توقيف 30 "حراقا"بسواحل عنابة
أحبطت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، فجر أمس الأربعاء، محاولة للهجرة غير الشرعية، لمجموعة من الشبان، في رحلة على متن قارب تقليدي الصنع متكون من 10 «حراقة» بينهم قاصر، كانوا متجهين نحو جزيرة سردينيا الايطالية، في ثاني عملية تسجل مع بداية شهر رمضان، بتوقيف فوج آخر متكون من 20 فردا أول أمس بالمياه الإقليمية.
و حسب المجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، جاءت عملية توقيف فوج أمس في دورية روتينية لفرقة تابعة لقوات حراس السواحل أثناء قيامها بمهام تأمين الحدود البحرية، حيث نجحت في اكتشاف قارب صيد بعرض البحر في حدود الساعة الرابعة صباحا، قبل أن تتكفل وحدتان عائمتان بعملية المطاردة. و تم اعتراض مسار الزورق في وضعية 11 ميلا بحريا شمال رأس الحمراء.
و ذكر ذات المصدر، بأن الزورق كان على متنه 10 أفراد، تتراوح أعمارهم ما بين 17 و 28 سنة، تم اقتيادهم إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ بميناء عنابة، أين خضعوا لفحوصات طبية من طرف طبيب الحماية المدنية، قبل مباشرة التحقيق الإداري معهم، و الذي اتضح من خلاله، بأن هذا الفوج يضم شبانا ينحدرون من الأحياء الشعبية لمدينة عنابة.
كما بيّنت التحريات الأولية، بأن هذا الفوج من «الحراقة» انطلق في مغامرته من شاطئ سيدي سالم بإقليم بلدية البوني، في حدود منتصف الليل، وهم على متن قارب صيد طوله 7 أمتار مزود بمحرك ميكانيكي قوته 40 حصانا بخاريا.
واستنادا إلى نفس المصدر، تم تقديم الموقوفين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الابتدائية، حيث صدرت في حقهم أحكام بدفع غرامات مالية قدرت بـ 20 ألف دينار جزائري، بتهمة محاولة الهجرة غير الشرعية. نفس العقوبة سلطت على الفوج الأول المتكون من 20 « حراقا» الذين انطلقوا من شاطئ عين بربر في حدود الساعة العاشرة ليلا، ثم اكتشاف قاربهم من قبل وحدات البحرية في حدود منتصف الليل، قبل أن تتكفل الفرقاطة المناوبة بعرض المياه الإقليمية باعتراض مسار الزورق في وضعية 8 أميال بحرية شمال رأس الحمراء.
وذكرت مصادرنا بأن العودة القوية لنشاط الحراقة في شهر رمضان المتزامن مع موسم الاصطياف، لم تتوقعها قوات البحرية، بسبب صعوبة تحمل «الحراقة» لظروف الإبحار نحو الضفة الأخرى من المتوسط، في شهر الصيام مع ارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب إسناد للفرق الأمنية المكلفة بحماية المصطافين بالشواطئ هذا الموسم، مهمة التصدي لنشاط عصابات تهريب البشر التي تستغل شواطئ السباحة القريبة من التجمعات السكنية لتنظيم رحلاتها وتحضير الزوارق للإبحار، بعد شروع هذه الفرق في مهامها رسميا مع افتتاح موسم الاصطياف، حيث تعمل بالتنسيق مع قوات حرس السواحل التابعة للجيش الوطني الشعبي في إطار العمل الميداني المشترك للتصدي لمختلف الأخطار عبر الحدود البحرية سواء بالمياه الإقليمية أو الشواطئ، في إطار الإستراتيجية الجديدة، للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية و شبكات التهريب التي تستغل موسم الاصطياف وحركة الزوار للقيام بنشاطاتها المشبوهة.
حسين دريدح
