أظهرت عملية التصحيح الأولى لأوراق الامتحانات الخاصة بشهادة البكالوريا تحسنا إيجابيا في النتائج المحققة في مادة اللغة العربية لدى كافة الشعب، مع تسجيل نتائج مقبولة في اللغات الأجنبية، وكذا الرياضيات والعلوم الطبيعية، بفضل تمكن الأساتذة من تدارك التأخر الناجم عن الحركة الاحتجاجية التي شنتها نقابة "الكنابست" خلال السنة الدراسية المنقضية.
وتتم عملية التصحيح الخاصة بامتحانات شهادة البكالوريا على مستوى المراكز التي حددتها وزارة التربية الوطنية، تحت إشراف مباشر لمفتشي المواد، الذين تلقوا تعليمة صارمة من الوصاية تتضمن ضرورة تكييف جدول التنقيط مع درجة صعوبة الأسئلة، بعد الوقوف على صعوبات واجهها التلاميذ في معالجة بعض المواضيع، من بينها اللغة الانجليزية، لذلك تمت مطالبة الأساتذة المصححين بمراعاة الظروف التي عاشها التلاميذ خلال الموسم الدراسي المنصرم، والتي حالت دون تمكنهم من القيام بالعدد الكافي من الأعمال التطبيقية داخل الأقسام ، قصد الإلمام بالدروس بشكل جيد وفهم كافة تفاصيلها ، وذلك عن طريق إعادة النظر في سلم التنقيط بما يخدم مصلحة المترشحين.
وبحسب رئيس النقابة المستقلة للأساتذة وعمال التكوين بوعلام عمورة فإن عملية التصحيح الأولى التي ما تزال مستمرة، سجلت حصول بعض الممتحنين على علامة 16 من عشرين في مادة اللغة العربية ، ما يعد في تقديره مؤشرا إيجابيا على تحسن مستوى الأداء في هذه الامتحانات الرسمية، علما أن نفس النتائج الإيجابية سجلها التلاميذ في امتحان اللغة العربية في شهادتي التعليم الابتدائي و المتوسط، وأوضح المصدر بأن مجريات التصحيح تتم في ظروف جيدة، وتحت مراقبة مستمرة من وزارة التربية الوطنية عن طريق المفتشين ، بالنظر إلى طبيعة الموسم الدراسي الأخير الذي عاش بعض المشاكل ، بسبب الإضراب المفتوح الذي شنته نقابة "الكنابست"، والذي تضررت منه بالدرجة الأولى أقسام النهائي ، خاصة بولايات البليدة و بجاية و تيزي وزو، وبدرجة أقل ولايتي الجزائر العاصمة و بومرداس.
وأضاف في ذات السياق رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد ، بأن عملية التصحيح أظهرت أيضا عدم تكيف بعض التلاميذ مع الأسئلة التي تعتمد على الفهم في المواد التي كانت في السابق تقوم على الحفظ ، على غرار التاريخ و الجغرافيا، لذلك جاءت بعض الإجابات متشعبة غير مضبوطة ، حيث عجز بعض الممتحنين على فهم المغزى الفعلي للأسئلة ، موضحا بأن التحضير الجيد خلال الموسم الدراسي لشهادة البكالوريا كفيل بتمكين المترشحين من تحقيق النجاح، ومواجهة كافة الصعوبات، إلى جانب المرافقة المستمرة من قبل الأساتذة.
واقترح المصدر لمعالجة هذه النقائص، أن يمكن الأساتذة المكلفين بالأقسام النهائية، الطلبة من تقنيات معالجة الأسئلة التي تقوم على الفهم لا على الحفظ ، وعدم الاكتفاء فقط بتقديم الدروس بطريقة كلاسيكية، بغرض الانسجام مع برنامج الوزارة القائم على التخلي عن الأسئلة المباشرة ، التي لا تسمح باختبار المستوى الفعلي للتلاميذ، وهي من التدابير التي تم اتخاذها من طرف الوزارة هذا الموسم ، للحد من ظاهرة الغش في الامتحانات الرسمية ، فضلا عن تحسين مستوى التلاميذ في المواد الأساسية بغرض إعدادهم للسنة الأولى جامعي التي تسجل سنويا ارتفاع نسبة المعيدين.
وبحسب السيد عمورة فإن أسئلة امتحانات البكالوريا كانت في مجملها عادية، وبعضها كان جد سهل وفي مستوى عامة المترشحين، مرجعا الصعوبات التي اشتكى منها بعض المترشحين بخصوص بعض المواد الأساسية، على غرار مادة العلوم الطبيعية، إلى عدم تمكن الأساتذة من تنفيذ العدد الكافي من التمارينات أو الأعمال التطبيقية داخل الاقسام بسبب ضيق الوقت، حيث ركزوا خلال الفصل الثالث على إتمام البرنامج الدراسي، مذكرا بأن نقابته تعد من المطالبين بتغيير نماذج الاسئلة وجعلها تقوم على الفهم لا الحفظ .
لطيفة/ب
