زاد من قيمة هذا المكسب الثمين، هو ضمان الكاب ركوب القطار قبل محطة واحدة من خط الوصول، خلافا للمواسم الثلاثة الأخيرة، أين كان يتنازل عن المنصة في الأمتار الأخيرة.توقيع أبناء الشباب الباتني لشهادة الارتقاء قبل الأوان، ورغم المشاكل الداخلية والمتاعب المالية لم يكن سهلا، كما أنه لم يكن هيبة أو هدية من أحد، بل جاء نتاج الكثير من التضحية والتفاني والعمل الجاد، وتضافر جهود كل الفعاليات داخل محيط الفريق، ما جعل عاصمة الأوراس سيما معاقل الأنصار تعيش على وقع الحدث لأزيد من أسبوع، وعلى طريقتها الخاصة.
ومما لا شك فيه أن شباب أوراس باتنة الذي تأسس عام 1933، يملك قاعدة شعبية كبيرة من الجماهير الرياضية. فهو فريق يملك أنصارا من ذهب ساهموا بقسط كبير في الصعود التاريخي، كما أن قدوم المدرب المحنك رشيد بوعراطة، والاستقرار على مستوى العارضة الفنية والجهاز الإداري، أعطى الكثير من الأمان للفريق، وجعله يشكل قوة ضاربة في البطولة، بدليل أن الكاب لم يتنازل عن البوديوم منذ انطلاق البطولة، ما يعكس طموحه وإصراره على توقيع شهادة الارتقاء.بالإضافة إلى ذلك فإن نوعية التعداد وحسن الاستثمار في الطاقات الشبانية، مكنت الشباب من أداء مشوار ناجح، وكذا تخطي عديد العقبات، خاصة خلال مرحلة الإياب التي عرفت انتداب الثلاثي مصفار وبوخنشوش وجربوع خلال الميركاتو الشتوي. المساندة المطلقة التي تلقاها الكاب من السلطات المحلية سيما الوالي الجديد، كانت أيضا حافزا للمكتب المسير برئاسة فريد نزار، لحمل شعار التحدي وتحقيق الصعود الذي انفلت من بين أيدي الشواية خلال المواسم الثلاثة الأخيرة. من جهة أخرى تجمع أسرة الكاب على أن عامل الجدية والانضباط في التسيير شكل سر النجاح، وهو ما سمح للرئيس نزار بكسب الرهان، من خلال تغلبه على جميع الصعاب وتوفير كل الإمكانيات رغم قلة مصادر التمويل.هذا وتجدر الإشارة إلى أن الكاب حصد خلال مشواره على مدار 29 جولة 49 نقطة، نتاج 13 انتصارا و10 تعادلات مع 5 إنهزامات، إضافة إلى كونه يملك أحسن دفاع ب15 هدفا.
م ـ مداني
رئيس الكاب فريد نزار
الصعود أحسن رد على من حاولوا إخراجي من الباب الضيق
كشف رئيس شباب باتنة فريد نزار، بأن الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى يعد أحسن رد على من حاولوا إجباره على المغادرة من الباب الضيق خلال الصائفة الماضية، مشيرا في هذا الحوار الذي خص به النصر، بأنه يتطلع للقضاء على مشكلة المصعد (صعود ونزول الفريق)، كما يطمح للعديد من الأمور ستكتشفونها في هذا الحوار الشيق.
سأقضي على مشكلة «المصعد» لو...
*في البداية هل من كلمة حول الصعود؟
صعود شباب باتنة إلى الرابطة المحترفة الأولى كان مستحقا، بالنظر إلى المشوار الرائع الذي بصمنا عليه منذ انطلاق الموسم. لقد سبق لي وأن حققت الصعود في 3 مناسبات سابقة مع الكاب، ولكن هذا الصعود له طعم خاص، كونه جاء في ظروف استثنائية، حيث لن أنسى المؤامرات التي أحيكت ضدي خلال الصائفة الماضية، أين كانوا يريدون مغادرتي من الباب الضيق، ولكني تحديت الجميع وتمسكت بمنصبي، والآن أقول لهؤلاء أين أنتم بعد نجاحي؟.
*ماهي المشاكل التي صادفتكم مع انطلاق الموسم؟
واجهنا مشاكل بالجملة كانت تهدد مستقبلنا، غير أننا عرفنا كيف نتعامل معها، وهو ما مكننا من الخروج منتصرين على أعداء النجاح. لقد انطلقنا في التحضيرات متأخرين مقارنة ببقية الفرق، كما كنا نعاني من مشاكل مادية، ما جعل الكثير يتوقع فشلنا، إلى درجة أن هناك من قال بأن الكاب مهدد بالسقوط إلى قسم الهواة، ولكن عزيمتنا كانت أكبر، ونجحنا في تقديم مشوار طيب، على اعتبار أننا لم نغادر البوديوم منذ انطلاق البطولة، ولدينا الأسبقية لإنهاء الموسم في المرتبة الثانية.
لن أتحدث عن مستقبل بوعراطة وبقائي لم يتأكد بعد
*تمسكت ببوعراطة رغم الانتقادات التي طالتك شخصيا من قبل بعض الأطراف؟
لما اخترت رشيد بوعراطة ليكون المسؤول عن العارضة الفنية للكاب، كنت متأكدا من قدرته على قيادة الفريق إلى الصعود، بالنظر إلى ما يمتلكه من مؤهلات تدريبية كبيرة. لقد دعمته منذ أول يوم له في باتنة، كما أني راهنت على قوة شخصيته مع مرور الموسم. لقد نجحنا سوية في إعادة شباب باتنة إلى مكانه الطبيعي، صدقوني هذا المدرب يستحق الإشادة، حيث لم يتخل على الفريق رغم ما عاناه من انتقادات، خاصة بعد الإقصاء من منافسة كأس الجمهورية، لقد بقيت متمسكا بخدماته، كوني كنت أعلم بأنه قادر على قول كلمته في البطولة.
*هل سيستمر بوعراطة معكم أم سيغادر نهاية الموسم؟
أولا بوعراطة أكمل معنا الموسم في سابقة من نوعها (يضحك)، لقد رفضنا رحيله، والحمد لله لم تذهب تضحياتنا سدى، ونجحنا رفقته في إعادة الكاب إلى مكانه مع الكبار، الحديث عن مستقبل بوعراطة مؤجل إلى غاية موعد انعقاد الجمعية العامة المنتظرة بتاريخ 11 ماي الجاري، حيث سأرى إن كنت سأستمر مع الكاب أم سأغادر، وتأكدوا إن بقيت رئيسا سيظل معي، لأن ثقتي كبيرة في التقني القسنطيني القادر على تحقيق نجاحات أكبر معنا.
*هناك احتمال لمغادرتك أنت أيضا؟
استمراري على رأس شباب باتنة مرهون بتلبية كافة شروطي، أنا لست قادرا على المواصلة في ذات الظروف الصعبة، حيث عانينا الأمرين من غياب الأموال هذا الموسم، وستكون الأمور أكثر صعوبة في الرابطة الأولى، نحن بحاجة إلى ميزانية ضخمة لتحقيق البقاء، والقضاء على مشكلة المصعد. لن أوافق على البقاء في منصبي، إلا إذا منحتني السلطات ضمانات بتقديم إعانات في المستوى الموسم المقبل. نحن بحاجة إلى أزيد من 30 مليار سنتيم من أجل تحقيق البقاء، خاصة في ظل مشكلة الديون التي نعاني منها، أنا أخشى من تكرار سيناريو المواسم الماضية، حيث كنا نصعد لنتفاجأ بعودتنا من أين أتينا في الموسم المقبل، بسبب عدم تخلصني من مخلفات موسم الصعود.
استمراري مرهون بتلبية شروطي وقادر على تأهيل الكاب إلى منافسة قارية
*كيف ترى مستقبل الكاب؟
اعتقد بأن الكاب قادر على قول كلمته الموسم القادم، ولكن شريطة وضع الأمور في نصابها، لدينا الوقت الكافي من أجل التحضير للميركاتو، ولعدة أمور أخرى مهمة، أنا أطمح لقيادة شباب باتنة نحو إحدى المشاركات القارية، ولكن هذه الأحلام لن تتحقق سوى بالأموال. نحن نتمنى أن نحظى بدعم جيد من السلطات، كما نتمنى أن نظفر ببعض عقود السبونسور، كرة القدم تغيرت ومن لا يملك الأموال لا يستطيع المنافسة.
حاوره: مروان. ب
المدرب رشيد بوعراطة
الكولسة النقطة السوداء في البطولات الجزائرية و يجب القضاء عليها
*كلمة بمناسبة العودة إلى الرابطة المحترفة الأولى؟
صعودنا مستحق بالنظر إلى المشوار المميز الذي قدمناه. فمنذ بداية البطولة لم نتخل عن «البوديوم» رفقة إتحاد بلعباس، وهو ما يؤكد أحقيتنا في التواجد ضمن الثلاثي الصاعد، رفقة بلعباس والمدية، كما أن الأرقام تتحدث لوحدها.
*ماذا تعني بالضبط؟
نحن أحسن فريق بلغة الأرقام. نملك أحسن دفاع ولدينا رقم أفضل فريق خارج الديار، ثالث أحسن هجوم، كما يجب الحديث عن نقطة مهمة، وهي أن فريقي انطلق في التحضيرات متأخرا عن بقية الفرق بعشرين يوما، أي ما يعادل حوالي 40 حصة، وهو ليس بالأمر الهين، لكننا استطعنا تخطي هذا الإشكال.
* هناك من اعتبر صعود الكاب مفاجأة، إضافة إلى التركيبة البشرية فما تعليقك؟
كما تعلمون من ناحية التعداد، فقد احتفظنا بركائز الفريق الموسم الماضي، مع انتداب بعض العناصر التي كانت متوفرة في سوق الانتقالات، حيث أن الرئيس قام بعملية الانتدابات في آخر لحظة، لكنه عرف كيف يقنع بعض اللاعبين بالتوقيع، كما قمنا كطاقم فني بعمل مدروس، وسر قوتنا التركيز على المجموعة وليس على الفرديات، بحيث أن الفريق لا يتأثر بغياب فلان أو علان، والحمد لله تمكنا من تحقيق إنجاز لم يكن أشد المتفائلين في باتنة يحلم به، إذ أن هناك من تكهن بسقوطنا إلى قسم الهواة خلال مرحلة الذهاب.
*نفهم من كلامك بأن الصعود هو رد على المشككين في قدرة الكاب على تحقيقه؟
ردنا على كل المنتقدين كان عنيفا، حيث سطرنا منذ الجولة الأولى برنامجا تدريبيا مدروسا، ولجأنا إلى تكثيف الحصص لتعويض النقائص ودخول غمار المنافسة في أحسن جاهزية، والحمد لله اليوم جنينا ثمار العمل، ومجهوداتنا وتضحياتنا لم تذهب هباء منثورا.
*ومتى آمنتم بقدرتكم على تحقيق الصعود؟
صراحة بعد 5 جولات الأولى. فبعد أن ارتقينا إلى الصدارة عقب الفوز خارج الديار أمام السلاحف، والمباراة الأولى أمام الشاوية عندما عدنا بنقطة من ملعب زرداني، والفوز داخل الديار أمام بارادو، جعلتنا ندخل البطولة بقوة، ومعها بدأ الحلم، ومنها تأكدنا من قدرتنا على الصعود، رغم وجود أندية تملك لاعبين ممتازين، كجمعية الشلف وشبيبة سكيكدة وبارادو، لكن إرادة اللاعبين وقناعة المسيرين بالعمل الذي قمنا به، جعلنا نتخطى كل الصعوبات.
الأرقام وحدها تتحدث ولم نفارق البوديوم منذ أول جولة
*لكن الفريق عرف بعض الاضطرابات بعد تراجع النتائج، كيف تم التعامل مع هذه الظروف؟
صحيح كانت هناك اضطرابات أثرت على المردود العام للفريق، ولكننا تمكنا من تجاوز تلك الفترة، من خلال الحديث مع اللاعبين والتركيز على الجانب النفسي، وكذلك المضمون التدريبي، بحيث أننا جعلنا اللاعبين يشعرون بقدرتهم على العودة بقوة، دون أن ننسى الدور الكبير الذي قام به الرئيس نزار، ولا يمكن أن ننكر أن هناك أصوات تعالت في تلك الفترة مطالبة بإقالتي.
*وكيف كانت ردة فعل الرئيس نزار تجاه تلك المجموعة التي طالبت بإقالتك؟
كانت للرئيس نزار وقفة رجولية في عدة مناسبات، حيث أكد مساندته لي ولكامل أعضاء الطاقم الفني، حيث قال لهؤلاء بالحرف الواحد: «بوعراطة باق معنا حتى لو يسقط الفريق إلى قسم الهواة». كلام مثل هذا في 3 مناسبات أتذكرها جيدا، عند الإقصاء من منافسة الكأس، وفي مناسبتين بعد تذبذب النتائج في البطولة، الثقة بين الرئيس والطاقم الفني واللاعبين لا تهتز، كما جعل الفريق يعود إلى سكة النتائج بسرعة.
*نفهم من كلامك بأن ثقة نزار و مساندته لك وللاعبين من أهم العوامل التي ساعدتكم على تحقيق الصعود؟
بطبيعة الحال الثقة عامل أساسي في نجاح أي فريق، والدليل أن فترة الفراغ لم تدم أكثر من 3 مباريات، حيث رد الفريق في رابع مباراة ردا عنيفا بتحقيق فوز خارج الديار، مثلما حدث مع سكيكدة والشلف، والبرج وحجوط، ما يؤكد بأن المجموعة كانت ترد بقوة في الوقت المناسب.
*كنت من بين المدربين الذين نددوا بعامل الكولسة، هل شعرت في وقت ما بأن فريقك عانى من هذا العامل؟
الكولسة هي النقطة السوداء في البطولة الجزائرية. هل يعقل أن فريقا يحتل المرتبة الأولى والثانية طيلة 27 جولة، يجد نفسه يتنافس مع فريق صارع من أجل البقاء خلال مرحلة الذهاب؟ لكن عرفنا كيف نتصدى لهذه المناورات بالعمل، والحمد لله نحن اليوم في القسم الأول.
بعد تحقيق الهدف المنشود، هل بوعراطة باق مع الكاب؟
التقيت الرئيس نزار في جلسة تقييمية، وقد كان صريحا معي، كما كنت صريحا معه، حيث أكدت له بأنه لا يمكننا اللعب بنفس المعطيات الموسم القادم، وهو أيضا قال لي بأنه لا يمكنه المواصلة في مثل هذه الظروف، مشيرا إلى أنه سئم من الصعود ثم السقوط، وفي حال لن تتوفر شروطه سيتخلى عن الرئاسة.
اتفقت مع نزار على الاستمرار في حال تحسين الظروف
*معنى هذا أنك تفكر في المواصلة مع «الكاب»؟
بطبيعة الحال أنا من المدربين الذين يحبذون الاستقرار، إذا توفرت الظروف الملائمة للعمل في القسم. شروطي هي شروط الرئيس، وعليه إذا واصل نزار سأواصل مع الكاب بحول الله.
أود أن أشكر كل من ساهم في تحقيق هذا الصعود، سواء من قريب أو من بعيد، ونهديه إلى أنصارنا الأوفياء الذين وقفوا معنا في أحلك الأوقات.
حاوره: بورصاص.ر
صخرة الدفاع عدلان قريش
صعودي مع الكاب حالة خاصة
أكد صخرة الدفاع عدلان قريش، بأن صعوده إلى الرابطة الأولى رفقة شباب باتنة له دلالة خاصة، موضحا بأن هذا الموسم كان استثنائيا بالنسبة إليه، مبرزا درجة السعادة التي انتابته. وقال قريش أن ارتقاء الكاب لم يكن في الواقع سهلا، مشيدا بإرادة وصبر اللاعبين وتحليهم بالانضباط، وهي صفات اعتبرها من عوامل النجاح، بغض النظر عن الروح التضامنية للمجموعة.
ماذا يمثل هذا الصعود بالنسبة إليك؟
بكل تأكيد هذا الصعود يحمل الكثير من الدلالات بالنسبة لي، كونه لم يكن سهلا وتحقق بعد مشقة كبيرة. صراحة عانينا كثيرا ومن شتى الجوانب، وهو ما يجعلني أصنفه في خانة أفضل المكاسب المحققة في مشواري الكروي. وما يزيد في حلاوته الصعوبة التي وجدناها وصمودنا المستميت، حيث تحلينا بالصبر وعملنا من أجل هدف واحد، وهو وما تحقق، والحمد لله أننا لم نخيب أنصارنا.
هل راودك الشك خلال فترة الفراغ التي مر بها الفريق؟
لا أبدا. كنت واثقا من تحقيق الصعود منذ انطلاق مرحلة الإياب، لذلك لم أشك لحظة في اقتطاعنا الورقة الثانية، كوني كنت أدرك بأننا نملك فريقا قويا، كما أن إصرار اللاعبين على كسب الرهان، جعلني أؤمن أكثر بحظوظنا في الصعود، الذي أدخل فرحة كبيرة في نفوس اللاعبين.
ما هي أصعب فترة مر بها الكاب هذا الموسم؟
لا أذيع سرا إن قلت بأن الثلث الأخير من البطولة كان الأصعب في مشوار الفريق، وهو ما جسدته التعثرات الأربع المتتالية، ولو أنها لم تزدنا سوى قوة وإيمانا بقدراتنا. لقد انتابني الخوف وليس الشك بعد تعادلنا أمام البرج، لكن الدعم المعنوي للإدارة والمدرب بوعراطة، زرع الأمل في نفوسنا وجعلنا نؤمن أكثر بقدراتنا.
برأيك أين كانت تكمن قوة فريقك؟
قوة الكاب تكمن في تضامن لاعبيه وروحهم الجماعية، إلى جانب الإرادة والنيف. كما أن الروح الإنتصارية شكلت سلاحا قويا للشباب على مدار الموسم، ما خول لنا اجتياز عديد العقبات بنجاح، بغض النظر عن المساندة القوية للمشجعين .
وماذا عن دور الأنصار والإدارة؟
الأكيد أنه لولا الإدارة التي تحملت الجزء الأكبر من المتاعب لما قطفنا الثمار، كما أن الشيخ بوعراطة كان صراحة مهندس الصعود، دون أن أنسى المساندة اللامشروطة للأنصار.
فبوعراطة كان فعلا الرجل الذي عرف بحنكته كيف يوظف مهارات الفريق بصرامته وعمله المنهجي، فيما كان الأنصار السند القوي للاعبين في حلهم وترحالهم.
وكيف تتوقع ظهور الكاب في الرابطة الأولى؟
أنا على يقين من أن الفريق سيؤدي موسما جيدا، بفضل كفاءة وخبرة مسيريه الذين حفظوا دروس الماضي، لكن عليه من الآن التفكير والتحضير للموسم القادم.
حاوره: م ـ مداني
القائد رضا بعبوش
العودة إلى الرابطة المحترفة الأولى ثمرة عمل جماعي
يرى قائد الكاب رضا بعبوش، بأن الصعود يعد ثمرة عمل متواصل ومجهودات على مدار الأسبوع، مضيفا بأن هذا الموسم يعد من أفضل مواسمه، وقد يكون خاتمة مشواره بالنظر لتفكيره في الاعتزال، رغم إصراره على مواصلة اللعب وتجاوزه عامل السن. بعبوش أكد بأن الشباب يستحق الصعود، لأنه ببساطة أظهر الكثير من القدرات، وظل متشبثا بالبوديوم حتى النهاية، مبرزا سعادته بهذا المكسب الهام.
*ما هو تقييمك لمشوار الكاب وصعوده قبل الأوان؟
هي ثمرة عمل جماعي مكثف، وتضحيات كبيرة من قبل اللاعبين والطاقم الفني والمسيرين. أنا سعيد بهذا الصعود الذي سأحتفظ به وأسجله بأحرف من ذهب. حقيقة لم يكن الأمر سهلا أمام عديد الصعوبات، سواء في بداية الموسم بانعدام الملعب للاستقبال، أو خلال مرحلة الإياب بتفاقم المتاعب المالية. لكن و الحمد لله تمكنا من اجتياز كل العقبات وعرفنا كيف نسير البطولة بعقلانية.
*بصفتك قائدا للفريق كيف كانت علاقتك مع اللاعبين؟
في الواقع لم أجد أية صعوبة في قيادة وتوجيه زملائي، بحكم أنني أحظى باحترام الجميع. اللاعبون كانوا يتقبلون جميع ملاحظاتي وانتقاداتي لهم، ولم يسبق أن برز أي خلاف بيني وبين أحدهم طيلة الموسم. نقطة تحسب للاعبين الذين كانوا مثالا في الأخلاق والمعاملة الحسنة معي.
*ألا تعتقد بأن هذا الانجاز سيكون فرصتك للاعتزال والخروج من الباب الواسع؟.
هي فرصة لتوديع ميادين الكرة والخروج من الباب الواسع، لكن الحديث عن الاعتزال سابق لأوانه، لأنه لحد الساعة لم أفكر في الأمر، خاصة وأنني اشعر بأنني ما زالت قادرا على العطاء، ومهما كان فإن ما يهمني هو مساهمتي في صعود فريقي.
*وهل ترى بأن الكاب بإمكانه تفادي مصعد النزول الموسم المقبل؟
لقد حفظ الدرس جيدا ولا أظن بأنه سيرتكب نفس الأخطاء. الفريق سيكون بين أياد آمنة وتحت مسؤولية رجال يملكون من الخبرة والحنكة ما يمكن الشباب من اللعب بأريحية. وحسب المدة التي قضيتها في صفوف الكاب، أرى بأن الفريق باستطاعته تشكيل قوة ضاربة في بطولة الموسم القادم، شريطة توفير المال اللازم.
حاوره: م ـ مداني
المهاجم أسامة مصفار
صعودنا مستحق و أنا باق في الكاب
ما هو إحساسك وأنت تمتطي قطار الصعود مع الكاب؟
هي فرحة لا توصف، خاصة وأنني فشلت الموسم الماضي في تحقيق نفس الهدف، رغم التحاقي آنذاك بالفريق خلال الميركاتو الشتوي قادما من عين فكرون، وكنت وقتها من أحسن هدافي الكاب بتوقيعي 7 أهداف.
بكل تأكيد اشعر بغبطة وسعادة بمساهمتي في صعود فريقي، بعد أن ضيع هذا الهدف في ثلاث مناسبات متتالية.
انضمامك هذا الموسم إلى الكاب اعتبره الكثير صفقة رابحة كيف تفسر ذلك؟
لكل واحد رأيه وأنا اشعر بأنني لم ألعب بكامل إمكانياتي بسبب لعنة الإصابات. صحيح كنت من اللاعبين المساهمين في تحقيق عديد النتائج الإيجابية، لكن صيامي عن التهديف بعد أن اكتفيت بهدف واحد أمام شباب عين فكرون، يجعلني أشعر بعدم الرضى على مشواري.
لكن ظهورك مع التشكيلة كثيرا ما يعطى الدعم المعنوي للقاطرة الأمامية؟
فعلا كنت في كل مرة أتواجد فيها ضمن التشكيلة، بعض المدربين يراجعون حساباتهم إدراكا منهم بقدرتي على اختراق الدفاع، لكن كما قلت الإصابات المتتالية أثرت بعض الشيء على إمكانياتي وحرارتي. ومع ذلك الصعود هو الأهم بالنسبة لي.
وهل ترى بأن الكاب يستحق فعلا الصعود؟
لا أبالغ إن قلت بأننا ضيعنا اللقب،ولولا الإخفاقات بملعبنا لكان التتويج حليفنا. بكل صراحة أدينا مشوارا مثاليا، وخضنا البطولة بثبات، سيرناها مقابلة بمقابلة بفضل حنكة المدرب بوعراطة.
على ذكر بوعراطة كيف كانت علاقتك معه؟
كانت طيبة ويسودها الاحترام والانضباط، بدليل الانصياع لقراراته وتوجيهاته. ولم يحدث منذ التحاقي خلال الميركاتو الشتوي أي خلاف بيني وبينه، ما يؤكد العلاقة الجيدة بيننا.
وماذا عن المحيط العام للكاب؟
الأنصار كان لهم الدور البارز في خلق الأجواء التشجيعية للاعبين، وبكل صراحة محيط الكاب يملك من ثقافة المناصرة ما يخول له أن يدفع بالفريق إلى القمة.
هل لنا أن نعرف وجهتك المستقبلية؟
أنا باق في الكاب الموسم القادم، لأنني وجدت راحتي في هذا الفريق الذي سيلعب في القسم الأول.
حاوره: م ـ مداني
ابن الكاب بلال بهلول
لم أحسم بعد في أمر بقائي مع الشباب
اعتبر اللاعب بلال بهلول صعود الكاب حدثا مميزا في مساره الكروي، كونه تطلب الكثير من العمل والتضحية، موضحا بأن خطف التأشيرة الثانية لم يكن هدية من أحد، نظرا لمعاناة الفريق في بداية الموسم، بسبب انعدام ملعب للتدريب والاستقبال: «كنا الفريق الوحيد الذي يغير في كل مرة الملعب، فتارة بملعب المعذر وأخرى بملعب أول نوفمبر وتارة بملعب تيمقاد. لذلك فإن هذا الصعود له طعم خاص».وفي معرض حديثه أكد بهلول أن الشباب سطر ومنذ بداية الموسم الصعود كهدف أساسي، حث دخل البطولة بقوة رغم المشاكل، مضيفا بأنه ومع مرور الأسابيع، بدأ الفريق يكسب الثقة في النفس، ما جعل اللاعبين يؤمنون بحظوظهم.وبخصوص مزاحمة بقية الفرق، قال محدثنا بأن الفريق لم يجد الطريق مفروشا بالورود، بل وجد منافسة كبيرة من قبل مجموعة من الفرق، لعل أبرزها المتوج باللقب أولمبي المدية، واتحاد بلعباس ونادي بارادو، وقبلهم شبيبة سكيكدة وجمعية الشلف.وحسب بهلول فإن المشاكل الداخلية سيما المالية، هي التي كانت وراء تضييع فريقه للكثير من النقاط بسفوحي، مشيرا إلى أن هذه التعثرات حالت دون الحسم في أمر الصعود مبكرا، كما فوتت عليهم إنهاء الموسم في الصدارة.من جهة أخرى تأسف بلال بهلول للتأويلات التي لاحقت فترة برودة العلاقات بينه وبين بوعراطة، موضحا بأن الكثير أرادوا تضخيم بعض مواقفه مع مدربه، رغم أنها لم تكن في الواقع سوى مجرد خلافات بسيطة تحصل في عديد الفرق، مؤكدا بأنه لم يرفض يوما قرارات بوعراطة التي كانت قاسية في بعض الأحيان.
وعن مستقبله في الكاب، أشار محدثنا إلى أنه ما زال مرتبطا بموسم واحد مع الكاب، وأنه لم يحسم بعد في وجهته المستقبلية، مفضلا تأجيل الأمور إلى ما بعد نهاية البطولة.
م ـ مداني
عياش حيرش أكبر مناصري الكاب
عشت كافة مواسم صعود الكاب و علينا أن نقتدي بدفاع تاجنانت
يعد عمي عياش حيرش البالغ من العمر 72 سنة، من بين المناصرين القدامى الأوفياء لفريق شباب باتنة وهو مناصر معروف وسط أنصار بيت الكاب، وقد عاش هذا الموسم على غرار باقي أنصار الحمراء والزرقاء نشوة الصعود والعودة إلى حظيرة الكبار والذي وصفه بالصعود الاستثنائي رغم أن ذاكرة عمي عياش تحتفظ بعديد الذكريات الجميلة للفريق منها كافة مواسم الصعود الخمسة في تاريخ الفريق مع عدة رؤساء للنادي.أكد عمي عياش لـ”النصر” بأن تحقيق فريق شباب باتنة للصعود خلال هذا الموسم له طعم خاص نظرا للظروف الصعبة التي اصطدم بها الفريق في بداية الموسم التي لم تكن تسمح لأكثر المتفائلين أن يحلم بلعب الكاب على إحدى أوراق الصعود الثلاثة، ومع ذلك أكد عمي عياش ابن حي السطا (الأمير عبد القادر) بأنه كان متفائلا لأن الفريق له تقاليد خاصة حسبه في التكيف مع الصعوبات والمشاكل التي تعترضه.
واستحضر عمي عياش ذاكرته عندما التقيناه وهو يحضر للتنقل مع الفريق إلى مدينة سيدي بلعباس في أقصى الغرب الجزائري، وقال بأن الفريق حقق خمس مرات الصعود إلى حظيرة الكبار وكل صعود عاشه كان له طعمه الخاص، وأوضح عمي عياش حيرش الذي يعشق الفريق منذ صغره بأن موسم صعود الفريق في 1973 من القسم الشرفي آنذاك مباشرة إلى القسم الوطني كان تاريخيا كونه يعد الأول وبعد عشر سنوات من استقلال الجزائر مشيرا لتحقيق الإنجاز تحت رئاسة الفريق من طرف الدكتور شرقي.ويتذكر أيضا عمي عياش الذي احتك مع كافة رؤساء النادي صعود موسم 93/94 والذي قال بأنه يبقى تاريخيا أيضا نظرا للندية وطبيعة التنافسية التي كانت مع الغريم الجار مولودية باتنة والتي حسم فيها الكاب الصعود في آخر جولة بعد الفوز أمام شباب قسنطينة، ويتذكر عمي عياش موسم الصعود تحت رئاسة فرحي والموسمين اللذين حقق فيهما الرئيس الحالي فريد نزار الصعود مرجعا الإنجاز الأخير لتضافر جهود الطاقم الفني والإداري والأنصار ودعم والي الولاية.
يـاسين/ع