أكد الفريق،أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن الجيش سيظل ملتزما بمهامه الدستورية، ولن يحيد عنها مهما كانت الظروف، وسيظل جيشا جمهوريا ملتزما بالدفاع عن السيادة الوطنية، وحرمة التراب الوطني وحافظا للاستقلال الذي استرجعه الشعب الجزائري بالحديد والنار، وبالدم والدموع، وشدد على حتمية مواصلة مكافحة ما تبقى من فلول الإرهاب إلى غاية اجتثاثه إلى الأبد من الجزائر. في رسالة واضحة للذين يحاولون إقحام المؤسسة العسكرية في المسائل السياسية.
جدد الفريق، أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس من الناحية العسكرية الخامسة( قسنطينة) حيث يؤدي زيارة ميدانية، تمسك الجيش الوطني الشعبي بمهامه الدستورية، وواجبه الوطني، وسعيه المتواصل لتطوير قدراته، وقال الفريق في كلمة توجيهية لكل مستخدمي إقليم الناحية الخامسة بعدما استحضر مآثر الذكرى المزدوجة لـ 20 أوت « فتثبيتا لمقومات هذه الغايات الكبرى والنبيلة، سيظل الجيش الوطني الشعبي- مثلما أكدنا على ذلك مرارا وتكرارا- جيشا جمهوريا، ملتزما بالدفاع عن السيادة الوطنية، وحرمة التراب الوطني حافظا للاستقلال، هذا الكنز الذي استرجعه شعبنا بالحديد والنار، وبالدم والدموع، جيشا لا يحيد أبدا عن القيام بمهامه الدستورية مهما كانت الظروف والأحوال، وسيظل أيضا مثابرا على تطوير قدراته، مرابطا على الثغور، راعيا لمهامه ومعتنيا بمسؤولياته، ومقدرا لحجم واجبه الوطني، وسيبقى رمزا جلي الدلالة من رموز حب الوطن، وحصنا منيعا من حصون الثبات على العهد، والوفاء بالوعد المقطوع أمام الشعب والتاريخ، وأمام الله قبل ذلك وبعد ذلك».وتطرق نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في كلمته بإسهاب لذكرى 20 أوت المزدوجة فقال إن «إطلاق اسم يوم المجاهد على هذين الحدثين البارزين من تاريخ ثورتنا التحريرية الخالدة، هو اعتراف وتمجيد لما بذله مجاهدو جيش التحرير الوطني من تضحيات وما أظهروه من بطولات، وهي ذكرى جديرة مثل غيرها من المحطات التاريخية الوطنية الأخرى، بأن تحفظ في الذاكرة».وقال مضيفا أن «الهجومات العسكرية التي شنها جيش التحرير الوطني بقيادة الشهيد البطل زيغود يوسف على مواقع وقلاع القوات الفرنسية والمعمرين بالشمال القسنطيني، شهورا قليلة بعد اندلاع الثورة التحريرية، قد سمحت لها أن تدخل مرحلة جديدة وتحقق نجاحات باهرة على المستويين السياسي و العسكري، إذ ساهمت هذه الهجومات في فك الحصار الذي حاول الاستعمار الفرنسي ضربه على الثورة خاصة في منطقة الأوراس، كما رفعت من معنويات المجاهدين والشعب بصفة عامة وأكدت استمراريتها وشموليتها، والتفاف الشعب برمته حولها وبلوغ صداها المدوي أروقة المحافل الدولية وجميع أصقاع العالم».
وفي نفس السياق أضاف» وتتويجا لهذه الانتصارات الميدانية التي حققها جيش التحرير الوطني، جاء مؤتمر الصومام يوم 20 أوت 1956 بغرض تقييم الخطوات والأشواط التي قطعتها الثورة منذ مرحلة الانطلاق والاستفادة من التجربة المكتسبة ليتم بفضل القرارات التنظيمية التاريخية والحاسمة الدخول في عهد جديد بأساليب ووسائل تتواكب مع التطور الذي بـلـغـتـه الثورة التي واصلت مسيرتها العملاقة إلى غاية تحقيق النصر المبين». وخلص إلى التأكيد على أن «إرادة التحرر التي ردع بها جيش التحرير الوطني عدوه بالأمس لا تضاهيها إلا هذه الإرادة الصلبة التي تسكن قلوب ونفوس وعقول أفراد الجيش الوطني الشعبي وإصرارهم على مواصلة حفظ عهد ودم الشهيد، وتثمين وعد وجهد المجاهد والإبقاء على مكتسبات الثورة التحريرية المباركة كاملة وغير منقوصة».
ولم يفوت المتحدث الفرصة للإشادة برسالة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، التي بعث بها بمناسبة ذكرى 20 أوت الخالدة، والتي أكد من خلالها على أنه يمكن للشعب الجزائري أن يرتكز بأمان على الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على أمن البلاد ومواطنيها والحفاظ على سلامة التراب الوطني، مجددا باسم الشعب الجزائري واجب التحية والتنويه لأفراد الجيش الوطني الشعبي من ضباط وضباط صف وجنودي، وكذا إلى أفراد أسلاك الأمن على تفانيهم المثالي، وعلى تضحياتهم الجسام في القيام بمهامهم وفي خدمة الوطن الغالي.
وفي اليوم الأول من زيارته للناحية العسكرية الخامسة التي ستدوم يومين وقف الفريق أحمد قايد صالح رفقة اللواء عمار عثامنية قائد الناحية وقفة ترحم على روح الشهيد البطل زيروت يوسف مهندس هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت من العام 1955، والذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، ووضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكري المخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح كل الشهداء الأبرار.
كما قام بتدشين نادي الخدمات الطبية الاجتماعية الواقع بجوار المستشفى العسكري الجهوي الجامعي الشهيد عبد العالي بن بعطوش، الذي يتوفر على كافة المرافق الضرورية التي تكفل الاستقبال الجيد لأفراد عائلات المرضى القادمين من الولايات البعيدة، كما وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز مركز مكافحة السرطان.
كما دشن النادي الجهوي للجيش، الذي يعد مكسبا جديدا وهاما للجيش الوطني الشعبي لما يضمه من مرافق الراحة لفائدة مستخدمي و متقاعدي وزارة الدفاع الوطني وعائلاتهم.
بعدها استمع الفريق، أحمد قايد صالح، لتدخلات مستخدمي الناحية العسكرية الخامسة، و ترأس رفقة اللواء عمار عثامنية قائد الناحية اجتماعا ثانيا حضره قادة القطاعات العسكرية، وقادة الوحدات الكبرى وممثلي المصالح الأمنية، الذين تابعوا عرضا شاملا حول الوضع الأمني بإقليم الناحية، وبعدها أسدى الفريق التعليمات والتوجيهات ذات الطابع العملياتي والأمني، وشدد على حتمية مواصلة جهود مكافحة ما تبقى من فلول الإرهاب إلى غاية اجتثاث هذه الآفة وإلى الأبد من بلادنا.
إ-ب