حب الجزائر مغروس في قلبي و سأعود إلى مهرجان وهران
كان حضور الفنان الفلسطيني محمد بكري للطبعة 11 لمهرجان وهران الدولي لفيلم العربي، مميزا بالنظر للتناول الإعلامي المكثف الذي تبع كلمته التي تحدث فيها عن الخلل الذي وقع في توقيت عرض فيلم «واجب» الذي قدم دور البطولة فيه ، بسبب البرمجة، و لم يكتف بالقول « أحب الجزائر وهي فوق كل اعتبار». بل رد سهرة اختتام المهرجان على الجدل الكبير الذي أثارته الصحافة، و خص النصر بهذه الدردشة القصيرة لتوضيح ما حدث.
. النصر: هل يعود الفنان محمد بكري للمهرجان في طبعته القادمة بالرغم من الجدل الذي أثير في الطبعة المنقضية؟
ـ محمد بكري: الجزائر أهم بالنسبة إلي من المهرجان و من أي شيء آخر، ومهرجان وهران أهم بالنسبة إلي من أي مهرجانات أخرى، لأنه يعني لي الكثير، وسأعود إلى الجزائر وإلى وهران كلما أتيحت لي الفرصة، علما بأنني أزور لأول مرة الجزائر لأشارك في المهرجان، ولكن حب الجزائر مغروس في قلبي.
. شعار المهرجان «العيش معا»، فهل ممكن في وضعية الاحتلال و الحرب التعايش مع المحتل سينمائيا؟
ـ العيش معا بسلام ممكن، إذا كان الجميع في مستوى واحد بمعنى يجب أن يتوفر شرط التوازن بين الأطراف المتعايشة، و يجب ألا يكون التعايش في ظل العبد و السيد، فمادام الإسرائيلي محتل للأرض صعب أن أتعايش معه بسلام، و لو سينمائيا.
.كيف يخرج الفنان الفلسطيني أعمالا راقية من عمق الإحتلال؟
ـ يقال أن الأزمة تلد الهمة، والفنان الفلسطيني يرفع التحدي على الأوضاع الأمنية والإحتلال، مما يؤدي به لرفع تحدي الفن وإخراجه إلى الجمهور العالمي، حيث يخلق الفنان عالما متكاملا، يصب في بحر التساؤلا ت في محاولة منه لإيجاد حلول أو منح جرعة تفاؤل لواقع مجهول.
. هل من الميسر أن يتم التصوير لإنجاز العمل الفني المتكامل؟
ـ مشاكل التصوير موجودة، منها مثلا العقبات المادية، وكذا التصوير في مناطق مأهولة بالسكان الذين غالبا لا يتساهلون مع التصوير في حاراتهم بالنظر للوضع، وبالنسبة لفيلم «واجب» الذي شارك في مهرجان وهران، بداية تصويره كانت في حي يقطنه يهود إسرائليون عطلوا الأمر، و ماكان على فريق العمل سوى الإنتقال بسرعة لمكان آخر، كي لا يكتشفوا أمرنا و يمنعوننا ثانية، وهكذا أنجز الفيلم.
. هل سبق وأن شاركت في عمل تم تصويره في الأراضي الإسرائيلية؟
. أنا أصلا أعيش في الأراضي الإسرائيلية و يقع علي ما يقع لباقي الفلسطنيين من ظلم وعدوان وقمع وتمييز عنصري، وبالتالي العيش في الأراضي الإسرائيلية لا يشعرني بالراحة، لأنني محتل في أرضي ورغم الداء والأعداء سأبقى أعيش هناك، فهي أرضي أنا و ليست أرضهم، وبالنسبة للأعمال السينمائية، أصور عدة أعمال هناك، طبعا بصعوبة ولكن أتحدى الوضع، مثلما سبق ذكره حول ما حدث مع فيلم «واجب».
. ماذا عن استقبال الأفلام السينمائية الفلسطينية في المهرجانات الدولية؟
ـ الأفلام الجيدة هي التي تفرض نفسها على المهرجانات، فالأعمال الجيدة والمنجزة بإحترافية، تقبل دون مشاكل، لأن الأهم هي المعايير السينمائية، مهما كانت الدول المنظمة للمهرجانات حليفة للعدو.
. عهد التميمي أصبحت رمزا للشباب الفلسطيني الثائر المتحدي للمحتل الإسرائيلي أليس كذلك؟
ـ هؤلاء الشباب الثائر مثل عهد التميمي الذين يعدون بالآلاف، يرفعون الرأس ويشرفون الفلسطنيين، فهم ينتمون لجيل لا ينحني للإحتلال الإسرائيلي.
.أثيرت مؤخرا مسألة نقل السفارة الأمريكية للقدس، فهل يمكن أن توحي لك بفكرة عمل سينمائي مستقبلا؟
ـ أنا لا أهتم بالقضايا السياسية المباشرة، بل ما يهمني الإنسان الفلسطيني، ومسألة نقل السفارة أعتبره كلاما فارغا، ولعبة من إنسان مهووس وغبي. بن ودان خيرة