الخبير الإعلامي السويسري دانيال كورنو

الصحافة الإلكترونية تفرض تحديات إعلامية وسياسية
قال الخبير الإعلامي دانيال كورنو أمس الأحد، أنه من الصعب ضبط أخلاقيات الممارسة الإعلامية في الصحافة الإلكترونية خاصة مع تطور أنواعها من مواقع إعلامية والتي أنتجت صحافة الإتصال ومدونات وحتى مشاركة للمواطنين في وضع المعلومة وفتح النقاش وتطوير الأفكار، ومن أهم الصعوبات بحسبه، مصادر المعلومات التي هي غير معروفة ويتعذر التعرف عليها وتصديقها. وأعطى المحاضر بعض القواعد التي يمكن اللجوء إليها لتحقيق نوع من المصداقية للأخبار المستقاة من المواقع الإلكترونية، منها البحث عن المعلومة في أصلها فإذا كانت تخص حكومة أو مؤسسة في السلطة فيمكن الرجوع لموقع هذه الإدارة ومحاولة التأكد من المعلومة، أما إذا أراد الصحفي التعامل مع خبر عبر الفايس بوك أو تويتر، فيجب أن يكون الخبر من صحفي معروف الهوية وليس من مجهول، أو يكون من أشخاص نعرفهم ويمكن تأكيد المعلومات معهم. و لذلك أصبحت الصحافة الإلكترونية مثلما أوضح المتحدث، سلطة خامسة، محركة للفعل الإعلامي بمفاهيم جديدة و فاعلة في التحولات السياسة عبر العالم من خلال فرض مفاهيم مستحدثة منها العدالة الإعلامية، الحق في المعرفة وغيرها.
فقد نشط الخبير الإعلامي  السوسري دانيال كورنو، أمس محاضرة تمحورت حول «آداب وأخلاقيات وممارسة العمل الصحفي في عصر الأنترنيت» بجامعة محمد بوضياف بوهران، حيث تطرق خلالها للتحديات الجديدة التي تواجه الإعلام العالمي عموما وهي الصحافة الإلكترونية التي يصعب ضبط أخلاقياتها وممارستها، مستدلا في كلمته بعدة أمثلة من الأوضاع التي تعيشها عدة مناطق توتّر وحروب، وكيفية التناول الإعلامي لها خاصة من طرف الصحافة الإلكترونية.
 وأبرز المحاضر أن الصحافة التقليدية التي ارتكزت منذ القرون الماضية على صحافة الرأي ثم صحافة الخبر، أصبحت اليوم في منافسة غير مضبوطة للقواعد الأخلاقية مع صحافة الإتصال التي تمارسها المواقع الإعلامية الإلكترونية، موضحا أن الصحفي عبر الأنترنيت لا يسلك نفس مسار الصحفي العادي في تحري واستقصاء مصداقية المعلومة، فالفضاء العمومي يختلف مفهومه ما بين الواقع والإفتراضي، كما أن صحفي الأنترنيت غير مقيّد بالوقت الذي غالبا ما يكون هاجسا لدى الصحافة التقليدية، وبالتالي فإنه ينشر الخبر ويستطيع أن يكذّبه أو ينفيه في أي وقت، ومن بين مميزات الصحافة الإلكترونية أنها تسمح بالتفاعل المباشر مع الجمهور، وتتضمن ضمن طاقمها من يتكفل بهذه المهمة كوسيط حسب الدكتور دانيال الذي إسترسل في ذكر بعض المميزات التي جعلت الصحافة الإلكترونية تفقد المصداقية إلى حد ما، منها عدم معرفة مصدر الخبر ولا مصدر الصور أيضا، حيث غالبا ما تكون هذه المصادر من هواة لا يمكن الإعتماد عليهم كمصادر إعلامية. كما أن الصحافة الإلكترونية في أوروبا اليوم ـ مثلما أوضح الأستاذ المحاضرـ  تطور مطلب «الحق في النسيان» الذي يسمح بالحفاظ على خصوصيات الأشخاص في حياتهم العامة، حيث سيمكن هذا المطلب من بلورة خاصية محو المعلومات من محركات البحث عبر الأنترنيت.
للتذكير، فإن المحاضر السويسري دانيال كورنو، يشغل حاليا منصب وسيط بالمجموعة الإعلامية «تاميديا» السويسرية. وسبق وأن أشرف على إدارة مركز روماند لتكوين الصحفيين بلوزان، وترأس لجنة أخلاقيات المهنة بجامعة جنيف، وهو حاليا عضو بهذه اللجنة،  وشغل أيضا عدة مناصب في الإعلام على رأسها رئيس تحرير جريدة « منبر جونيف» من 1982 لغاية 1992، وله عدة إصدارات في الإعلام.                   

هوارية ب