دخل أمس أساتذة مختلف المؤسسات الجامعية عبر الوطن في إضراب "إنذاري" عن العمل استجابة لنداء المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي " كناس " للاحتجاج على نظام الترقية الحالي والمطالبة بالزيادة في أجور مختلف شرائح الأساتذة.
وقال عبد المالك رحماني، المنسق الوطني لنقابة "كناس " في تصريح للنصر بأن الإضراب الذي اتخذ قراره المجلس الوطني لتنظيمه النقابي في آخر اجتماع له، "جاء للمطالبة بتحسين الوضعية الاجتماعية للأستاذ الجامعي " بصفة قوية " وقال " لقد حان الوقت للنظر للأستاذ الجامعي كأستاذ وليس كربع أستاذ وذلك باعتماد مسار مهني تحفيزي يعيد الاعتبار له ويوقف النزيف الحاصل في أوساط الجامعيين الذين هاجر الكثير منهم نحو القطاعات الأخرى" مشيرا إلى أن الأساتذة الجامعيين لم تشملهم أي زيادة في الأجور منذ سبع سنوات ( منذ 2008).
وانتقد رحماني نظام الترقية الحالي الذي قال أنه يعتمد على النشاط البحثي فقط ولا يعير أي اهتمام للمجهود البيداغوجي ما جعل بين 70 إلى 75 بالمائة من الأساتذة الجامعيين يتقاضون أجورا تقل عن 50 ألف دينار، وهو أجر – يضيف- أقل بثلاث أضعاف عن ما يتلقاه الأساتذة الجامعيون في بلدان الجوار رغم الأزمات الاقتصادية التي تعيشها هذه البلدان››.
وفي هذا السياق تحدث مسؤول نقابة" كناس " عن هجرة الكثير الأساتذة للمدرجات وتوجههم للعمل نحو مكاتب الدراسات وغيرها، في ظل تمسك الوزارة بنظام ترقية لا يسمح سوى بترقية 2000 أستاذ من مجموع 52 ألف أستاذ، وأشار بالمناسبة إلى أن تنظيمه النقابي قد قام بإعداد مشروع بديل لنظام الترقية الحالي، يمنح الحق لكل شرائح الأساتذة بالترقية بإدخال الجانب البيداغوجي، لكنه لم يلق الترحيب لدى الوزارة الوصية.
وبعد أن أكد بأن النقابة تتمسك بضرورة إعادة النظر في المسار المهني، تحدث رحماني عن " استجابة قوية لنداء الإضراب سيما في قسنطينة وبسكرة والوادي وبسكرة و ورقلة، وقال أن أساتذة غير منتمين لتنظيمه النقابي طالبوا بالانخراط كنوع من التغطية القانونية قصد المشاركة في هذه الحركة الاحتجاجية التي تدوم ثلاثة أيام.
ميدانيا سجل مندوبو النصر بأن اليوم الأول من إضراب " كناس " في قسنطينة "شهد نسبة استجابة ضعيفة جدا جامعات الولاية، حيث تراوحت نسب المشاركة بين الضئيلة و المنعدمة، من كلية إلى أخرى››، حيث جرت الدراسة بشكل عادي في جامعات قسنطينة الثلاث.
وقال مدير البيداغوجيا جامعة قسنطينة 1 للنصر" لم نسجل أي حالة إضراب من طرف الأساتذة، حيث سارت الدروس بشكل طبيعي"في حين شهدت جامعة قسنطينة 2، استجابة محتشمة للإضراب «الكناس»، و على حد تأكيد مصدر مسؤول بإدارة الجامعة، فإن المشاركة في الإضراب كانت ضئيلة جدا على مستوى الكليات الـ 6 التي تضمها الجامعة، موضحا بأن الإضراب لم يؤثر على سير الدروس بالنظر إلى العدد القليل للأساتذة المشاركين فيه.
وفي سكيكدة أيضا تم تسجيل عدم استجابة أساتذة الجامعة لنداء الإضراب حيث جرت الدراسة بشكل عاد في جميع الكليات. كما تم تسجيل نسبة استجابة ضعيفة لنداء الإضراب في جامعتي وهران 1و.2
وعلى العكس من ذلك قالت نقابة ‘’ كناس ‘’ بجامعة 8 ماي 45 بقالمة بأن نسبة المشاركة في اليوم الأول من الإضراب قد بلغت نحو 60 بالمائة عبر مختلف الأقسام و الكليات.
وقال ممثل النقابة الدكتور هشام طبيخ إن أساتذة غير منخرطين في الكناس شاركوا في الإضراب، كما تحدث مسؤول نقابة " كناس "المسيلة عبد الله هوابس أن ما بين 50 إلى 60 بالمائة من الأساتذة توقفوا عن العمل استجابة لدعوة النقابة.
و بولاية برج بوعريريج، أشار المنسق الولائي لنقابة الأساتذة بجامعة محمد البشير الابراهيمي إلى أن نسبة الاستجابة لنداء الإضراب بلغت 95 بالمائة، أين شهدت معظم المعاهد شللا شبه تام في الدراسة، فيما زاول بعض الأساتذة مهامهم بصفة عادية على غرار أساتذة كلية علوم الطبيعة و الحياة و علوم الأرض و الكون .
وفيما قرر أساتذة جامعة مولود معمري، بتيزي وزو تنظيم مسيرة اليوم بمشاركة الطلبة، قالت ممثلة " كناس "بباتنة أن نسب الاستجابة لنداء الإضراب كانت متفاوتة، بين كلية وأخرى مشيرة إلى أن النسبة في كلية اللغات والآداب بلغت 90 بالمائة مقابل 50 بالمائة في كلية الوقاية والأمن الصناعي فيما انعدمت في كلية العلوم.
ع.أسابع/ عبد الرزاق. م/ المراسلون