من واجب الدولة حماية أصوات الناخبين و نجاح الأحزاب مرتبط بمصداقية المترشحين
• نجاح الأحزاب مرتبط بمصداقية المترشحين وقدرتهم على التبليغ والإقناع
قال الكاتب والباحث البروفيسور محمد طيبي، أن الانتخابات دائما هي فعل حضاري و محك لنمو الوعي، مضيفا أنه من واجب الدولة حماية أصوات الناخبين، ويرى أن نجاح الأحزاب في الانتخابات المحلية ، مرتبط بمصداقية المترشحين وقدرتهم على التبليغ والتنوير والإقناع .
وأوضح البروفيسور محمد طيبي ، أن الترشح للحكم المحلي هي في الأساس عملية تهم المواطنين ، وأن جذب الناخبين مرتبط بصورة المترشحين، وقال أنه في الحالات التي يكون فيها مترشح حزب لا يمتلك المقدرات التي تقنع الناخب المحلي، فإنه لن يفوز وستذهب الأصوات ليس إلى الأحزاب أو البرامج بل ستذهب إلى الوجوه على حد تعبيره وأضاف في تصريح للنصر ، أمس، أن الرأي العام الجزائري يتطور وأن الجزائريين الآن يطرحون أسئلة كبرى عن ضرورة تطوير الحكم المحلي و اعتبر أن الكثير من المشاكل الكبرى التي نعيشها هي بسبب المركزية المفرطة ومن فراغات القرار المحلي الذي يمثل إرادة المجتمعات المحلية وهذه معادلة كبيرة -يضيف المتحدث -لا تنتبه إليها، الأحزاب و السلطات المركزية.
و بخصوص ظاهرة العزوف الانتخابي أوضح طيبي، أن الأمر يتعلق بفعالية المترشحين وقدرتهم على الإقناع وأضاف في هذا الصدد أن مسألة نسبة المشاركة في الانتخابات تحولت إلى خطاب سياسوي، حيث أن الأحزاب التي تعرف أن ليس لها حظ ، فهي تستثمر في العزوف وأضاف أن الأحزاب تتحمل مسؤولية كبيرة عن العزوف ، لأن النخب الحزبية -كما قال- صارت من النخب المتهافتة وليس من النخب المناضلة وأضاف أن أزمة البلد وتعاسته هي في تعفن الروح الحزبية وتحول أحزاب إلى كتل مصالح وولاءات وليس لخدمة الشأن العام .
وبالنسبة لخطاب الأحزاب السياسية والمترشحين في الحملة الانتخابية التي انطلقت، أول أمس، أفاد نفس المتحدث أن مقدرات المترشحين على المحك، فالمترشح مطالب بعرض خطاب سياسي يستجيب للأسئلة المحلية و من واجبه ومن ضرورات السياسة -كما قال- أن يقدم رؤية شاملة للمسائل الوطنية كالتنمية الوطنية والقضايا الكبرى في البلد ، مضيفا في نفس الصدد أن نجاح الأحزاب الآن مرتبط بمصداقية المترشحين وقدرتهم على التبليغ والتنوير والإقناع فنحن -كما قال- أمام منافسة سياسية محلية حقيقية.
وبخصوص تقلص الموارد المالية والعجز لدى بعض البلديات وكيفية تعامل المنتخبين مع هذه الأوضاع أوضح طيبي، أن عبقرية السياسة أن تفعل من الشيء القليل، الشيء الكثير، مضيفا أن المقدرات المالية للبلد الآن سيتقاسمها الجزائريون في إطار التضامن الوطني وأن الفعالية لا تتعلق بحجم الإنجازات بل بقدرة التدبير المحلي بمعنى الخيارات والأولويات والنجاعة وعبر عن تخوفه من أن تتحول الأزمة إلى مطية للفشل ، وقال أن رئيس البلدية الذي يكون شفاف وواضح مع الناس ، لا يؤاخذونه على شيء لا يستطيع تحقيقه .
وحول الضمانات الموجودة لنزاهة الانتخابات المقبلة، أكد طيبي أنه من واجب الدولة والسلطة أن تحمي أصوات الناخبين، فمن حق المواطنين أن تحمى أصواتهم وقال أنه لا خير في انتخابات غير نزيهة ، فيجب أن نصون بلدنا بصدق وبالشرف السياسي على حد تعبيره.
وقال أن الغاية من كل انتخابات هو تجديد القيادات المحلية أو الوطنية والتجديد يعني أفكار ووجوه جديدة وتطوير التدبير المحلي والوطني وتابع قائلا : أن الانتخابات ليست عملية اعتباطية، بل هي تدخل في استراتيجية التحول المجتمعي، وعليه فالبلد يحتاج إلى ترجمة النصوص الإصلاحية إلى واقع مجتمعي حسبه ، مؤكدا أن الانتخابات دائما هي فعل حضاري و محك لنمو الوعي ، وقال أن الانتخابات هي أعلى ممارسة للمواطنة فإذا تطورت هذه الممارسة فسيتطور المجتمع وسيجد مقصدا للعيش المشترك المحلي ويتجاوز كل ما هو مصدر توترات محلية ، مضيفا في نفس السياق أن دور الانتخابات هي أن تحل الاختلافات والتناقضات واعتبر أن الانتخابات، تقاليد و لها علاقة بوزن الأحزاب وتأثيرها في الحياة العامة بنسبة معينة.
وبالنسبة للصلاحيات الحالية للمجالس المحلية يرى نفس المتحدث، أن الصلاحيات المتوفرة حاليا تفيد نسبيا المبادرة المحلية وقال أن المستقبل يفرض علينا أن نعيد النظر في سلطة الإدارة المتمثلة في الوالي وسلطة رئيس البلدية والمجلس البلدي ، موضحا أنه يجب إعادة النظر في التوازنات، وأن تعطى للمبادرة المحلية أوسع مجال ممكن ليتحمل الناخب المحلي مسؤوليته مع المواطنين من أجل تخفيف العبء على الدولة.
مراد - ح