علم النفس فجر طاقاتي الإبداعية و أنوي التوجه إلى عالم الرواية
تتميز بموهبة شعرية و نثرية خصبة صقلها علم النفس الذي درسته عن حب و حماس، لتغوص أكثر في أغوار النفس البشرية المعقدة و تشرح ب»مبضع» المعالجة النفسانية مختلف المشاعر و الآراء و المواقف و الذكريات، و تحولها إلى قصص و قصائد تنبض إبداعا و جمالا، فالمعالجة النفسانية الشابة سميرة بعداش تحمل بجعبتها إلى جانب أبحاثها في علم النفس، مجموعة شعرية و قصة للأطفال، و نشرت أشعارها في جريدة الشعر و الشعراء المصرية و أدرجت في موسوعة الإبداعات النسوية المغاربية التي أعدت من أجل أطفال سوريا في 2016 ، كما طبعت أشعارها مؤخرا في كتاب جماعي عنوانه «مشاعل جزائرية : أديبات من الجزائر العميقة» أعده الكاتب السعودي مشعل العبادي، إلى جانب مشاركاتها العديدة في ملتقيات و أمسيات أدبية ، زارت ابنة دائرة زيغود يوسف بولاية قسنطينة النصر، ففتحت قلبها للقراء من خلال هذا الحوار
. النصر: حدثينا عن أهم محطات مسارك الإبداعي..
ـ سميرة بعداش: بدأت أكتب الخواطر و القصص القصيرة عندما كنت تلميذة في الطور المتوسط، ثم بدأت أميل إلى كتابة الشعر، و تأثرت خصوصا بالشعر الجاهلي، و في مرحلة التعليم الثانوي اكتشفني أستاذ الأدب العربي ، حيث اطلع على خاطرة كتبتها عنوانها «شجرة الأبنوس» ، ثم شاركت في مسابقة أحسن بحث حول الشهيد زيغود يوسف بولاية سكيكدة، في إطار إحياء ذكرى أول نوفمبر في سنة 1994، ثم شاركت في مسابقة في القصة القصيرة . بعد حصولي على شهادة البكالوريا تفرغت لدراستي الجامعية.
. ألم تفكري في دراسة الأدب العربي؟
ـ أكيد،كان اختياري الأول أدب عربي، و تفاجأت بتوجيهي لدراسة علم النفس، لأنني حصلت على علامة جيدة في الفلسفة. في السنة الثانية بدأنا ندرس الأمراض النفسية و نغوص في أعماق النفس البشرية بكل تناقضاتها و صراعاتها و أبعادها الظاهرة و الكامنة، فساعدني ذلك على الاقتراب أكثر من مجال الإبداع.
. إذا أنت ترين بأن هناك علاقة بين علم النفس و الكتابة الإبداعية..
ـ توجد في علم النفس تقنية الاستبطان و هي إخراج الأحاسيس العميقة إلى السطح، و أنا أفعل ذلك عن طريق الكتابة، و هناك مفكر يقول «الإبداع ينبع من نفس مفعمة بالانفعال».
. ما هي المواضيع التي تحبين تناولها؟
ـ أحب تناول مواضيع متنوعة أكتب عن الوطن ، عن المرأة ، عن العواطف و غيرها.
. من يقرأ أشعارك يلاحظ النزعة التشاؤمية التي تطغى عليها و كذا النزعة لتقديم الحكم و المواعظ..
ـ أحب البدء في أشعاري و نصوصي بشيء من التشاؤم، ثم أختمها بالتفاؤل، مستنبطة أفكاري من الواقع ، مستعينة بالخيال، مع اختيار لغة مناسبة و بسيطة لأصل إلى عمق و إحساس القارئ مهما كان مستواه. لقد تعمدت رغم أنني أكتب الشعر الفصيح العمودي، أن أستعمل في أول مجموعة شعرية أصدرتها تحت عنوان «أشعار جوهرة الشرق» عن دار الشيماء للنشر و التوزيع، أول جنس من أجناس الشعر قبل الشعر الجاهلي و هو السليقة بالقافية.
بالنسبة للحكم، أكتب تلك التي أستنبطها من الواقع بحكم تخصصي الذي قربني من موهبة الإبداع و عالم الأدب.
.هل لديك إصدارات أخرى؟
ـ نعم.. نشرت أشعاري في موسوعة إبداعات نسوية مغاربية لأجل أطفال سوريا، ثم في المجموعة المغاربية»أرض الأحلام و كل العرب إخوان» الصادرتين عن دار المثقف، ثم أصدرت قصة للأطفال عنوانها «الثلث الخالي» عن دار الشيماء بباتنة، و هي قصة مقتبسة من حكاية تراثية. و نشرت أشعاري مؤخرا ، إلى جانب 120شاعرة من مختلف ربوع الوطن، في كتاب جماعي جمعه و أعده الكاتب السعودي مشعل العبادي و يحمل عنوان «مشاعل جزائرية: أديبات من الجزائر العميقة»و هو صادر عن دار الأفق للمشر و التوزيع، و سيشارك به عن قريب في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة في طبعته 23.
. مشاريعك..
ـ كتابي»الثلث الخالي» أعتبره مقدمة لعمل أكاديمي نفساني، لأنني لاحظت أن نسبة المقروئية انعدمت عند الأطفال، بسبب انشغالهم بالألعاب الإلكترونية التي قد تضر بالتحصيل الدراسي و بسلوكات الطفل، فالمطالعة ضرورية لتنمية شخصية الطفل و تطوير قدراته و معارفه، و لدي العديد من المشاريع و الأبحاث في مجال تخصصي سأنشرها لاحقا. كما أنوي التوجه بعد الخاطرة و القصة و الشعر إلى عالم الرواية .
. هذا يعني أن سميرة بعداش لم تكتف بشهادة ليسانس في علم النفس العيادي؟
ـ أكيد.. فالدراسة التي تكون نظرية في الغالب لمدة ثلاث أو أربع سنوات بالمعهد لا يمكن أن تكفي لصنع نفساني متمرس و ناجح، لا بد أن يطور نفسه بنفسه بعد التخرج بالدراسة و التكوين المستمر و البحث. أنا شخصيا أخضع باستمرار لتكوينات كتقنيات العلاج النفسي و العلاج بالطاقة الكونية (العلاج الإيحائي)و العلاج بالاسترخاء و التخطيط الاستراتيجي الشخصي في التنمية البشرية و غيرها، لكي أحقق نتائج جيدة في علاج المرضى الذين يقصدونني بمستشفى زيغود يوسف، حيث أعمل. علما بأنني أمينة ولائية لنقابة النفسانيين و قد اقترحت النقابة على الجهات المعنية، قبول الأوائل في شهادة البكالوريا تخصص علوم تجريبية لدراسة علم النفس ، مع تمديد فترة تكوين النفساني في الجامعة إلى خمس سنوات مع التركيز على الجانب التطبيقي، لكي يكون مؤهلا حقا لممارسة عمله.
حاورتها إلهام ط