حذر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله أمس الحجاج الجزائريين من التأثر بالأفكار والمذاهب الدخيلة عن المرجعية الدينية الوطنية، ودعاهم إلى تشكيل مجموعة متماسكة تنتمي إلى نفس البيئة الثقافية، وأن يكونوا على موقف واحد، مع تفادي الاحتكاك بمن يحملون أفكارا متطرفة، والذين يسعون إلى زرع الفوضى.
أبدى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله في تصريح خص به النصر انشغاله بشأن الحجاج الجزائريين الذين يؤدون المناسك إلى جانب حجاج ينتمون إلى ثقافات ومذاهب وبيئات ثقافية مختلفة، داعيا وزارة الشؤون الدينية وكذا الديوان الوطني للحج والعمرة إلى جانب الوكالات السياسية التي تساهم في تأطير أكبر نسبة من الحجاج الجزائريين، للتكفل الجيد بضيوف الرحمان، والحرص على تحصينهم من الأطراف التي قد تسعى لاستغلال موسم الحج لنشر أفكار ومذاهب غريبة عن مجتمعنا، وأصر على ضرورة أن يستمد الحاج الجزائري كافة المعلومات سواء كانت صحية أو إدارية أو دينية من البعثة الجزائرية، التي تضم مختصين في مجالات مختلفة، محذرا من مغبة التقاط أفكار من بيئات ثقافية غريبة، ونصح بأن شكل الحجاج الجزائريون مجموعة واحدة ومتماسكة.
وشدد غلام الله في ذات السياق على أهمية الالتزام بارتداء اللباس الجزائري حين أداء المناسك، وعدم التشبه بالآخرين، لأن الجزائري يعرف من هندامه، وأن يكون لديه الشخصية الجزائرية المعروفة بمقومات المستمدة من عناصر أساسية، من بينها الثورة الجزائرية التي يحترمها الجميع عبر العالم، موضحا بأن النصائح التي يتلقاها المرشدون والأئمة قبل الاتجاه إلى البقاع المقدسة، تصب في هذا السياق، كما تحرص وزارة الشؤون الدينية على إرسال أئمة سبق لهم وأن أطروا الحجاج، إذ يشكل الأئمة الذين أدوا المناسك نسبة 80 بالمائة من مجموع أعضاء هذا السلك، ويتم تدعيمهم سنويا بأئمة جدد، بغرض الحفاظ على الشخصية الوطنية.
وأكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى على صعوبة تحصين 36 ألف حاج من العناصر الدخيلة، غير أن حرص أعضاء البعثة وتظافر جهودها ساهم في إنجاح مواسم الحج السابقة، بدليل عودة ضيوف الرحمان في جو من التآلف والصفاء، لكن هذا لا يعني حسبه عدم الحيطة والحذر من قبل وزارة الشؤون الدينية وديوان الحج، وكذا الوكالات السياحية التي لا ينبغي عليها التعامل بمنطق تجاري مع الحجاج، بل عليها السهر على مرافقتهم في إداء المناسك وتحصينهم، موضحا بأن الأفكار الدخيلة التي قد يتأثر بها الحاج الجزائري تتعلق أساسا بالتطرف، بسبب وجود أطراف تريد بعث بعض البدع التي ظهرت قديما، وأدت إلى تقسيم صفوف المسلمين، مذكرا بأن مهمة الإفتاء ليست مخولة للإنسان العادي، بل لأهل الاختصاص فقط.
وأضاف السيد غلام الله أن التطرف والإرهاب هو أكثر ما يهدد المجتمعات، فضلا عن استعمال الدين لأغراض دنيوية، كالتشكيك في دور الحكومات بهدف زرع الفتنة وإثارة الفوضى في الأوطان، موضحا أن دور المرشدين يكمن في مرافقة الحجاج ومتابعة ما يمكن أن يوزع عليهم من مناشير أو مطويات، قد لا يدرك الإنسان العادي مغزاها ما ترمي إليه، مشيرا إلى أن الاحتكاك بباقي الحجاج عادة ما يكون في الحرم، حيث ينبغي تنظيم أعضاء البعثة بطريقة تسمح بتأطير مجمل الحجاج بشكل محكم، في حين تقل المخاوف إثناء أداء المناسك، بسبب تفويج الحجاج وتوزيعهم على فضاءات محددة حسب الدول القادمين منها لتفادي الازدحام.
ويساهم المجلس الإسلامي الأعلى في مهمة تحصين الحجاج الجزائريين عن طريق التوجيه الديني، بوجود ممثلين عنه ضمن البعثة العلمية، ويقوم بإصدار الفتوى التي يطلبها الحجاج، بالتنسيق مع ممثلي وزارة الشؤون الدينية، حتى لا يلجأ الحاج إلى مصادر أخرى ليست على اطلاع بالمرجعية الدينية الوطنية.
لطيفة/ب
